أخبار عاجلة

غزوات «القاعدة» تمهّد لمرحلة «الحرب الشاملة» مع الغرب

غزوات «القاعدة» تمهّد لمرحلة «الحرب الشاملة» مع الغرب غزوات «القاعدة» تمهّد لمرحلة «الحرب الشاملة» مع الغرب

أعادت التفجيرات والهجمات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها كينيا وباكستان والعراق ونيجيريا واليمن إلى الأذهان شبح تنظيم القاعدة مجددا إلى منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما فى القارة الأفريقية، بعد إعلان عدد من الجماعات الجهادية التى تتبنى فكر «القاعدة» مسؤوليتها عن هذه العمليات الإرهابية مثل جماعة شباب المجاهدين فى الصومال، وبوكوحرام فى نيجيريا.

وسلطت هذه التفجيرات الضوء على واقع جديد مقلق يتمثل فى أن «الإسلام المتشدد الذى أحدث ضررا طويل المدى فى منطقة الشرق الأوسط أصبح له جذور فى أفريقيا، فضلا عن كونه تسبب فى نشر حالة من الفوضى وسفك الدماء فى رقعة واسعة من القارة السمراء»، حسبما رأت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية فى تقريرها عن خريطة الجماعات الجهادية الإسلامية فى أفريقيا.

وحسب تقرير المجلة فإن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي غزا رقعة واسعة من شمال مالى فى العام الماضى، وكانت المرة الأولى التى يكون فيها لـ«القاعدة» أتباع على الأرض فى هذه المنطقة، فضلا عن مساعدة التنظيم أيضا فى الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى، كما نفذت جماعات إسلامية أخرى، تتبنى التفكير الجهادى، عمليات إرهابية فى الصومال والجزائر والنيجر ومصر مؤخرا، فى إشارة إلى الهجمات التى شتنها جماعة أنصار بيت المقدس التى تتبنى فكر «القاعدة» فى سيناء.

ومنذ اندلاع الانتفاضات العربية قبل عامين ونصف، توسعت الحركة الجهادية العالمية، وانتشرت فى مجموعة من الأماكن الجديدة من أنحاء العالم العربى، كان آخرها سوريا، وليبيا، وتونس ومصر. ففى الوقت الذى فاجأت فيه الاضطرابات الكثيرين فى المنطقة، فإن تنظيم القاعدة كان متوقعا حدوث مثل هذه النتائج حين صاغ استراتيجية مدتها 20 عاما من (2000 إلى 2020) انكشفت عام 2005، وفقا لما جاء فى تقرير أعده معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

وحسب التقرير فإن «القاعدة» طور مخططه السابق، وساهم فى ذلك وجود عوامل خارجية مساعدة أكثر من مساعى الجهاديين أنفسهم، وهو الأمر الذى جعل التنظيم فى وضع جيد يؤهله من الاستفادة من التطورات الجديدة فى المنطقة بأكملها. وركز التقرير الأمريكى على رؤية كتاب «الزرقاوى: الجيل الثانى للقاعدة» لمؤلفه فؤاد حسين، الذى عرض تفاصيل خطة «القاعدة» 20 عاماً، التى تشمل سبع مراحل، يشكل فيها عام 2013 بداية المرحلة الخامسة التى تتمثل فى إعلان الدولة الإسلامية أو الخلافة فى الفترة من 2013 حتى 2016.

وترتبط مرحلة «إعلان الدولة» بالمرحلة الرابعة وهى «استعادة العافية وامتلاك القوة القادرة على التغيير» التى سبقتها فى الفترة من 2010 حتى 2013، وتوقع «القاعدة» حينها أن تشهد هذه الفترة سقوط الأنظمة الاستبدادية العربية الطاغية، فضلا عن قيام القرصنة ضد الاقتصاد الأمريكى.

ورغم أن التنظيم كان محظوظا فإنه كان بعيد النظر فى التعامل مع الربيع العربى، فلم يلعب الجهاديون أى دور فى الانتفاضات التى أسقطت الأنظمة فى تونس ومصر واليمن وليبيا، بل استفادت بشكل كبير من الاضطرابات من خلال تبنى الفكر «الدعوى» مثل فروع جماعة «أنصار الشريعة» فى شمال أفريقيا، التى نشرت رسائلها ووسعت من قواعدها من كونها منظمة جهادية إلى حركة اجتماعية، فضلا عن نجاح الحركة الجهادية العالمية فى تأسيس قاعدة لوجستية لها فى سوريا.

وترتكز مرحلة «إعلان الدولة» فى فكر «القاعدة» على إقامة دولة الخلافة خلال 3 سنوات، مستغلة تقلص نفوذ الولايات المتحدة والدول الغربية فى المنطقة والعالم الإسلامى خلال الفترة الماضية، وهو ما اتضح فى عجز واشنطن فى الآونة الأخيرة عن التعامل مع الأحداث فى وسوريا، وإن كانت لا تزال تحتفظ بوجود عسكرى كبير فى المنطقة فضلا عن حفاظها على علاقاتها مع الدول العربية.

وتأمل القاعدة أن تلى هذه المرحلة مرحلتا «المواجهة الشاملة - 2016-2020»، إذ تندلع حرب شاملة مع «الكافرين»، على حد اعتقادهم، وهو ما سيؤدى إلى المرحلة السابعة «الانتصار النهائى» عام 2020، التى من شأنها هزيمة الكفار ونجاح الخلافة، وهما مرحلتان تحقيقهما من باب الخيال لسببين، وفقا للتقرير، أولهما أن الغرب لا يعانى أزمة وجودية فى المنطقة وإنما صعوبات اقتصادية، وثانيهما أن سجل الجهاديين فى الحكم ضعيف.

ويرتبط استمرار انعدام الاستقرار فى المنطقة ببقاء وانتشار الحركة الجهادية «الماهرة جدا»، وفقا للتقرير، التى تتعلم من تجاربها الماضية وتبحث حاليا عن متعاطفين لها فى دول المنطقة، فعلى الرغم من خيالية تحقيق الجهاديين «نصرا نهائيا» وإقامة خلافة تفرض سيطرتها على المسلمين أجمعهم، فإن تنظيم القاعدة لن يختفى من الوجود فى وقت قريب، فهو أمر واقع ومن المرجح أن يواصل الصمود فى العقود المقبلة.

SputnikNews