أخبار عاجلة

بروفايل| عمر البشير المنقلب دائماً

بروفايل|  عمر البشير المنقلب دائماً بروفايل| عمر البشير المنقلب دائماً

كتب : عبدالعزيز الشرفى الجمعة 27-09-2013 07:34

رأسه الأصلع يخفيه دائما بعمامة بيضاء تخفى نصف وجهه معها، سُمرة بشرته تخفى وراءها الكثير، عُرف دائما بكونه «المنقلب»، جاء إلى رأس السلطة بانقلاب عسكرى عام 1989، ليقبع على كرسى الحكم إلى يومنا هذا. أينما ذهب «مُطارَد»، شعبه يطارده يرغب فى التخلص من حكمه الذى تسبب فى تدهور أوضاع البلاد، والعالم يطارده لمحاكمته على ارتكاب جرائم حرب خلال السنوات الأولى من حكمه، والتى وُصفت بأنها حرب أهلية.

الحرب هى السمة المميزة لمسيرة الرئيس السودانى عمر البشير، فبعد أن انقلب على السلطة بمساعدة رفيقه حسن الترابى، آل إليه حكم أكبر بلدان أفريقيا من حيث المساحة. ولأنه «منقلب دائما»، انقلب على رفيقه الترابى بعد أن قادا الثورة العسكرية ضد رئيس الوزراء الصادق المهدى، ليصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم. يحكم بلاده بقبضة حديدية يفعل ما يشاء وكأنها ملك خاص، حين خرج الشعب عليه منذ قرابة العام يطالب برحيله، خرج هو متبجحا يؤكد أن الشعب السودانى فى حاجة إليه، وأن مصلحة السودان تكمن فى وجوده هو، وأنه لا وجود لـ«ربيع عربى» فى السودان، وإنما «صيف حارق» يشوى أعداء بلاده. جاء صاحب أطول فترة حكم فى تاريخ السودان الحديث إلى الحياة مع فجر اليوم الأول من عام 1944، فضل أن يسلك السبيل العسكرية، فتخرج فى الكلية الحربية السودانية، وواصل مسيرته فنال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981. مع انتصاف عام 2008، أصدر المدعى العام لدى المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، لتصبح تلك هى المرة الأولى التى تصدر فيها المذكرة بحق رئيس حالى، ورغم أن السودان لم يوقع على ميثاق المحكمة، فإن «المطاردة الكبرى» بدأت مع صدور المذكرة، ليصبح «مطاردا» أينما ذهب، لا يستطيع حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يستطيع زيارة أى دولة وقعت على ميثاق المحكمة. قبل شهرين، توجه البشير إلى نيجيريا لحضور قمة الاتحاد الأفريقى، لكنه اختفى فجأة بعد أن طالبت جماعات حقوق الإنسان باعتقاله بناءً على أمر الاعتقال الدولى، وقتها وصفت الصحف العالمية ما حدث بأن البشير هرب فى اللحظة الأخيرة، بينما خرج سفيره ينفى، ولكن سرعان ما اتضح بالفعل أنه هرب من البلاد. انفصل هو عن جماعة الإخوان بالسودان ليؤسس الجبهة الإسلامية، التى تحول اسمها إلى «حزب المؤتمر الوطنى». يرى المحللون أنه الوحيد الذى نجح فيما لم ينجح فيه رفاقه من الإخوان فى الدول الأخرى، فأعمال العنف التى استمرت لسنوات نجحت فى تقسيم البلاد إلى شمال وجنوب، ليخرج موفد بريطانيا السابق لمفاوضات السلام، آلان جولتى، يعلن أن نظام البشير شجع الانفصاليين، وتسبب بإصراره على أن يظل قابعا على كرسى الحكم وانتهاجه سياسات القبضة الحديدية، فى قرار الجنوب بالانفصال عن البلاد.

DMC