تشاؤم إيراني
وأعربت إيران عن تشاؤمها إزاء التوصل إلى حل قريب للخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن المشكلة لن تُحل في ظل ما وصفه بالمقاربات غير المنصفة من جانب الوكالة، مشيرًا إلى توجيه اللوم لطرف واحد دون الأخذ في الاعتبار الوقائع على الأرض.
وأضاف بقائي، خلال مؤتمر صحافي، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، يكرر عبارات وادعاءات اعتبرها مخالفة للحقائق، مؤكدًا أن تقارير الوكالة لا تعكس، من وجهة نظر طهران، الصورة الكاملة للتطورات القائمة.
تجاهل الهجمات
وانتقد المتحدث الإيراني امتناع غروسي ومجلس محافظي الوكالة عن الإشارة إلى ما وصفه بالاعتداءات غير القانونية التي تعرضت لها المنشآت النووية السلمية الإيرانية، متهمًا الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف خلف تلك الهجمات، ومعتبرًا أن تجاهلها يضعف مصداقية الوكالة كجهة رقابية دولية.
مجلس المحافظين
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وافق في نوفمبر الماضي على قرار يدعو إيران إلى التعاون الكامل والسريع، وتزويد مفتشي الوكالة بمعلومات دقيقة بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات تقترب من عتبة الاستخدام العسكري، إضافة إلى السماح بالوصول إلى مواقع نووية محددة.
وفي المقابل، علقت طهران تعاونها مع الوكالة، متهمة إياها بالتقصير في حماية المعلومات الفنية، وبالامتناع عن إدانة الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية.
تعثر المحادثات
وجاء هذا التصعيد بعد حرب شنتها إسرائيل في يونيو الماضي واستمرت 12 يومًا، استهدفت خلالها مواقع داخل الأراضي الإيرانية، قبل أن تنضم الولايات المتحدة إلى العمليات عبر قصف منشآت نووية وُصفت بالحساسة، وسبقت تلك التطورات خمس جولات من المحادثات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران، بوساطة سلطنة عمان خلال عام 2025، من دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
آخر التطورات
وخلال الفترة الأخيرة، استمر التواصل المحدود بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر قنوات فنية ودبلوماسية، في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع انتقال الخلاف إلى مسار أكثر حدة داخل مجلس المحافظين، ورغم تأكيد الوكالة على أهمية استئناف التعاون الكامل لضمان شفافية البرنامج النووي الإيراني، تصر طهران على ربط أي تقدم بتغيير ما تصفه بالنهج السياسي للوكالة، ومعالجة ملف الهجمات على منشآتها كجزء لا يتجزأ من أي تفاهم مستقبلي، ما يبقي آفاق الحل رهينة توازنات سياسية وأمنية معقدة.

