ومع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا، التي دخلت عامها الثالث تقريبًا، مرحلة جديدة قد تكون محورية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة ودعمها غير المؤكد، وخاصة مع إعلان الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.25 مليار دولار، يبرز السؤال حول مدى تأثير هذا الدعم على فرص أوكرانيا في تحقيق النصر في حربها ضد روسيا.
تأجيل العضوية
يسعى ترمب إلى إنهاء الحروب حول العالم، بحسب ما أكد أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، لاسيما الحرب الروسية الأوكرانية، أطلت الخارجية الروسية بموقف جديد، إذ أوضح وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن بلاده ترفض اقتراح ترمب بتأجيل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لمدة 20 عامًا.
في يونيو، قام بوتن بزيارة استغرقت يومين إلى كوريا الشمالية -وهي الأولى له منذ 24 عامًا- في الوقت الذي عززت فيه الدولتان علاقاتهما في مواجهة المواجهات المتزايدة مع واشنطن، وتنص الاتفاقية التي وقعها بوتن وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، على تقديم المساعدة العسكرية المتبادلة إذا تعرضت أي من الدولتين لهجوم، وتمثل الاتفاقية الجديدة أقوى رابط بينهما منذ نهاية الحرب الباردة، وهو ما يزيد من المخاوف في واشنطن وسول.
توغل أوكرانيا
وفي أغسطس، شنت أوكرانيا توغلاً مفاجئًا في منطقة كورسك الروسية في أكبر غارة عبر الحدود تشنها قوات كييف، وقد كشف هذا عن نقاط ضعف روسيا ووجه ضربة محرجة للكرملين، حيث فر عشرات الآلاف من المدنيين من المنطقة، ومع انخراط الجزء الأكبر من الجيش الروسي في شرق أوكرانيا، لم يتبق سوى عدد قليل من القوات لحماية منطقة كورسك، ومنذ ذلك الحين، استعادت القوات الروسية السيطرة على جزء من المنطقة، لكنها فشلت حتى الآن في إزاحة قوات كييف بالكامل.
إعلان البنتاجون
وفي أكتوبر، أعلن البنتاجون أن كوريا الشمالية أرسلت نحو عشرة آلاف جندي إلى روسيا للانضمام إلى القتال ضد أوكرانيا، وهي الخطوة التي قال زعماء غربيون إنها ستزيد من حدة الحرب وتزعزع العلاقات في آسيا، وظلت موسكو وبيونج يانج صامتتين بشأن مزاعم نشر القوات.
كما استضاف بوتن قمة مجموعة دول البريكس، والتي حضرها زعماء أو ممثلون عن 36 دولة، فيما اعتبره كثيرون محاولة لتسليط الضوء على فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا.
الإستراتيجيات المتبعة في الحرب الروسية الأوكرانية
فلاديمير بوتين- روسيا
-1 التصعيد العسكري المستمر
استمر في تكثيف الهجمات العسكرية على المدن الأوكرانية، مع التركيز على استهداف البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة والطرق والموانئ، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق وأزمة إنسانية.
-2 التعبئة الجزئية
في سبتمبر 2022، أعلن عن تعبئة جزئية للجنود الروس في محاولة لتعويض النقص في القوات البرية، مما أثار احتجاجات داخلية ودعوات للسلام.
-3 استخدام القوة الجوية والصواريخ
اعتمد على القصف الجوي المكثف، واستخدام الصواريخ بعيدة المدى لإضعاف قدرة أوكرانيا على الرد، مستهدفًا مواقع إستراتيجية.
-4 الضغط الدبلوماسي على الغرب
سعى لزيادة التوترات مع الدول الغربية من خلال استخدام الغاز والنفط كأدوات ضغط، مع تهديدات متكررة بإغلاق خطوط الإمداد للطاقة إلى أوروبا.
-5 محاولات الانقسامات السياسية داخل أوكرانيا
استهدفت روسيا تحفيز الانقسامات السياسية داخل أوكرانيا، سواء من خلال حملات تضليل إعلامية أو دعم الانفصاليين في مناطق مثل دونباس.
-6 التهديد باستخدام الأسلحة النووية
في مناسبات عديدة، استخدم بوتين تهديدات ضمنية أو مباشرة باستخدام الأسلحة النووية كأداة ردع ضد أي تدخل عسكري مباشر من الدول الغربية.
-7 الاستيلاء على الأراضي وتغيير الواقع الجغرافي
منذ بداية الحرب، عمل بوتين على محاولة السيطرة على أكبر عدد من الأراضي الأوكرانية، خصوصًا في المناطق الشرقية والجنوبية، بالإضافة إلى ضم شبه جزيرة القرم وأجزاء من لوغانسك ودونيتسك.
-8 المقاومة أمام المفاوضات
رغم الضغوط الدولية، ظل بوتين يرفض التفاوض المباشر مع أوكرانيا، متمسكًا بشروطه التي تتضمن الاعتراف بالسيطرة الروسية على الأراضي المحتلة.
فولوديمير زيلينسكي- أوكرانيا
-1 القتال غير التقليدي وحرب العصاباتاستخدم أساليب حرب العصابات والمجموعات الصغيرة من الجنود لمهاجمة القوات الروسية بشكل غير متوقع، مما صعّب مهمة القوات الروسية في السيطرة على الأرض.
-2 استخدام الأسلحة الغربية
استفادت أوكرانيا بشكل كبير من الدعم العسكري الغربي، بما في ذلك الأسلحة الحديثة مثل صواريخ «جافلين» وأنظمة الدفاع الجوي «باتريوت» والطائرات المسيّرة، مما ساعدها في تصدي الهجمات الروسية بشكل أكثر فعالية.
-3 التركيز على الدفاع الجوي
كثف من تطوير وتحسين أنظمة الدفاع الجوي، مما ساعد في حماية المدن والبنية التحتية الحيوية من الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات.
-4 الهجمات المضادة والتركيز على استعادة الأراضي
شنّ هجمات مضادة بشكل منظم في مناطق متعددة مثل خاركيف وخيرسون، مما أدى إلى استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي كانت تحت السيطرة الروسية.
-5 الدعاية وحشد الدعم الدولي
تمكن من تعزيز صورتها على الساحة الدولية من خلال تسليط الضوء على الوحشية الروسية، وتوثيق الانتهاكات لحقوق الإنسان، مما ساعد في حشد الدعم الغربي من حيث المساعدات العسكرية والإنسانية.
-6 الاستفادة من التضاريس المحلية
استفاد من الأرض الوعرة والمناطق الحضرية لتعقيد العمليات العسكرية الروسية، مما أجبر القوات الروسية على التعامل مع بيئات معقدة وصعبة.
-7 التحالفات العسكرية والسياسية
عمل على بناء تحالفات قوية مع الدول الغربية، وخاصة من خلال طلب انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والدفع للحصول على مساعدات عسكرية ومالية.
-8 حرب المعلومات
استخدمت أوكرانيا الحرب الإعلامية بشكل فعال لتعزيز معنويات شعبها، وزيادة الضغط على المجتمع الدولي لدعم قضيتها، بينما سعت لكشف الأكاذيب الروسية، والتأكيد على قوة الشعب الأوكراني في مواجهة الغزو.