جاء ذلك خلال المحادثة الهاتفية بين بوتين وإلهام علييف، حيث تمت الإشارة إلى أن الطائرة الأذربيجانية حاولت الهبوط في غروزني أثناء تصدي الدفاعات الجوية الروسية لهجمات طائرات مسيرة أوكرانية. يأتي ذلك فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق "سريع ومستقل" في تحطم الطائرة الأذربيجانية.
وقال الكرملين إن بوتين أبلغ علييف في مكالمة هاتفية أنه "خلال ذلك الوقت، تعرضت غروزني و(بلدة) موزدوك وفلاديكافكاز لهجمات من طائرات مسيّرة قتالية أوكرانية وأن الدفاع الجوي الروسي كان يصد هذه الهجمات". لكن بوتين لم يوضح ما إذا كان الدفاع الجوي الروسي قد أصاب الطائرة في شكل مباشر.
واعتذر الرئيس بوتين للرئيس علييف بسبب وقوع حادث الطائرة الأذربيجانية في أجواء روسيا، فيما أكد علييف لبوتين أن الطائرة الأذربيجانية تعرضت في روسيا لـ"تدخل مادي خارجي".
وقالت رئاسة أذربيجان في بيان أشارت فيه إلى المكالمة الهاتفية بين الرئيسين، إن "رئيس الدولة أوضح أن الثقوب العديدة في هيكل الطائرة والجروح التي تعرض لها الركاب وأفراد الطاقم (...) إضافة الى شهادات المضيفين والركاب الناجين، تؤكد الأدلة على تدخل مادي وتقني خارجي".
ولاحقا، أعلنت كازاخستان أن الطائرة الأذربيجانية استهدفت خارج مجالها الجوي. وقالت إن "التحقيق في سبب سقوط الطائرة مستمر"، مشيرة إلى أن "تحديد هوية قتلى الطائرة لم يكتمل بعد".
ودعا الاتحاد الأوروبي، السبت، إلى تحقيق "سريع ومستقل" في تحطم الطائرة الأذربيجانية، بعدما اعتبرت الولايات المتحدة أن الحادث قد يكون ناجما عن صاروخ روسي مضاد للطائرات.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس عبر منصة "إكس": "أدعو إلى تحقيق دولي سريع ومستقل"، معتبرة أن المعلومات التي ترجح إصابة الطائرة بنيران روسية هي "تذكير عنيف" بما حصل للطائرة الماليزية (الرحلة ام اتش17) التي أسقطها صاروخ أطلقه متمردون موالون لموسكو فوق أوكرانيا في 2014.
وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية، يوم الأربعاء، بالقرب من مدينة أكتاو في كازاخستان بعد أن حولت مسارها من منطقة بجنوب روسيا تنتشر فيها أنظمة الدفاع الجوي التي تُستخدم في إسقاط الطائرات المسيرة الأوكرانية.
ولقي ما لا يقل عن 38 شخصا حتفهم في هذه الواقعة، بينما نجا 29 شخصا.
وانحرفت رحلة الخطوط الجوية الأذربيجانية جيه2-8243 التي انطلقت من باكو عاصمة أذربيجان مئات الأميال عن مسارها المقرر إلى غروزني، في الشيشان بجنوب روسيا وتحطمت على الشاطئ المقابل لبحر قزوين على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) من أكتاو في كازاخستان.
وسبب تغيير الطائرة مسارها لمئات الكيلومترات عبر بحر قزوين غير معروف.
وقالت هيئة مراقبة الطيران الروسية (روسافياتسيا)، أمس الجمعة، إن الطائرة قررت تغيير مسارها من وجهتها الأصلية في الشيشان وسط ضباب كثيف وتحذير محلي من طائرات مسيرة أوكرانية.
وقالت أربعة مصادر مطلعة على النتائج الأولية للتحقيق الذي تجريه أذربيجان لـ"رويترز"، الخميس، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطتها بطريق الخطأ. وأظهرت صور حطام الطائرة ما يبدو أنها أضرار ناجمة عن شظايا في ذيل الطائرة.
وقالت الخطوط الجوية الأذربيجانية، الجمعة، إن النتائج الأولية للتحقيق تظهر أن الحادث نجم عما يطلق عليه "تدخل خارجي مادي وتقني". ولم توضح الشركة طبيعة هذا التدخل.