مباشر- نهى مكرم- تتزايد رهانات الأسواق في الأسابيع الأخيرة على فوز المرشح دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، ولكن اقتصاديو "جولدمان ساكس" يروا أن فترة رئاسية أخرى للرئيس السابق يمكن أن يكون لها تداعيات جسيمة على اقتصاد منطقة اليورو.
وقال جارسي ستين وجايمس موبيرلي في مذكرة نُشرت يوم الجمعة قبل محاولة اغتيال ترامب إن تقديرات السيناريو الأساسي تشير إلى ناتج محلي إجمالي كبير يبلغ حوالي 1% مع ارتفاع طفيف للغاية بالتضخم بواقع 0.1 نقطة مئوية. ولكن إعادة انتخاب ترامب سيضع مخاطر هبوطية هائلة على توقعات النمو القوي لمنطقة اليورو.
ويرى بعض المحللين أن حادث محاولة اغتيال ترامب قد تعزز فرصه في استعادة البيت الأبيض في الانتخابات الأمريكية المقبلة العام الجاري، وقد ارتفعت بالفعل بعض الأصول يوم الاثنين مع تحسب الأسواق لهذه الاحتمالية.
حتى قبل يوم السبت، كانت احتمالية فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية قد زادت بعد الأداء الضعيف للرئيس جو بايدن في مناظرة رئاسية قبل بضعة أسابيع. وقال بنك "جولدمان ساكس" إنال أسواق كانت تعطي احتمالاً بنحو 60% لفوز ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، مع تقارير تفيد بأن هذه النسبة قد ارتفعت مجددًا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أوضح المحللان أن عدم اليقين بشأن السياسات التجارية، والضغوط الدفاعية والأمنية، والتأثيرات الناتجة عن السياسات الداخلية للولايات المتحدة، مثل الضرائب، يمكن أن تؤثر على أوروبا.
التوترات التجارية
قال ستين وموبيرلي إن سياسة ترامب التجارية والشكوك المحيطة بها قد تكون أحد العوامل التي تؤثر على اقتصاد أوروبا، كما حدث خلال فترة رئاسته السابقة.
وجدير بالذكر أن التوترات التجارية بين الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي تفاقمت خلال فترة ولاية ترامب الأخيرة. حيث فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية على الصلب والألمنيوم الأوروبي، مما دفع الاتحاد الأوروبي للرد بفرض رسوم على السلع الأمريكية. وكانت هناك مخاوف مستمرة لعدة أشهر حول ما إذا كانت قطاعات أخرى مثل السيارات ستشهد زيادة في الرسوم مما أثر على معنويات السوق.
وجاء في المذكرة البحثية لبنك "جولدمان" أن ترامب تعهد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية (بما في ذلك من أوروبا)، مما سيؤدي على الأرجح إلى زيادة كبيرة في عدم اليقين بشأن السياسة التجارية، كما حدث في 2018-2019.
وأوضح الاقتصاديان أن هذه الشكوك لها تأثير كبير ومستمر على النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو تاريخياً. ففي عامي 2018 و2019، أسفرت الشكوك حول السياسة التجارية إلى تراجع الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو بحوالي 2%.
ضغوط الدفاع والأمن
يٌتوقع أن يُخفض ترامب يخفض أو يوقف تماماً المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وأشار إلى أنه لن يساعد الدول الأعضاء في حلف الناتو التي لا تفي بمتطلبات الإنفاق الدفاعي بنسبة 2%.
وأفادت الورقة البحثية أن ذلك قد يدفع الدول الأوروبية إلى تمويل إنفاق دفاعي إضافي بنسبة 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا خلال فترة ترامب الثانية.
قد تؤدي السياسات الدفاعية لترامب تجاه أوروبا وموقفه من الناتو إلى ظهور مخاطر جيوسياسية وعدم استقرار، خصوصًا إذا أثارت تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بالتحالف العسكري، وفقًا لما أوضحه ستين وموبيرلي.
تداعيات السياسات المحلية لترامب
يمكن أن تؤثر سياسات ترامب المحلية، مثل التخفيضات الضريبية، على اقتصاد منطقة اليورو، فمن المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب في الولايات المتحدة النشاط الاقتصادي في أوروبا، ولكن مع التحولات المتوقعة في الأسواق الأخرى، يُعتقد أن التأثير العام سيكون محدودًا، وفقًا لستين وموبرلي.
ومع ذلك، من المرجح أن يكون التأثير المالي معتدلاً، حيث يُتوقع أن يعوض ضعف قيمة اليورو، وهو ما يتسق مع تحركات العملة بعد الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل، وفقًا لما ذكره المحللان.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات
"جولدمان ساكس" يتوقع نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أبطأ بالنصف الثاني
أسهم "ترامب ميديا" تقفز 55% بعد محاولة الاغتيال
قادة العالم يدينون محاولة اغتيال ترامب
مباشر (اقتصاد)
