كتب : أحمد عبداللطيف ورنا على منذ 30 دقيقة
ممسكاً بسلاح آلى فى يده اليمنى، وأمامه جنديان، صاح الشهيد اللواء نبيل فراج فى رجاله: «يلّا يا رجالة.. انووا الشهادة»، وفى نفس التوقيت كان مراسلو القنوات الفضائية يستكشفون المكان، وهو عبارة عن جسر عرضه 50 متراً وطوله نحو 100 متر، لا يتجاوز ارتفاعه ربع المتر. ثوانٍ وبدأ إطلاق نار كثيف لا يعرف أحد مصدره، انبطح الجميع أرضاً، وبينهم الشهيد. هكذا يروى الزميل أحمد الليثى المحرر بـ«الوطن» شهادته عن قرب للحظة استشهاد اللواء فراج، والذى لفظ أنفاسه الأخيرة على مسافة خطوات من الصحفيين فى مداهمة كرداسة أمس، ويضيف الليثى أن الإعلاميين ظنوا أنه يؤمّن نفسه، بعدما رفع رأسه قبل أن يركض نحوه مراسل قناة «المحور» صارخاً: «فى ضابط معانا مصاب.. الحقونا»، ليتضح أنه أصيب بطلقة فى جانبه الأيمن، وهو ما أدى للوفاة.
يروى تامر، مراسل قناة المحور، مشهد سقوط اللواء الشهيد، قائلاً: «تعرضنا لوابل من الرصاص استمر 15 دقيقة، وظل اللواء لآخر لحظة يصرخ فى العساكر: محدش يضرب نار إلا بإشارة منى، وفجأة لقيناه على الأرض».
«الوطن» التقت بأسرة الشهيد فى مستشفى العجوزة، وقالت زوجته إن آخر كلماته لأبنائه: «عمر يا حبيبى.. هات إخواتك زياد وأحمد وتعال نصلى الفجر قبل ما أنزل الشغل»، وأمام المشرحة جلس أفراد الأسرة: الزوجة و«عمر» 17 سنة، و«زياد» 9 سنوات، و«أحمد» 5 سنوات، وخالهم، وشقيق الشهيد. تضيف الزوجة «باكية»: «الله يرحمه، مكناش بنشوفه، كان مؤمناً بتأدية واجبه والدفاع عن وطنه، وقبل استشهاده جلس فى المنزل عدة ساعات، وتناول مع الأسرة وجبة طعام، ثم جلس مع أولاده الـ 3 ليودعهم ويتسامر معهم ويوصيهم، ثم نادى على عمر، ابنه الأكبر وطلب منه أن يتوضأ مع شقيقيه، ليصلى ركعتين لله جماعة، وبعد الانتهاء من الصلاة ارتدى ملابسه الميرى وودعنا».
تصوير - عدنان عماد