أخبار عاجلة

في سوق «البنقالة».. أسماك على أطباق من كرتون

في سوق «البنقالة».. أسماك على أطباق من كرتون في سوق «البنقالة».. أسماك على أطباق من كرتون
يمثل يوم الجمعة جزءا هاما في النسيج التجاري لمئات الآسيويين الذين يقدمون بضائعهم المتنوعة على طبق من كرتون رديء غير مبالين بكميات الذباب الهائل وذرات الغبار المتطايرة منذ الفجر وحتى قبيل دخول إمام الجمعة للمنبر بلحظات قليلة وذلك في سوق البنقالة في جدة.وفي سوق البنقالة الشهير الذي يقع بالقرب من أبحر الجنوبية وتحديدا في منطقة «البلاج» تتحول تلك الشوارع إلى مراكز تجارية في الهواء الطلق، وتمتد في ساحات عريضة للمزاولة والمتاجرة في بيع الملابس المستعملة وشرائها وبيع السمك والخضار. ومع إشراقه كل جمعة تبدأ البسطات في عرض بضائعها بشكل عشوائي موزعة على جنبات الطريق حاوية كل ما يمكن أن يلبس ويرتدى لينتهي مهرجان فعاليات يوم الجمعة لتعود جمعة أخرى مليئة ببضائع مختلفة تحوي موديلات جديدة/قديمة. ورغم أن السمك المعروض بطريقة سيئة يثير العديد من مخاوف المرض والتسمم، إلا أن الإقبال الشديد من المتسوقين «البنجاليين» يثير الحيرة خصوصا أن طريقة العرض تعطي مؤشرات الى أن السمك غير صالح للاستهلاك البشري.هوامير هذا السوق والمسيطرون على تجارته هم من الجنسية البنجالية وأغلبهم في العقد الرابع والخامس في العمر، حيث يتوزعون على شارع طويل يمتد بطول كيلومترين تقريبا ويعرضون بضائعهم على جنباته بحثا عن الكسب.. والزبائن من أبناء جلدتهم. سليمان أحد الباعة الذين انشغلوا بعرض عدد من الأسماك في وعاء ممتلئ بالثلج الذائب المختلط بالدم وبقايا الغبار، طلب من «عكاظ» شراء السمك مقسما بالله أنه صاده الليلة الماضية. وأضاف: أعمل مع بعض زملائي على صيد السمك مساء الأربعاء والخميس في شاطئ أبحر الجنوبية ونعرض الأسماك في هذا السوق بسعر لا يتجاوز نصف سوق البنقلة الشهير.وعند سؤاله عن مخاوف التسمم قال بلغة عربية مهلهلة: منذ عدة أعوام أبيع هذا السمك ويشتريه المئات من أبناء جلدتي ولم يسبق لأحد أن عاد لي مرة أخرى مشتكيا من حالة تسمم أصابته. على الجانب الآخر من السوق تنتشر الملابس المستعملة التي تشتريها العمالة البنجالية من الخادمات الأفريقيات المخالفات واللاتي يجمعن ما يرد لهن من صدقات خلال عملهن كخدم في المنازل.يعترف حبيب الرحمن بقوله «نعمل طيلة شهرين وثلاثة لتجميع هذه الكومات التي تراها من الملابس ونقوم بجمعها وعرضها أمام الجمهور ليشتريها». ويضيف حبيب الرحمن ذو الجنسية البنجالية والذي لم يتجاوز الثلاثين عاما «نشتري منهن تلك الملابس المستعملة ونحرص على غسلها وكيها وعرضها للمشترين بمبلغ زهيد لا يتجاوز العشرين ريالا لبعض الملابس التي تصل أسعارها لمئات الريالات».وتختلف أنواع الملابس المعروضة ولكن الملابس الرياضية تعتبر السواد الأعظم، فيما يوجد ركن خاص بالثياب الوطنية والملابس الداخلية للرجال بمختلف المقاسات والألوان وتختلف أسعارها كذلك على حسب اختلاف تماسك جودتها. ويحوي السوق في الجانب الآخر ركنا خاصا لبيع الخضار والفواكه بشتى أنواعها وبأسعار بخسة ولا تقارن بأسعار المراكز التجارية المعتادة.في داخل ركن الخضروات رفض أحد الباعة الحديث عن مصدرها محاولا التظاهر بالانشغال ببيع منتجاته ومطالبا بالشراء فقط دون أن نسأل.ودعا كل من محمد السعيد، ناصر المحمدي، سامي المنصور إلى ضرورة معرفة مصادر الأسماك والخضروات التي تباع في هذا السوق، مؤكدين أنها ربما تكون أسماكا فاسدة ومنتهية الصلاحية وربما تكون الخضروات مصدرها مزارع تسقى بمياه الصرف الصحي.الصحة العامةمصدر مطلع في إدارة المراقبة بأمانة جدة أوضح أن هناك جولات مكثفة تقوم بها العديد من الفرق الرقابية مشيرا إلى أنهم سيواصلون تلك الحملات خلال الفترة المقبلة، من أجل تفعيل آليات الصحة العامة والإصحاح البيئي، ولأن فرق الامانة لا تتواني في إزالة مثل هذه المخالفات في عروس البحر الأحمر.

جي بي سي نيوز