أخبار عاجلة

صباح الخالد: على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياتهما الأخلاقية والقانونية لوقف نزيف الدم اليومي للشعب السوري

صباح الخالد: على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياتهما الأخلاقية والقانونية لوقف نزيف الدم اليومي للشعب السوري صباح الخالد: على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياتهما الأخلاقية والقانونية لوقف نزيف الدم اليومي للشعب السوري
  • المعتوق: الكويت لم تدخر جهداً في دعم القضايا الإنسانية ومكافحة الفقر
ليلى الشافعي

اكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان هناك ظروفا صعبة يعيشها عدد من شعوب العالم تتطلب منا جميعا العمل بإرادة واحدة من اجل التخفيف من وطأتها وتحسين اوضاعها الحياتية والمعيشية، مشيدا بدور جميع المنظمات الدولية والاقليمية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالعمل الانساني على ما تقوم به من جهود مشهودة في هذا المجال، جاء ذلك في المؤتمر السنوي الرابع حول الشراكة الفعالة وادارة المعلومات من اجل عمل انساني افضل والذي تنظمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية العون المباشر بالتعاون مع مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا).

واعرب الخالد عن شكره وتقديره للعمل الذي يقوم به مكتب الامم المتحدة لتنسيق الجهود الانسانية وجميع العاملين به وفي مقدمتهم البارونة فاليري آموس والذين اسهموا دون شك في ايجاد قنوات وآليات تنفيذية مناسبة لايصال المعونات والمساعدات الدولية لشعوب طالما انتظرت بارقة امل تعينها على الحياة في ظروف لوجستية وتقنية عسيرة ومليئة بالتحديات اودت بحياة عدد من القائمين على هذا العمل الانساني، مضيفا ان مكتب الامم المتحدة ساهم مشكورا في تأطير الاستجابة الانسانية القوية للمجتمع الدولي في مجال المساعدات الانسانية والانمائية الطارئة من خلال جهود مشتركة مع مؤسسات ومنظمات دولية وغير دولية لمواجهة الكوارث الانسانية المختلفة، سعيا لتطوير بنية النظام الانساني بشكل عام.

واضاف الخالد: لا يخفى علينا ان الشعب السوري الشقيق يعاني اليوم من كارثة انسانية متفاقمة تجاوز عمرها السنتين، سواء بأعداد القتلى التي فاقت الـ 100 الف قتيل وآلاف الجرحى والمصابين، وتبعاتها الانسانية من تشريد ونزوح خارجي وداخلي، فمنذ انتهاء مؤتمرنا السنوي الثالث في الكويت في سبتمبر من العام الماضي وحتى هذه اللحظة ازدادت اعداد اللاجئين السوريين الى اربعة اضعاف، حيث يعاني حاليا مليونا شخص من وطأة التهجير القسري خارج بلادهم مقارنة بـ 260 الفا خلال العام الماضي، كما تم تهجير اربعة ملايين ومائتين وخمسين الفا داخل الاراضي السورية مقارنة بمليون ومائتي الف شخص في الفترة نفسها من العام الماضي، مما يعني ان حوالي ثلث الشعب السوري بات مرغما على ترك مدنه وقراه ومنازله مما يعكس حجم المعاناة الانسانية التي يعانيها.

ولفت الخالد الى ان تلك الارقام تحتم على الامم المتحدة وجميع اطراف المجتمع الدولي ان يضطلعوا بمسؤولياتهم القانونية والاخلاقية وان يضعوا الظروف المأساوية للشعب السوري في سلم اهتماماتهم بعيدا عن اي اختلافات واعتبارات من اجل وقف نزيف الدم اليومي للشعب الشقيق وتأمين وصول المساعدات الاغاثية الطارئة له.

وقال ان الكويت تدعم الجهود الانسانية في سورية من منطلق ايمانها الراسخ بمساعدة شعوب دول العالم المنكوبة حيث استجاب صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد لدعوة بان كي مون الامين العام للامم المتحدة لاستضافة الكويت لمؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري الشقيق في 30 يناير الماضي والذي استقطب اهتماما عالميا على جميع المستويات، ونجح في جمع مبلغ 1.6 مليار دولار كان نصيب الكويت منه 300 مليون دولار قامت بايصاله كاملا للجهات المعنية المختصة، متطلعين في هذا الصدد بأن تستكمل دول العالم الايفاء بتعهداتها التي أعلنتها خلال ذلك المؤتمر بما يلبي مقاصده النبيلة السامية.

وأكد الخالد ان برنامج عمل مؤتمرنا اليوم يعكس المسؤوليات الكبيرة للقطاع الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بأدوار رئيسية فاعلة وايجابية لتخفيف المعاناة الناتجة عن الكوارث الطبيعية والأزمات الداخلية والحروب، متطلعين للوقوف على رؤى وتجارب ونماذج مشرّفة لما ينبغي ان يكون عليه التنسيق بين جميع الأطراف، مستذكرين هنا بكل الاعتزاز الجهود الخيرة المبذولة من قبل القطاع الكويتي الخاص بدعم المساعي الانسانية من خلال تبرعه لإنشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة، ومشيدين بالدور الفعال الذي تقوم به الجمعيات الخيرية الكويتية لمساعدة المتضررين من شعوب العالم.

وقال: بهذه المناسبة لابد لي من استذكار الدور الانساني البارز لقامة كبيرة من قامات العمل الخيري، رئيس جمعية العون المباشر المغفور له بإذن الله د.عبدالرحمن السميط صاحب الأيادي البيضاء التي مازالت بصماته حاضرة على الوضع الانساني في القارة الأفريقية.

وتمنى الخالد ان يحقق هذا المؤتمر أهدافه المرجوة وان يثمر عن نتائج ملموسة تسهم في الارتقاء بمستويات التنسيق بين الهيئات الدولية الانسانية لرفع المعاناة عن كاهل الشعوب الأفراد المنكوبين حول العالم.

بدوره، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية عبدالله المعتوق: قبل ايام غاب عن ساحة العمل الانساني رجل عرفته أفريقيا بأكملها انه فارس الخير د.عبدالرحمن السميط، الذي رحل بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء.

وأضاف: ان هذا المؤتمر يسعى الى توثيق العمل الانساني المشترك وفق المقاييس الانسانية الدولية لاسيما في ظل تعاظم الاحتياجات الانسانية في العالم وليس بخاف عن الجميع ما يحدث في سورية من تشرد وقتل، وكذلك ما يعانيه السودان من كوارث الفيضانات والسيول.

والهيئة الخيرية بحكم اشتغالها في الحقل الانساني منذ مطلع الثمانينيات ورعايتها لآلاف البرامج والمشاريع الاجتماعية والاغاثية والتنموية والصحية في عشرات الدول حول العالم تدرك ان مبدأ الشراكة قد أضحى مع تطور الفكر الانساني ثقافة ضرورية لتنمية المجتمعات الفقيرة، وحاجة ملحة لتمكين المؤسسات الخيرية من آليات التنسيق والجودة والشفافية وتشجيعها على صياغة برامج ومبادرات تعود بالخير والنماء على الانسانية جمعاء.

وأضاف المعتوق أنه إيمانا بأهمية الشراكة مع الهيئة والمنظمات الدولية تستضيف الهيئة بالتعاون مع جمعية العون المباشر ومكتب الأمم المتحدة هذا المؤتمر للعام الثالث على التوالي من أجل إقامة شراكة استراتيجية حقيقية لبناء قدرات الهيئات واستقطاب الشباب للعمل التطوعي من أجل بلوغ أهدافنا الإنسانية والإنمائية.

ومن هذا المنطلق نطمح إلى أن نتمكن من وضع أسس راسخة لعمل إنساني يتماشى مع أنماط التفكير المعاصر وآلياته، مستفيدين من التطور المعرفي والتكنولوجي، مستندين إلى مقوماتنا الإسلامية نستند في هذا الهدف إلى مقوماتنا الإنسانية من خلال إقامة بروتوكولات من أجل تفعيل الاستجابة الإنسانية، كما نسعى لتطوير العمل الإنساني وتحقيق تكامل للمنظومة الإنسانية وتطوير آليات تقديم المساعدات الإنسانية في مواقع الكوارث والمجاعات.

والكويت في ظل القيادة الحكيمة صاحبة رؤية إنسانية عظيمة نبيلة الهدف والغاية لم تدخر ذخرا في دعم القضايا الإنسانية ومكافحة المجاعات والفقر ودعم المشاريع الصحية والتعليمية في كثير من الدول النامية.

من جانبه قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني إن هدفنا نصرة المحتاجين استجابة للإنسانية والمواثيق الدولية، والكويت أصبح لها باع طويل في العمل الإنساني وأصبح يضرب بها المثل في الجود والكرم، ويشرفني المشاركة في هذا المؤتمر المهم الذي يعزز المشاركة والتعاون بين المنظمات الخيرية.

ويمكن الاستشهاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها المنظمات في اليمن وسورية والصومال على المستويين الرسمي والأهلية والقيام بمسؤولياتها.

وأضاف أن الكويت قامت بمبادرة خيرة تمثلت في استضافة مؤتمر المانحين بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة وجمعت مبالغ تجاوزت مليارا و600 ألف.

وأشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة فاليري اموس إلى أن هذا العام سيتم عرض أهمية دور القطاع الخاص والشركات في المجال الإنساني ويسعدني أن نتمكن من القيام بهذا من الكويت، أحد أهم شركاء الأمم المتحدة في المنطقة، وللقطاع الخاص في منطقة الخليج دور فعال وإسهامات جديرة بالتقدير في مساعدة المحتاجين والمتأثرين بالكوارث حول العالم.

بدوره قال الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي عطا منان ينعقد هذا المؤتمر في ظل ما يعانيه العالم الإسلامي من كوارث في سورية والعراق واليمن وبورما والساحل الأفريقي، وتشكل هذه الكوارث تحدثا للعمل الإنساني على المستوى العربي والإسلامي والدولي حول الشراكة وتعاون الجهود.

من جهتها قالت الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية السفيرة فائقة الصالح في ظل ما تشهده المنطقة العربية من كوارث طبيعية وأخرى من صنع الإنسان، ونؤكد على حرص الجامعة العربية على التنسيق والتعاون مع كل المنظمات الإنسانية، حيث تم مؤخرا توقيع مذكرة تفاهم مع الصليب الأحمر ومنظمات أخرى لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقالت: تعمل الجامعة الآن على التنسيق مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية والجهات المانحة لتنسيق الجهود لوصول المساعدات لجميع الأماكن في الوطن العربي، ومن الجانب العملي وعلى واقع الأرض قمت بتكليف من الجامعة العربية بعدة زيارات ميدانية لتفقد أحوال النازحين السوريين في دول الجوار وتقديم الدعم لهم على جميع المستويات بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة ومنظمة اليونسيف وباقي المنظمات.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر د.عبدالرحمن المحيلان ينعقد هذا المؤتمر بعد أيام قليلة على رحيل د.عبدالرحمن السميط الذي أسس قاعدة للعمل الإنساني والتي مازال يستفيد منها ملايين الفقراء في أفريقيا.

وأضاف: ان فاعلية الشراكة وتبادل المعلومات يجب أن تمتد إلى الخطط المستقبلية على المدى البعيد مع توفير سبل لمواجهة الكوارث والظروف بشكل علمي والتي قد تختلف من حيث الحجم والمساحة في المستقبل ومع الأسف انه مع التقدم التكنولوجي في العالم إلى أن العاملين في الحقل الإنساني لا يستفيدون منه بالشكل المطلوب.

مباشر (اقتصاد)