أخبار عاجلة

مدد يا شيوخ الناصرية

مدد يا شيوخ الناصرية مدد يا شيوخ الناصرية

القطب الناصرى المحترم سامى شرف.. طرح مبادرة لإصلاح الأحوال فى .. مبادرة واعية وأفكار منظمة وأسلوب علمى.. وخارطة للطريق للنهوض بمصر من أزمتها.. ورؤية استراتيجية شاملة على المستويين الداخلى والخارجى.. والمهم أنها تأتى فى توقيت حرج للغاية.. من رجل دولة مشغول بالهم العام على مدى أكثر من خمسين عاماً.. اقترب فى بعض المراحل من صناعة القرار السياسى الوطنى.

وكنت أظن أن مبادرة شرف التى طرحها منذ أسابيع سوف تلقى أحجاراً فى البحيرة الراكدة.. وتلقى قبولاً وترحيباً.. وتحظى بمناقشات سياسية واسعة.. إلا أن المبادرة مرت بسلام.. فلم أقرأ تعليقاً يوحد الله يتناول بنودها أو يحلل عناصرها.. وقد قلت فى نفسى مفسراً حالة التجاهل.. إن الرجل ينتمى لجيل مضى.. فلم يلتفت البهوات لما طرحه الرجل.. وقد صرنا مجتمعاً لا نسمع فيه بعضنا بعضاً.. مجتمع دوشة.. الكل يتكلم ويفتى.. فإذا جاء الخبير الفاهم ضاع صوته فى الضجيج العام!!

وقد تكون بعض القوى السياسية قد تجاهلت المبادرة على اعتبار أنها تأتى من مفكر ناصرى.. تعده خصماً لها.. فماذا عن الناصريين الذين يحتضنهم ويدعمهم ويدافع عنهم ويقدم لهم النصيحة وخلاصة التجربة؟! هم مشغولون بأمور كثيرة.. ولا أحد منهم مهموم بالقراءة والتمعن فى الأفكار الطازجة التى تصدر عن شيخ عجوز يقترب من الخامسة والثمانين!

وإن كان لا يجوز اختصار مبادرة.. أو عرضها فى سطور.. لكنى أقتطف منها علامات مهمة:

■ يقترح سامى شرف حواراً مجتمعياً شاملاً لبلورة رؤية استراتيجية وطنية تحدد بدقة التحديات المستقبلية والطموح المطلوب إنجازه.

■ يقترح دستوراً يؤكد الهوية المدنية وقيم الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والتداول السلمى للسلطة.

■ يقترح تبنى استراتيجية اقتصادية تقوم على تحقيق أكبر قدر من تحرير الإرادة الوطنية.. وإعادة الاعتبار لدور الدولة فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى.

■ يطالب بسيادة القانون من خلال استقلال حقيقى للقضاء.. وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع.. على اعتبار أن المساواة هى السمة الأساسية للعدالة الاجتماعية وليست شعاراً يرفع.

■ يؤكد ضرورة إعادة الاعتبار لدور الأزهر والكنيسة التنويرى.

■ يلاحظ أن تراجع الدور المصرى يشكل فراغاً قيادياً خطيراً فى العالم العربى.. عجزت عن سده أى دولة عربية.. رغم الطموحات الفردية أو الجماعية.. ويطالب بالسعى لاستعادة مصر نفوذها، مؤكداً أنه لا صداقة فى المصالح القومية.. وضرورة إحياء مصر دورها الخارجى فى الدوائر الثلاث العربية والأفريقية والإسلامية.

مبادرة تستحق النقاش العام.. خصوصاً ونحن بصدد كتابة دستور جديد للأمة.. وهناك من القضايا والأفكار والرؤى العامة ما يجب مناقشتها مناقشة واسعة.. وليس هناك أفضل من الجامعة لطرح القضايا والأفكار.

قلت لصديق يحاضر طلاب الدراسات العليا بالجامعة.. لماذا لا تناقش الجامعات مثل هذه الأفكار والمقترحات وصولاً لدستور جديد للبلاد.. أجابنى: كان زمان وجبر.. السياسة الآن ممنوعة فى الجامعة التى صارت مثل المدرسة الثانوى.. بالجرس والعصاية وحضرة الناظر.. وقد أصبح أستاذ الجامعة مجرد موظف مربوط على الدرجة الثالثة.. فلماذا وجع القلب؟

■ نعم أعرف أن المجتمع الذى لا يسمح بالحركة الطلابية النشطة.. ويحاصرها بالأمن ذات الضبطية القضائية.. هو مجتمع عجوز مترهل.. والجامعة التى لا تسمح للطلاب بتعاطى السياسة هى جامعة قاصرة تعانى الشيخوخة المبكرة!.

أدرك أن دور الجامعة الحقيقى ليس مجرد تخريج المحاسب والمهندس والطبيب.. لكن دورها هو خلق الكوادر والقادة.. الذين يقودون المجتمع لمشوار بكرة.. ولكن هل تابعت ما يدور فى الجامعات الآن لتعظيم دور الأمن الذى جاهدنا فى عهد مبارك لإلغائه؟!

الإجابة ليست عندى.. وكنت أقصد طرح مبادرة لخبير محترم اسمه سامى شرف.

SputnikNews