أخبار عاجلة

نخب الأردن قلقة من «الغموض» ومخاوف بعنوان «ضجيج الترتيبات الأمنية» وحالة «المضي قدماً لكن في العتمة»

نخب الأردن قلقة من «الغموض» ومخاوف بعنوان «ضجيج الترتيبات الأمنية» وحالة «المضي قدماً لكن في العتمة» نخب الأردن قلقة من «الغموض» ومخاوف بعنوان «ضجيج الترتيبات الأمنية» وحالة «المضي قدماً لكن في العتمة»

جى بي سي نيوز :- ساعات قليلة يتوقع أنها تفصل البوصلة الأردنية والأجندة المرحلية في المسار الإقليمي وفي مسار عملية السلام، وحتى في مسار علاقات أو ترتيب أوراق علاقات الأردن مع دول الجوار المهمة، مثل سوريا والعراق، وبين الاستحقاق المتمثل في الجلوس على طاولة الزعماء العرب مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وسط حالة ضبابية قوامها الترقب في المشهد السياسي النخبوي الأردني، وفكرتها الأساسية الشغف والفضول بمعرفة المزيد من تفاصيل ترتيبات غامضة، خصوصاً في المستوى الأمني الإقليمي، لا بل في المستوى العسكري التحالفي أيضاً.
وهو صنف من الغموض الذي يبدد الطمأنينة، على حد تعبير سياسي رفيع المستوى أبلغ “القدس العربي”، بأن ما يرشح من كواليس خلايا الظل التي تخطط وتبرمج لزيارة بايدن يبدو أنه مريب جداً ولا يبعث على الاطمئنان.
وهو ما عبر عنه أيضاً حزب جبهة العمل الإسلامي المعارض في أدبيات بيانين على الأقل، حذر في الأول من دخول المملكة الأردنية الهاشمية بأي تجمع عسكري جديد ضد دولة إسلامية في المنطقة، والمقصود طبعاً هنا إيران. والبيان الثاني، بتوقيع حزب الإخوان المسلمين، ركز على ضرورة الالتفات للوضع الداخلي وعدم استسهال التمحور أو التموقع الإقليمي في مواجهة الأطماع الإسرائيلية، خصوصاً ببناء سكك حديدية إقليمية للنقل عبر الأردن تربط بين الكيان والسعودية.
الجميع في عمان يشعر بالقلق ويبحث عن بوصلة توحي مجرد إيحاء بالجزئيات التي يمكن أن تلملم المشهد لاحقاً. والباحث والمحلل الاقتصادي المختص والمتابع لتفاصيل المشهد الأمريكي الدكتور أنور الخفش، تحدث لـ”القدس العربي” في وقت مبكر من ترتيبات زيارة بايدن للمنطقة، عن إطلاق حزمة مشاريع استراتيجية على أساس الشراكة بين الأردن والولايات المتحدة بالمسار الثنائي قبل ترتيبات الإقليم، مشيراً إلى أن الأردن يحظى بفرصة كبيرة اليوم وعليه أن يغتنمها، لكنها بكل حال فرصة استراتيجية لإعادة تنميط شكل وهوية المسافة الاستراتيجية التي يمكن أن تقطعها علاقة عمان بواشنطن، شريطة -برأي الخفش- أن تجيد الأردنية اللعب على الأوتار وتحقيق مكاسب وإدارة التفاصيل والمصالح. توقعات الخفش ساندها إلى حد ما في جلسة خاصة حضرتها “القدس العربي” أيضاً وزير المالية الدكتور محمد العسعس، عندما ألمح إلى أن بلاده بعد التصنيفات الإيجابية التي حصلت عليها من البنك الدولي وبدعم خلفي على الأرجح – كما يرى مراقبون – من الولايات المتحدة الأمريكية، تنتظر إمكانية توقيع تجديد اتفاقية للتبادل التجاري ولدعم العلاقات التجارية لمدة أربع سنوات على الأقل.
يأمل العسعس ومعه رئيس الفريق الوزاري الاقتصادي الدكتور ناصر الشريدة، بصورة علنية، أن تتمكن الحكومة من تحسين شروط تفاوضها في مجال العلاقات الاقتصادية ذات الاتجاه الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. كل ذلك على المحك اليوم، والمعطيات تقول قبل لقاء زعماء المنطقة بالرئيس بايدن بأن الضجيج السياسي والأمني والعسكري الذي يسبق هذا اللقاء أثار الغبار حتى في عمان العاصمة، وأقلق الرأي العام الأردني، بدليل أن شخصيات متعددة حذرت علناً من الاسترسال في أي مخطط يستهدف الجمهورية الإيرانية أو يؤسس لتحالف عسكري ضدها برفقة الإسرائيلي المحتل، حسب بيان أيضاً لجبهة العمل الإسلامي.
لكن الأمور غامضة إلى حد ما، وما يريده الأمريكيون من تقميشات وتنميطات لها علاقة بتلك الزيارة، وبرنامجها غير واضح بتاتا ًحتى اللحظات الأخيرة.
والمعلومات متناقضة، والأردن يواجه أزمة اقتصادية ومعيشية حادة جداً في وقت حرج للغاية، وخيارات اليمين الإسرائيلي تقضي على أي أمل بعملية سلام، ولا يرشح من إدارة الرئيس بايدن إلا حديث عن معطيات تحسين الحياة الاجتماعية وخطوات رمزية، على حد تعبير الباحث والناشط السياسي الأمريكي الفلسطيني البارز الدكتور سنان شقديح، حيث مجرد وعود لا تتعلق بجوهر الصراع، ولا بجوهر القضية الفلسطينية، ولا يوجد لدي الإدارة الأمريكية وطاقمها -كما يرى شقديح وآخرون- أي بادرة على أن الإدارة الأمريكية الحالية لديها خطة من أي نوع وإن كانت تلاغي الفلسطينيين لفظياً بطريقة أفضل أو بصياغات ناعمة، وقد تقوم ببعض الخطوات الرمزية من باب المجاملة، سواء في القدس الشرقية وبعض مراكزها الصحية أو في سياقات المطالبة الرئاسية الأمريكية لرأس المال العربي بدعم الشعب الفلسطيني.
كل تلك المسائل بالنسبة للأردنيين لا تسمن ولا تغني من جوع، فآخر تقرير عميق صدر عن معهد السياسة والمجتمع، وهو معهد بارز في عمان العاصمة، مؤخراً، يتحدث عن تحديات كبيرة سيفرضها بايدن على المشهد السياسي الأردني.
وحيث المؤشرات كثيرة وتساند الرؤية التي تتحدث عن عودة صفقة القرن وما طرحه جاريد كوشنر في الماضي عبر طاقم بايدن مجدداً، الأمر الذي حسب التقرير العميق يشكل تحدياً كبيراً للأردن.
طبعاً، عمان بالمقابل تحث الخطى وتمضي باتجاه ترتيبات طاقم بايدن مع الدول الخليجية مسلحة هذه المرة بمصالحة حيوية مع وبعلاقات إيجابية وتنسيقية مع كل من الإمارات ومصر وبصداقات مع المعادلة العراقية وبالتزام حرفي، كما أشار الوزير العسعس، بقانون قيصر الأمريكي بخصوص الوضع الداخلي السوري.
وعمان تمضي رغم كل ذلك وسط حالة ضبابية ووسط معطيات غامضة قد تطالبها أو تجبرها قسراً على اتخاذ خطوات في الهواء أو في “العتمة”، خصوصاً باتجاه القضية الفلسطينية، خلافاً لأن عمان السياسية اضطرت للاستدراك مرتين بعد معلومات فيها شبه تضليل من المؤسسات الاستشارية الأمريكية.
الأولى عندما نفت وجود مشاورات معها بخصوص تأسيس حلف ناتو شرق أوسطي جديد، والثانية عندما أصدر رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تصريحات فيها الكثير من النعومة في اتجاه إيران في محاولة لنفي تهديد إيران للأمن القومي الأردني.

المصدر : القدس العربي - بسام البدارين 

جي بي سي نيوز