وُلدت شيرين نصري أبو عاقلة عام 1971 وترعرعت في مدينة القدس لأسرة مسيحية تنحدر من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وأنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية ببيت حنينا في المدينة المقدسة.
والتحقت شيرين بداية بدراسة الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، لتنتقل بعدها إلى تخصص الصحافة في جامعة اليرموك الأردنية أيضا، حيث تخرجت بلقبها الأول.
وعادت شيرين أبو عاقلة بعد تخرجها إلى فلسطين وعملت في مهام إعلامية مع عدة جهات، مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو.
في عام 1997 انضمت شيرين إلى طاقم قناة الجزيرة الفضائية في بداية تأسيسه بفلسطين، وظلت فيه حتى قضت شهيدة للرسالة الإعلامية المناصرة لوطنها وقضيتها، وهو ما جعل كثيرا من الصحفيين يدينون "لأستاذتهم" بالتعلم منها والاستفادة من خبرتها.
ورسالة فلسطين خطتها شيرين لنحو 3 عقود، قبل أن تنقل آخر سطورها عبر البريد الإلكتروني للقناة في الدوحة صباح اليوم، وتخبرهم أن جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين ويحاصر منزلا هنا، وأنها ستوافيهم بالخبر فور اتضاح الصورة، فكانت هي الخبر.
في فلسطين والعالم
لم تترك شيرين قرية أو مدينة أو مخيما فلسطينيا إلا وأعدت عنه أو منه قصة صحفية، وهذا الصباح كتب الكثيرون أنها كانت في كل بيت فلسطيني طيلة العقود الثلاثة الأخيرة.
وشهدت شيرين أبو عاقلة على أحداث فلسطينية مفصلية؛ أبرزها تغطية أحداث انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) بين عامي 2000 و2004، التي اجتاح الاحتلال الإسرائيلي فيها الضفة الغربية، وغطت فيها عمليات قصف واغتيال وأحداثا بالغة الخطورة.
وشاركت بتغطيات صحفية عديدة في مواجهات القدس وغزة والضفة الغربية والداخل، وكان آخرها المواجهات في القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، حيث تعرّضت وزملاءها للتنكيل والاعتداء من جيش الاحتلال، وأصيبت برصاص الاحتلال أكثر من مرة وفي أكثر من موضع. فقد عرفت بشجاعتها وإقدامها لإظهار الحقيقة.
وعربيا، كان آخر تغطية شاركت بها في مصر قبل عدة أشهر، حيث كانت من أوائل الصحفيين الذين انتقلوا هناك عقب إعادة فتح مكتب قناة الجزيرة في القاهرة، وظلت هناك بضعة أسابيع قبل أن تنتقل للعاصمة القطرية الدوحة، كما برزت في تغطية عدة أحداث عالمية، ومن بينها الانتخابات الأميركية السابقة.
"اغتيال واضح"
في مقطع فيديو مصور خلال حضورها الأخير للتغطية بالمدينة، قالت شيرين إن "جنين حالة كبيرة، جنين معنويات عالية"، مشيرة إلى خطورة الأوضاع هناك والتي تطلبت من مكتب الجزيرة بالوجود المستمر في المنطقة، وكانت طواقمها تتناوب على التغطية في مخيم جنين ومحيطه.
وفي شهادة لهما، قال الصحفيان علي السمودي ومجاهد السعدي اللذان كانا بجانب شيرين عند إصابتها، إن جيش الاحتلال تعمد إطلاق النار بشكل مباشر على الصحفيين "مع العلم أنه لا يوجد مسلحون ولم يكن هناك مواجهات وكانت المنطقة آمنة".
الشهيدة شيرين أبو عاقلة حياتها ورسالتها ولحظة إعدامها برصاص الإحتلال الإسرائيلي.
الشهيدة شيرين أبو عاقلة حياتها ورسالتها ولحظة إعدامها برصاص الإحتلال الإسرائيلي.
" وكالة أخبار المرأة "