أخبار عاجلة

«ديارنا» ترفع شعار « بتتكلم حرفي»: مشربيات «طلعت» تنقلك لقصر الشوق

«ديارنا» ترفع شعار «مصر بتتكلم حرفي»: مشربيات «طلعت» تنقلك لقصر الشوق «ديارنا» ترفع شعار « بتتكلم حرفي»: مشربيات «طلعت» تنقلك لقصر الشوق

يقف الأسطى طلعت، أو «طلعت أرابيسك» بين مشربياته في جناحه بمعرض ديارنا للحرف اليدوية المقام حاليا، فخورا بصنع يديه وأبناؤه الثلاثة الذين ورثوا عنه المهنة، مشيرا إلى مشربياته الخشبية بألوانها المميزة، وبشكلها التراثي المصنوع بتقنية الخراطة العربية، قائلا :«أنا الوحيد اللي بيعرض شغل المشربيات في معارض ديارنا».

تتأمل مشربياته، فتشعر أنك انتقلت لأجواء أفلام روايات نجيب محفوظ بين القصرين والسكرية وقصر الشوق وزقاق المدق، ليقطع تأملك بقوله:«الناس بتطلب منى أعمل لها مشربيات أو برافان، لأن ديارنا طلع شغلى للنور، ممكن أعمل صفحة على فيسبوك عشان الناس تعرف مكان ورشتى، لكن مين هيجي ورشة في الوراق، أما المعرض، بيخلينى آجى لغاية الناس».

معرض ديارنا للحرف اليدوية، تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي، بكايرو فيستيفال مول بالقاهرة الجديدة، يستمر حتى 7 مارس الحالي، تحت شعار« بتتكلم حرفي»، تشجيعا لفناني الحرف اليدوية التراثية الأصيلة، ودفعا لعجلة الانتاج القومي، وتوفيرا للمنتجات بأسعار معقولة.

طلعت واحد من بين أكثر من 350 عارضا من مختلف المحافظات، يشاركون بمنتجاتهم الحرفية التراثية بمعرض ديارنا، الذي افتتحته وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، برفقة وزير الشباب والرياضة د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.

يكمل طلعت:«في كل معرض من معارض ديارنا، أعرض الجديد من التصميمات في شغل الخرط والأرابيسك، ليعرف الجمهور التنويعات المختلفة التي يمكن أن تصنعها ورشتى».

يطوّر طلعت من منتجاتها باستمرار«لازم الحرفي الشاطر يبقى فنان، ويعمل تصميمات جديدة باستمرار، والتصميم هو أصعب مرحلة وأهمها في شغلنا، وأهم حاجة في التصميم إنه يراعى المقاسات بالضبط، التطوير هو اللى بيحافظ على نجاحنا في السوق».

طلعت موظف بهيئة الآثار بقسم الترميمات، وبدأ تعلم مهنة الخراطة العربي، في إحدى ورش باب الشعرية في سن العاشرة، مثل باقى إخوته وأقاربه، الذين توارثوا المهنة جيلا بعد جيل.

«اخواتي كلهم كملوا تعليمهم، لكن أنا توقفت عند الشهادة الاعدادية، كنت أروح الصبح المدرسة وبعد الظهر الورشة، وبعد الاعدادية شعر والدي أن حبي للمهنة سيجعلنى أسطى كبيرا في المهنة، فقال لي: خلاص ما تسيبش الورشة».

علميا، فن الأرابيسك، هو فن الزخرفة النباتية، بتكرار وتوزيع منتظم، وهو أحد أشهر الفنون العربية الاسلامية، والتى برزت خلال العصر العثماني، واستخدم في تجميل الكتب والسيراميك والجدران والشوارع والأعمدة والمنابر والمشربيات والأبواب، والمآذن والأثاث والديكور والأواني.

لكن أصبح الأرابيسك يطلق الآن على المنتجات الخشبية، المصنوعة بطريقة الخرط العربي، وتشبيك الأجزاء المخروطة، سواء الصغيرة أو الكبيرة معا بطريقة «العاشق والمعشوق»، أو اللسان والنقر.

وهي نفس االطريقة التي لازال يستخدمها طلعت في ورشته، فهو يبدأ إنتاج قطعة الأرابيسك، برسمها على ورق كرتون، بالمقاسات التي يريدها أو المطلوبة منه، بالضبط، ثم يقطع الورق ليصبح فورمة، ينقلها للخشب، ويشكلها بيده على المخرطة، ثم بالبريمو، الذي يشبه الصنفرة.

«أجيب الخشب خام، وأقطعه حسب المقاسات المطلوبة، وأقول لأولادى والحرفيين الاثنين الذين يعملان معنا بالورشة، عايزين نعمل المقاس كذا في كذا، ونحاول خرطه حتى نصل للمقاس بالضبط، ونخرطه على شكل ذكر وأنثى أو عاشق ومعشوق، لتتداخل الاجزاء معا».

تدهن المشربيات بألوان الأوستر المختلفة، البنى والجوزى، والباذنجانى، والأصفر ودم الغزال، ويباع متر المشربية أو الشباك ب 1400 جنيه، ويصل سعر المشربية الديكور إلى 2500 جنيه، بسعر المعرض.

لا ينتظر طلعت طلبيات الأرابيسك أو شغل المشربيات، بل اتجه لتصنيع أواني المطبخ وشماعات غرف النوم من الخشب، كي يستمر العمل في الورشة طوال العام.

دخل الأسطى طلعت وكل واحد من أولاده والحرفيين الاثنيين الذين يعملون معه، لا يقل عن 5 آلاف جنيه شهريا، لكل واحد، «بنيت نفسي بنفسي، وورشتى فاتحة 6 بيوت».

تقف مع طلعت في جناحه زوجته«سهير محمد» صاحبة ال 45 عاما، تشرح للأسر والفتيات ماهو خشب السرسوع الذي يصنع منه زوجها وابنائهما الثلاثة، الملاعق والشوك والأشكال والأحجام المختلفة من الأطباق وأكواب القهوة الصغيرة وأكواب العصير، والهون التراثي والكرسي الاسكندراني الصغير، الذي توضع عليه صينية سبرتاية القهوة.

«خشب السرسوع لا يشرب ، ولا يتفاعل مع الطعام سواء الساخن أو البارد أو المثلج، لكن لا يوضع على النار أو في الفرن أو الميكروويف. وطقم الملاعق الثلاثة للغرف ب 30 جنيها، والطبق من 50 إلى 200 جنيه».

تبدأ المنتجات في جناح طلعت أرابيسك من 5 جنيهات، لملعقة العسل الخشب الصغيرة، ولايزيد سعر ملاعق الغرف عن 30 جنيها أو أقل، وعندما يتعجب الناس من الأسعار يرد:«أنا بصنع في ورشتى، مش بتاجر».

يصمم طلعت الآن علامة تجارية لنفسه، ليحفرها على كل منتجاته، حماية لها من الاتجار بها، وحماية لملكيته الفكرية، وقد شارك طلعت مؤخرا في صناعة الشابيك الخرط والمنابر لمساجد في العاصمة الادارية الجديدة، ويتمنى أن تهتم الدولة أكثر باحياء الحرف اليدوية التراثية مثل صناعة الخرط العربي، وأن تعرض في معارض خارج مصر.

"ديارنا"ترفع شعار مصر بتتكلم حرفي: مشربيات"طلعت"تنقلك لقصر الشوق وزقاق المدق
"ديارنا"ترفع شعار مصر بتتكلم حرفي: مشربيات"طلعت"تنقلك لقصر الشوق وزقاق المدق
"ديارنا"ترفع شعار مصر بتتكلم حرفي: مشربيات"طلعت"تنقلك لقصر الشوق وزقاق المدق
"ديارنا"ترفع شعار مصر بتتكلم حرفي: مشربيات"طلعت"تنقلك لقصر الشوق وزقاق المدق

المصرى اليوم