سيدة مسنة إقترب عمرها من السبعين جلست تبكي أمام خبراء مكتب تسوية النزاعات بمحكمة الأسرة بالجيزة، قالت والدموع تملأ عيناها: ولاد الحلال قالولي روحي المحكمة هي اللي هتخللي ولادك يصرفوا عليكي، وإعملي قضية نفقة.. وأنا مش عارفة أعمل إيه ولا أروح لمين؟ «.. كلمات صدمت خبراء التسوية, لتحمل حكاية هذه السيدة المسنة تفاصيل أكثر مأساوية في مثال صريح لجحود الأبناء على أبائهم.
قالت السيدة العجوز: ربيت ولادي وكبرتهم بعد أبوهم ما مات من 18 سنة، تعبت معاهم أوي وإستحملت عشانهم كتير أوي. إشتغلت في البيوت ومسحت سلالم عشان أجيب لهم اللي هم عاوزينه وماخليهمش يحتاجوا حاجة، وفي النهاية يرموني من غير حتي ما يفكروا يسألوا عليا.
وأضافت: ربنا قدرني وعلمتهم لحد ما قدرت لغاية ما كل واحد في ولادي خد شهادة وإشتغل وإتجوزوا كلهم، لكن اللي ماكنتش أصدق أنهم يعملوه معايا إنهم يبعدوا عني ويقعدوا بالشهور وساعات سنين ما يسألوش عليا وحتي واحد فيهم يفكر يبعتلي 100 جنيه حتي أكل وأشرب بيها. إضطريت أشتغل في سوبر ماركت عاملة نضافة من حوالي 3 سنين عشان أقدر أجيب قوت يومي، وكنت كل ما أكلم حد من ولادي أقوله إني محتاجة حاجة يقوللي «الدنيا صعبة والحال مش قد كده ويدوب اللي جاي على قد اللي رايح»..
كتير من جيراني كانوا بيساعدوني بفلوس ودواء وساعات أكل وشرب، لكني مابقتش قادرة أمد إيدي للناس وفي نفس الوقت صحتي مابقتش مساعداني إني أشتغل تاني.. أحد جيراني قاللي لازم تروحي المحكمة وترفعي قضية نفقة ضد ولادك وتلزميهم يصرفوا عليكي، ده أقل حق ليكي عليهم, عشان كده جيت النهاردة أسأل أعمل إيه مع ولادي اللي قلبهم طاوعهم يعملوا فيا كده ؟.
وبعد إنتهاء السيدة لعجوز من سرد تفاصيل دعواها، كتب أحد خبراء التسوية تفاصيل دعواها في صحيفة دعوي تطلب فيها إلزام أبنائها بدفع نفقة شهرية لها تحددها المحكمة وفقًا لدخولهم، بعدما أدلت الأم العجوز ببيانات أبنائها الثلاثة وأعمارهم والأماكن التي يعملون بها. وطلبت الأم من خبراء التسوية إستدعاء أبنائها لجلسة صلح قبل إحالة الدعوي للمحكمة لأنها تظن أنهم سيترحمون بها ويستجيبوا لمطلبها.
