كتب : مروى ياسين ومحمد الخولى الخميس 12-09-2013 09:17
معسكر الأحراش هو الأكثر استهدافاً بين معسكرات الأمن فى سيناء، يسكن الإرهاب على بُعد مسافة قريبة منه، يقصفونه بشكل دورى، يراقبون مجنديه لحظة الخروج والدخول ليصبح الهدف سهلاً، يحكى العقيد محمد عبدالرازق حسان، قائد أول معسكر رفح عن الخطر الذى يداهم الجنود كل لحظة: «معسكرنا انضرب أكثر من 100 مرة بعد 25 يناير»، بهذه الكلمات بدأ «حسان» حديثه لـ«الوطن». وأشار إلى تطور أساليب الهجوم من قِبل العناصر المسلحة بعد 30 يونيو، وصلت إلى استخدام قذائف الهاون، و«آر بى جى». قائد المعسكر الذى تولى خدمته فى سيناء منذ 5 سنوات يشير إلى المناطق المرتفعة التى تسهّل على المسلحين استهدافه، بجانب وجود مناطق مزروعة بالأشجار تكون ارتكازاً حيوياً للعناصر، ويصف الموقع قائلاً: «مساحة المعسكر لاتتعدى الـ10 أفدنة، أنشئ فى عام 2009، تجاوره 10 عمارات سكنية شعبية على بُعد 50 متراً نتلقى منها ضربات من حين إلى آخر، وتلال مرتفعة يعقبها البحر، وأشجار زيتون تُخفى من يطلق الرصاص من داخلها.
ويُعد قطاع الأحراش الأكثر استهدافاً بعد ثورة 25 يناير، ويؤكد قائد القطاع أن جندياً واحداً استُشهد طوال الفترة من 25 يناير حتى تولى الإخوان الحكم، رغم وقوع هجوم على المعسكر لكنه لم يكن يسفر عن استشهاد أحد، لكن فى شهر يوليو، ومع بداية تولى محمد مرسى المسئولية، قُتل أول مجند بالقطاع يُدعى محمود صبرى بطلق «آر بى جى» حينما كان يقف فى كمين على طريق الماسورة - رفح، ويضيف: «تم إطلاق اسم المجند الشهيد على مسجد المعسكر تخليداً لذكراه». ويتابع: «بعد واقعة استشهاد (صبرى) لم يُستشهد جندى فى معسكر الأحراش فى رفح، حتى عُزل (مرسى)، بعدها استُشهد 24 مجنداً كانوا عائدين من الإجازة أثناء استقلالهم السيارات الميكروباص خارج أسوار المعسكر، وأصيب العشرات فى هجمات متفرّقة». وأوضح أن القوات وأفراد الشرطة فى المنطقة «ج» هم أكثر تعرّضاً للخطر ويقع منهم شهداء أكثر ممن يتمركز فى المعسكر.
يتحدث الرجل الأول داخل القطاع عن وسائل تأمين الجنود أثناء تنقلاتهم، وحركتهم من وإلى المعسكر، مؤكداً على وجود خطة أمنية لتحركات الضباط والجنود والأفراد تعتمد على بقائهم فى أحد المعسكرات التابعة للأمن المركزى فى محافظة مجاورة لشمال سيناء، يليها تأمينهم بمدرعات فى الأمام، والخلف حتى تمنع تعرّضهم للأذى وتتعامل مع من يفكر فى الهجوم على القوات. يربط قائد المعسكر بين ما يتعرّض له أفراد الشرطة فى شمال سيناء وعزل «مرسى»، مؤكداً أن الجماعات الإسلامية المتشدّدة التى تنتشر فى منطقة شمال سيناء التى تؤيد وتناصر الإخوان من مصلحتها، كما تعلن، أن تؤسس خلافة إسلامية فى شمال سيناء، لذا هى لا تريد بقاء قوات الشرطة. ويقول: «نحن لن نتنازل عن حماية مصر من أى خارج على القانون، ولا نخشى الموت أو التعرّض لسوء فى عملنا، بل نقف يداً واحدة». ويشدد على أن معسكر الأحراش فى رفح لم تسجل به حالات غياب للأفراد أو الجنود، لأنهم -حسب وصفه- أبطال صامدون يواجهون الهجوم بشجاعة، ولا يتوارى أحد أو يتخاذل وقت إطلاق الرصاص على المعسكر.
وعن أسلحة صد الهجوم التى تستخدمها قوات الأمن المركزى داخل المعسكر، يقول: «لدينا أسلحة تبدأ من الرشاش، والآلى والمتعدّد والنصف بوصة إلى قذائف الآربى جى والهاون».
يكشف العقيد أن العساكر كانوا يتنقلون بعد ثورة 25 يناير وسط مدينة رفح ويقضون حوائجهم وتربطهم علاقات محبة بين السكان وأصحاب المحلات، وقبل الانتخابات الرئاسية تلقى العساكر تحذيرات من بعض أصدقائهم من أهل رفح الشرفاء تنذرهم بالاحتياط لاحتمال تلقى المعسكر ضربات فى نفس اليوم. ويضيف: «صدقت تحذيرات الأهالى بنسبة 90% وبالفعل كنا نؤمّن أنفسنا بشكل طبيعى، سواء توجد تحذيرات أو لا توجد، لكن بعد أحداث 30 يونيو منعنا الجنود من النزول إلى وسط مدينة رفح لأى سبب كان».