أخبار عاجلة

غلق مسجد أبو غنام الأثري في بيلا

غلق مسجد أبو غنام الأثري في بيلا غلق مسجد أبو غنام الأثري في بيلا

فوجىء أهالى مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ بصدور قرار من مديرية الأوقاف بإغلاق مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبوغنام والشهير بمسجد «أبوغنام» الأثرى ببيلا، بدلًا من الاستجابة لمطالبهم بترميمه، كونه يحظى بأهمية تاريخية.

الأهالى كانوا قد خاطبوا مسؤولى الأوقاف والآثار بترميم وصيانة مسجد «أبوغنام» الأثرى، الذي صدرت تعليمات يوم الخميس الماضى بغلقه أمام المُصلين لخطورته على حياة المُصلين، حيث تتساقط المياه من سقفه الخشبى على المُصلين خلال الصلوات الخمس، ولكن كان الرد عليهم بغلق المسجد لدرء الخطر عنهم وليس لبدء أعمال الترميم.

وقال السعيد عبدالله، أحد رواد المسجد، أنه على مدار أكثر من 20 عاماً ومياه الأمطار تتساقط من سقف المسجد الأثرى والذى يُعانى من التدهور المُستمر، وأوشك على الانهيار رغم أنه مقصد الآلاف من المُصلين في مدينة بيلا، مُضيفاً: «قرار مديرية أوقاف كفر الشيخ بغلق المسجد جاء لدرء الخطر عن المُصلين وليس لبدء أعمال الترميم، وهذا القرار ما هو إلا عبارة عن مُسكن لتهدئة الأمور، ولكن لن يهدئ لنا بالاً حتى بدء أعمال ترميم مسجد أبوغنام».

وأكد محمد صبح، أحد رواد المسجد، إن مسجد «أبوغنام» مُقام مُنذ أكثر من 743 عاماً، ويُعد المسجد الأثرى الأول في محافظة كفر الشيخ، ويرتاده العديد من الطرق الصوفية والأفواج من خارج لاحتوائه على ضريح العارف بالله سيدى سالم البيلى أبوغنام، مُطالباً بنزول لجنة مُحايدة بعيداً عن الآثار والأوقاف من كلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ لمُعاينة المسجد، وتحديد الوضع الحالى له؛ داعياً وزير الأوقاف إلى زيارة المسجد وأداء الصلاة به للتأكد من وضعه الحالى.

وأوضح رضا علام، أحد رواد المسجد، إن الصلوات الخمس كانت تُقام، داخل المسجد، خلال الأيام القليلة الماضية حتى صدر قرار من مديرية أوقاف كفر الشيخ يوم الخميس الماضى بغلقه بعد أن فوجئ المُصلون بسقوط مياه الأمطار على رؤوسهم من سقف المسجد ففروا إلى خارجه خوفاً من انهياره عليهم، وتم غلق المسجد مُنذ تلك الواقعة، مُشيراً إلى أن غلق المسجد يُصيب المنطقة بحالة من الشلل، حيث يعتبر المسجد القريب لكبار السن وذوى الهمم، مُستطرداً: «الحل مش غلق المسجد.. نرممه أفضل ده أثر وشاهد على أحداث كتيرة».

وتابع عبدالفتاح المهدى، أحد رواد المسجد، إن قرار غلق المسجد في هذا التوقيت هو قرار خاطئ خاصةً بعد أن جاء القرار لدرء الخطر عن المُصلين وليس من أجل الترميم، مُستكملاً: «من أكتر من 20 سنة والسقف بينزل علينا ميه في الشتا ومستحملين ولما نشتكى دلوقتى ييجوا يقفلوا المسجد عشان يريحوا دماغهم ويتعبونا احنا».

وذكر عبدالمعبود العرابى، أحد رواد المسجد، إن الكثير من رواد المسجد وخاصةً كبار يضطرون حالياً إلى أداء الصلوات الخمس في منازلهم وذلك لبُعد المساجد الأخرى عنهم، مُناشداً المسؤولين بإعادة فتح المسجد حتى بدء أعمال الترميم أو الإسراع في عملية ترميم المسجد وفتحه أمام المُصلين في أقرب وقت مُمكن، ولاسيما أنه لم يتبقى سوى أشهر قليلة على حلول شهر رمضان المُبارك.

وفى سياق مُتصل، ناشد العديد من أهالى مركز ومدينة بيلا، الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بسُرعة بدء أعمال ترميم مسجد «أبوغنام»، حفاظاً على التراث الأثرى والمعمارى، وحفاظاً على حياة المُصلين والزائرين.

كما طالب الأهالى أيضاً، بوضع المسجد على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانته التاريخية والأثرية، ولاسيما أنه يُعد أحد أقدم مساجد المحافظة.

كانت مديرية الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، قد قرّرت يوم الخميس الماضى، غلق مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبوغنام والشهير بمسجد «أبوغنام» الأثرى بمدينة بيلا، بناءً على تقرير الإدارة الهندسية، وذلك بعد تسرب مياه الأمطار من سقف المسجد خلال موجة الطقس السيئ الأخيرة، وخطورة وضع المسجد خلال الفترة الحالية.

وجاء قرار غلق مسجد «أبوغنام» حفاظاً على سلامة وصحة رواده من أهالى مدينة بيلا، ولدرء الخطر عنهم، ولحين بدء ترميمه بالتعاون بين وزارتى الأوقاف والسياحة والآثار.

ويرجع تاريخ إنشاء مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبوغنام، أحد الأولياء الصالحين الذي عُرف عنه التقوى والصلاح وله كرامات عظيمة، إلى عام 700 هجرية، وبالتحديد في العصر المملوكى الشركسى، ليكون تُحفة معمارية، بعد أن تُوفى رضى الله عنه عام 632 هجرية عن عُمر يُناهز 67 عاماً، ودُفن بمقامه المشهور بمسجد «أبوغنام»، بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ.

مسجد «أبوغنام» تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001م، ومرّ على تاريخ إنشاء المسجد أكثر من 743 عاماً، وكان يُعتبر تُحفة معمارية وفنية رائعة في تاريخ البناء والعمارة، إلى أن طالته يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبح في طى النسيان، وبات مُهدداً بالانهيار في أي وقت.

بيلا
بيلا
بيلا

المصرى اليوم