انتقادات لـ«التدريس بالحصة» و«التطوع».. ومطالب بحل الأزمة.. «المصري اليوم» تفتح ملف «عجز المعلمين» بالمدارس

انتقادات لـ«التدريس بالحصة» و«التطوع».. ومطالب بحل الأزمة.. «المصري اليوم» تفتح ملف «عجز المعلمين» بالمدارس انتقادات لـ«التدريس بالحصة» و«التطوع».. ومطالب بحل الأزمة.. «المصري اليوم» تفتح ملف «عجز المعلمين» بالمدارس

تصاعدت أزمة عجز المعلمين بالمدارس مؤخرًا بشكل كبير، وهو ما أثر على جودة العملية التعليمية وبشكل مباشر على التلاميذ بالمرحلة الابتدائية، وهو ما دفع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بتوجيه إلى سرعة الانتهاء من وضع خطة تنفيذية يتم تطبيقها على مدى 5 سنوات، لسد العجز فى أعداد المعلمين.

«المصرى اليوم» رصدت بعض حالات عجز المعلمين بالمدارس، حيث تسرد مرفت السيسى، معلمة بإحدى المدارس الابتدائية بالقليوبية، معاناتها اليومية بالمدرسة بسبب تخطى أعمار المعلمين بالمدرسة الخمسين عامًا، بما يصاحبه هذا العمر من أمراض مثل هشاشة العظام والروماتويد وغيرهما، هذا فضلًا عن تقاعد العديد من المعلمين ووفاة البعض الآخر، مضيفة أن هناك فصولًا غير متوفر بها معلمين. وأضافت أن اليوم الدراسى يحتوى على ثلاث فترات، وهو ما يؤثر على صحة المعلم، الذى يبلغ من العمر ٥٠ عامًا، ويقوم بالتدريس لطلاب السنوات الأولى (من أولى وثانية وثالثة) ثم يأتى بعدهم المراحل الأخرى من (رابعة وخامسة وسادسة) وهكذا، وفى ظل تطوير المناهج هذه، فإن المعلم غير مؤهل لمواكبة هذا التطوير.

وبالنسبة لنظام الأجر بالحصة، فهو إلى الآن غير مفعل فى بعض المحافظات، حيث أشارت سمر بدوى، التى تبلغ من العمر ٣١ عامًا، إلى أنها تقدمت للالتحاق بالعمل بنظام الأجر بالحصة إلا أنه لم يتم الرد عليها إلى الآن، رغم إنفاقها أكثر من ٤ آلاف جنيه للحصول على دورات ووثائق مطلوبة لوظيفة معلم بإحدى المدارس على أثر إعلان الوزارة عن مسابقة ٣٦ ألف معلم، وتم تعيينهم فقط لمدة شهرين، ثم تم الإعلان مرة ثانية عن طلب ١٢٠ ألف معلم على البوابة الإلكترونية وتم وضع شروط تعجيزية ومكلفة، على حد قولها، وجاءت النتيجة بغلق البوابة الإلكترونية حتى قبل إنهاء الأوراق المطلوبة لديهم.

وتؤكد هند حسن، معلمة بإحدى المدارس الابتدائية، أن آخر تعيين تم كان فى عام ٢٠١٥، إذ تم تعيين حوالى ٣٠ ألف معلم على مستوى الجمهورية بعد عقد دام لمدة ٧ سنوات على ١٩٠ جنيهًا فقط، وأضافت أن الرواتب الأساسية والزيادة، والمكافأة، والامتحانات إلى الآن لم تزدَد منذ عام ٢٠١٤، وأن أكبر راتب للمعلم لا يتجاوز 4 آلاف جنيه تقريبًا.

وأضافت أن المعلم الذى قضى سنوات طويلة فى التدريس، يجب أن يحصل على ٩ حصص بالأسبوع، ولكن فى واقع الأمر فهو يدرس ٣٠ حصة بالأسبوع.

وعن أعمار العاملين بمهنة التدريس، قالت إن أصغر مدرس بالمدرسة يبلغ من العمر ٤٣ عاما تقريبا، معبرة عن استيائها الشديد للوضع الحالى قائلة: «الشباب خريجى كليات التربية قاعدين فى البيوت واللى شغالين عندهم ٥٠ سنة».

وقالت الدكتورة سناء السعيد، عضو مجلس النواب، إن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، عندما حضر للبرلمان وسُئل عن مشكلة العجز جاءت إجابته بالنص: «حل الموضوع مش عندى، عند وزارة المالية ووزارة التخطيط»، مشيرة إلى أن النواب طالبوا بحضور كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة لما يتعلق بشأن الوجبات المدرسية، ووزارة المالية والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، وذلك للوصول إلى الحلول القطعية فى هذا المجال. وعن رأيها فى نظام الأجر بالحصة لسد العجز فى المعلمين، أكدت أنه نظام فاشل لا يضمن الاستمرارية، وعن نظام التطوع رفضته قائلة: «المعلم إذا راح يوم مش هيروح اليوم التانى».

ومن جانبها، أكدت الدكتورة ماجدة نصر، عضو البرلمان السابق، نائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق، أنها تتخوف من نظام التطوع لاستخدامه من جانب المعلم للتعرف على التلاميذ ومن ثم الدروس الخصوصية، كما وافقت على نظام الأجر بالحصة كحل مؤقت للأزمة، لكن هذا النظام يُشعر المعلم بعدم الانتماء لمكان عمله، مما يؤثر على عملية التواصل التى تربط المعلم بتلاميذه.

ينشر هذا المحتوى بالتعاون

مع مركز «المصرى اليوم للتدريب»

المصرى اليوم