أخبار عاجلة

فرنسا.. حليف واشنطن فى الحروب الحديثة بالمنطقة (تقرير)

فرنسا.. حليف واشنطن فى الحروب الحديثة بالمنطقة (تقرير) فرنسا.. حليف واشنطن فى الحروب الحديثة بالمنطقة (تقرير)

بعد مرور أكثر من عامين على الضربات الجوية التى قادتها فرنسا وبريطانيا للإطاحة بالزعيم الليبى الراحل معمر القذافى فى مارس 2011، والتدخل العسكرى فى مالى قبل أشهر لمحاربة «الإرهاب»، عادت فرنسا من جديد تلوِّح بتدخل عسكرى فى سوريا، فيما اعتبره محللون رغبة منها فى لعب دور دولى قوى، إذ لا تزال تسعى للحفاظ على نفوذها فى مستعمراتها السابقة واستعادة تأثيرها فى المنطقة التى تجمعها بها ذكريات استعمارية بثوب جديد.

ويبدو الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند مصمماً على معاقبة «النظام السورى على استخدام أسلحة كيماوية، ورغم أنه يواجه عزلة داخلية متزايدة إلا أنه يقود حملة أوروبية لإقناع الرأى العام الفرنسى والأوروبى بخطورة عدم الرد على نظام الأسد»، لكن الطريق ليس سهلاً، إذ يواجه «هولاند» عدة تحديات تجعله معزولاً داخلياً وخارجياً. فعلى المستوى الداخلى، ورغم أن الرئيس الفرنسى غير ملزم بالحصول على موافقة برلمانية للتحرك، لكن مع تشكك الرأى العام الفرنسى إزاء الضربات العسكرية المحتملة، يطالب العديد من البرلمانيين بإجراء تصويت حول تورط باريس فى الحرب. وأظهر استطلاع للرأى أن 74% من الفرنسيين يؤيدون إجراء تصويت قبل أى عمل عسكرى ضد سوريا، بينما يرفض معظم الفرنسيين بحسب استطلاعات للرأى التدخل عسكرياً فى سوريا، وهو ما يجعل الانقسام حول التحرك يتناقض كثيراً مع الدعم الكبير الذى حظى به أولاند حين قرر إطلاق عملية عسكرية فى مالى.

وفى حالة التدخل، فهناك مخاطر من نوع آخر، حيث لدى فرنسا سفن حربية قريبة من المنطقة، لكنها غير مزودة بالصواريخ، لذلك ستتدخل فرنسا جواً بصواريخ بعيدة المدى، أو شن طلعات جوية مماثلة لتلك التى استخدمت فى ليبيا عام 2011 بما يعرضها لمخاطر السقوط فى أنظمة الدفاع السورية المتقدمة.

وتعزز تلك المخاوف التهديدات التى وجهها الرئيس السورى بشار الأسد لفرنسا فى حال تعرض بلاده لهجوم عسكرى غربى والتى ستترجم باعتداءات على السفارات الفرنسية والرعايا الفرنسيين فى الشرق الأوسط ولاسيما فى لبنان.

ورأت مجلة «تايم» الأمريكية أنه بخلاف ما يتذكره الأمريكيون لمعارضة باريس الشديدة لغزو العراق عام 2003، فقد أصبحت فرنسا حليفاً عسكرياً رئيسياً لواشنطن فى الحروب الحديثة، فبعد دورها القيادى فى ليبيا ضد الزعيم الراحل معمر القذافى، وفى مالى ضد المتشددين الإسلاميين ستكون سوريا ثالث دولة مسلمة تدخل فيها القوات الفرنسية عسكرياً منذ عام 2011.

SputnikNews