خُذْها ولا تُشاوِر؟

خُذْها ولا تُشاوِر؟ خُذْها ولا تُشاوِر؟

خُذْها ولا تُشاوِر؟

ظهر خلال الأيام الماضية هاشتاق بعنوان (خُذْها... ولا تُشاوِر) في إشارة إلى إحدى الجنسيات العربية، وقبلها ظهرت الكثير من التعليقات، تستهدف كلا الجنسين في المملكة مثل (أم ركب سود)، و(أبو

سروال وفنيلة)، وغيرها من هاشتاقات، لا أعلم من يطلقها، ولكن ينطبق عليها المثل القائل (وراء الأكمة ما وراءها).

بالتأكيد إن تلك العبارات وإعادة تداولها بشكل

مستمر تضرب "أسفين" في العلاقة بين الرجال والنساء، وبالذات في المراحل العمرية الشابة، الذين لم يخوضوا التجربة الحياتية بشكل جيد، وما زال مستوى الإدراك لديهم ضعيفًا؛ وبالتالي تزعزع مثل تلك العبارات العلاقة بينهما، وتكرس شعور أن المرأة أو الرجل السعودي ينقصه الكثير مقارنة بغيرهما من الدول الأخرى.

لو تحدثنا بصراحة بعيدًا عن المجاملات نجد أن هناك دراسة بريطانية صدرت سابقًا، ووصفت النساء السعوديات بأنهن ثالث أجمل نساء العالم. واعتمدت الدراسة على معايير، منها رقة الفتاة مع احتفاظها بكمٍّ هائل من الحياء، إضافة إلى قدرتها على مواكبة الموضة دون أن تفقد شيئًا من حشمتها. وفيما يتعلق بالرجال نجد أن السعوديين يُعتبرون من أكثر الرجال أناقة وجاذبية على مستوى العالم، ويكفي أن تسافر لتشاهد الفرق بينهم وبين الآخرين في تناسق اللبس والهيئة والمظهر.

إذن، لا مجال لإطلاق مثل تلك العبارات أو تداولها على نطاق واسع وكأنها حقيقة مطلقة، أو حتى على مستوى التهكم؛ لأن البعض ربما يتقبلها كأنها حقائق مع التكرار، ويُفترض أن تقف تلك الرسائل عند الشخص، ولا يعيد إرسالها فيما يتعلق بالواتس، وعدم التغريد أو الرتويت فيما يتـعلق بتويتر، وكذلك أشـكال التواصل الاجتماعي كافة.

أعتقد جازمًا أن الجنسين لدينا ـ خلاف الجمال الشكلي ـ يمتازون بالأخلاق والدين والأدب وحسن التعامل - وهي الأهم - كمعايير، وتضيف جمالاً إلى جمال، وحُسنًا إلى حُسْن، وهو ما شهدت به الكثير من الدراسات العالمية المنصفة.

لا يمكن ـ من وجهة نظر شخصية ـ مقارنة المرأة السعودية بغيرها من نساء العالم، ومهما أطلقت من هاشتاقات لن تغيِّر الحقيقة أو تطمسها؛ فالشمس لا تُحجب بغربال.

والأهم عدم التعاطي مع تلك الخزعبلات، أو إعادة إرسالها؛ حتى لا نحقق الأهداف الخفية من وراء إطلاقها.

صحيفة سبق اﻹلكترونية