"الغامدي": مكاتب إستراتيجية تطوير الباحة والجوف وجازان خطوة للاستفادة من ميزاتها النسبية

"الغامدي": مكاتب إستراتيجية تطوير الباحة والجوف وجازان خطوة للاستفادة من ميزاتها النسبية "الغامدي": مكاتب إستراتيجية تطوير الباحة والجوف وجازان خطوة للاستفادة من ميزاتها النسبية
قالت: تهدف إلى تطوير البيئة الطبيعية وتوطين الوظائف لأبناء المناطق ومراجعة الخطط

توقّعت الاقتصادية الدكتورة نوف الغامدي؛ أن تُسهم المكاتب الإستراتيجية التي أعلن إطلاقها سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في مناطق: الباحة والجوف وجازان، في تعزيز التنمية وتنفيذ أعمال التطوير والتنسيق مع الجهات الحكومية لضمان تحقيق أهداف الرؤية واستكمال برامج التنمية وتوفير مزيد من الفرص الوظيفية والاستثمارية للمواطنين وتحسين الخدمات الأساسية واستكمال البنى التحتية.

وقالت الغامدي؛ الحقيقة أن تأسيس مكاتب إستراتيجية في مناطق: الباحة والجوف وجازان، يأتي لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة، وتعزيز الممكنات النظامية للمساهمة في رفع مستوى التنسيق والمتابعة للأداء الحكومي في المناطق الثلاث، والتنمية المناطقية الشاملة بما يحقق تنمية مستدامة في تلك المناطق، وذلك من خلال عمل المكاتب الإستراتيجية، التي ستكون نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلاً بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأوضحت أن هذه المكاتب بما تملكه من ممكنات نظامية واستقلال مالي وإداري، وما يستتبع تأسيسها من ترتيبات تنظيمية وإجراءات، ستكون فرصة سانحة نحو تعظيم وتسريع الأثر التنموي من خلال تجويد وتطوير مستوى الخدمات للمواطن، والتخطيط الإستراتيجي لعديد من المشاريع الاستثمارية النوعية المتوافقة مع مستهدفات رؤية المملكة العربية 2030، وتنعكس إيجاباً على جميع المواطنين بإيجاد مزدهر، ومجتمع حيوي لوطن طموح.

وتابعت، تم إطلاق مكاتب إستراتيجية لتطوير المناطق الثلاث لتكون نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلاً، بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأضافت الغامدي؛ تتمتع المكاتب الإستراتيجية بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، وترتبط بلجنة إشرافية لتطوير المنطقة ويسمى أعضاؤها بأمر ملكي، وتهدف إلى تطوير البيئة الطبيعية وتوطين الوظائف لأبناء المناطق ومراجعة الخطط والسياسات وتطوير الجوانب الصناعية ورفع مستوى الطرق والبنية التحتية تحفيز القطاع الخاص والتنمية العمرانية، كما تهدف إلى تطوير المخطط الإقليمي وتحسين جودة الحياة وإطلاق إستراتيجيات تنموية وتعزيز التنمية السياحية وتحقيق التنمية المتوازنة في جميع مناطق المملكة.

وتابعت، تبرز أهمية منطقة الباحة بكونها من أهم المناطق السياحة في المملكة، إذ إنها تضم عدداً كبيراً من الغابات، وتشتهر الباحة بغابة رغدان ومتنزه القمع ومتنزه الشكران، إضافة إلى قرية ذي عين الأثرية، وعديد من القرى والحصون.

وبيّنت أن غابة رغدان تقع على بُعد 4 كم ناحية الشمال الغربي لمدينة الباحة، وعلى حواف جرف يوفر مشاهد واسعة إلى أسفل الجرف، وأسفل الوادي؛ حيث تطل على طريق «العقبة» الذي يربط مدينة الباحة بمحافظة المخواة.

وأوضحت الغامدي؛ أن المسار منها نحو الشمال يؤدي لغابة الزرائب المجاورة وأماكن أخرى، كغابة عمضان في جبال دوس البعيدة؛ مروراً بوديان؛ وسدود؛ وقرى؛ وارتفاعات؛ وتضاريس مختلفة على طول الطريق تتخللها مناطق للراحة والتوقف لالتقاط الصور؛ وإطعام الحيوانات البرية؛ والشراء من باعة العسل الجائلين؛ مع إمكانية رؤية بقايا بعض الحصون الأثرية على امتداد المرتفعات كـ (حصن الكامل).

ويمكن منها أيضاً عبور مسار آخر يؤدي لبعض الأبراج، والقلاع الحجرية الأخرى القديمة والمتماثِلة كـ (حصن سويد، حصن الحكمان، حصن الزوايح، وقلعة بخروش).

وأضافت أما منطقة الجوف التي تتميز بأنها أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية؛ إذ إن وجودها تاريخياً يعود إلى فترة العصر الحجري القديم، كما أنها تعد من أخصب المناطق الزراعية في المملكة، ويقع فيها مركز بسيطا الذي يعد "سلة غذاء المملكة"، وتتميز باعتدال مناخها صيفاً ووفرة المياه الجوفية العذبة بها، كما تشتهر منطقة الجوف بزراعة أشجار الزيتون، وتنتج ما يقارب (67%) من الإنتاج المحلي لزيت الزيتون في المملكة.

ويوجد بالمنطقة كثير من الأودية القصيرة والكبيرة لكن أشهرها هو وادي السرحان وهو أهم أودية الجوف وطوله 180 كم وله أهمية في الزراعة في المنطقة، وتوجد فيها عدة أودية أخرى مهمة، مثل وادي فجر ويبلغ طول الوادي 135 كم ويصب في وادي السرحان، ووادي الأعيلي وهو أكبر أودية حرة الحرة، ومن روافد وادي السرحان، كما توجد أودية أخرى مثل: وادي الشويحطية، ووادي المرير، ووادي حصيدة، ووادي باعر، ووادي الصفا، ووادي حدرج، ووادي المعي، ووادي الباير.

وتابعت فيما تزخر منطقة جازان بكثير من الميزات الاقتصادية في القطاع اللوجستي، والزراعي، والتراثي، ويضم ميناء جازان الذي يعد ثالث موانئ المملكة على ساحل البحر الأحمر من حيث السعة، كما أنها تمتاز بتنوّعها البيئي والمناخي، وهي البوابة الرئيسة لجزر فرسان، ومن الجانب التراثي تحتضن منطقة جازان آثاراً يرجع تاريخها إلى (8000) سنة قبل الميلاد.

وتشتهر المنطقة بزراعة الحبوب، مثل الذرة والدخن بشكل أساسي، لكنها تعمل أيضاً على زراعة التين والجوافة والأناناس والموز والبابايا والبطيخ والقرع والخضراوات الورقية.

وأهم المحاصيل الزراعية التي تشتهر به المنطقة أيضاً هو المانجو، حيث تحتضن مزارع أراضي جازان ثلاثين صنفاً من المانجو، إلى جانب نباتات الزينة الفل والكادي والنباتات العطرية المتنوعة.

وتم أخيراً العمل على زراعة البن، حيث أثبتت التجربة نجاحها في المزارع والمدرجات الزراعية الواقعة في جبال جازان، وتم عمل مهرجان للبن بمحافظة الدائر بني مالك تشجيعاً للمزارعين على عرض محاصيلهم.

وأشارت إلى أن استمرار العمل على تأسيس مكاتب إستراتيجية في المناطق التي لا يوجد فيها هيئات تطوير أو مكاتب إستراتيجية يعد خطوة رائدة بهدف تطوير مستوى العمل الإستراتيجي بمناطق السعودية كافة بلا استثناء، ويؤكّد في الوقت نفسه حرص القيادة الرشيدة الكبير على التسريع بتحقيق الجوانب التنظيمية كافة المؤطرة للأعمال التنسيقية، ومتابعة الأداء الحكومي، وتعزيز الجوانب التنموية، بما في ذلك الحرص على استكمال منظومة التنمية الشاملة لجميع مناطق ومدن السعودية، بما يعود بالنفع على جميع المواطنين بما تمنحه تلك التنمية من فرص للعمل، وتحسين جودة الحياة، وتوطين الوظائف، فضلاً عن تحسين البيئة الاستثمارية بالشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.

وأكملت الغامدي، من الأهداف التي يسعى لتحقيقها إعلان تأسيس المكاتب الإستراتيجية وتطوير البيئة الطبيعية، وتوطين الوظائف في المناطق، ومراجعة الخطط والسياسات لتطوير الجوانب الصناعية، ورفع مستوى الطرق والبنية التحتية، وتحفيز القطاع الخاص، فضلاً عن تطوير المخطط الإقليمي والتنمية العمرانية، وتحسين جودة الحياة، وإطلاق إستراتيجيات تنموية، وتحقيق التنمية المتوازنة في جميع مناطق السعودية، بما يعزّز من التنمية السياحية في المناطق كافة، وينعكس إيجاباً على تحقيق الفاعلية للاقتصاد، وتحقيق مستهدفات الرؤية.

صحيفة سبق اﻹلكترونية