ختتمت "مبادرة بيرل"، بشراكة مع شبكة الأعمال الخيرية، سلسلة الندوات الافتراضية التي أقامتها على مدار عام كامل، وسلطت الضوء خلالها على قدرة قطاع العمل الخيري على إيجاد حلول مبتكرة وناجعة لمعالجة التحديات والمخاوف العالمية التي يشهدها العالم مؤخراً، بما فيها جائحة "كوفيد-19" وما تحتاجه من تعاون وتنسيق وجهود حثيثة لتخطيها والحد من تأثيراتها السلبية.
ومن بين أبرز المتحدثين الدوليين الذي شاركوا في هذه الندوات، الدكتور لورنس إتش. سومرز، وزير الخزانة الأمريكي السابق والرئيس الفخري في جامعة هارفارد؛ والسيد باتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب؛ والسيد فادي غندور، الرئيس التنفيذي لمجموعة "ومضة" ومؤسس شركة "أرامكس"؛ إضافة إلى السيدة كلير وودكرافت، المديرة التنفيذية لمركز كامبردج للعطاء الاستراتيجي.
وشكل برنامج الحوكمة في العمل الخيري منصة جمعت أكثر من 300 من الرواد والمستشارين الخيريين الدوليين في منطقة الخليج، إضافة إلى أصحاب الثروات الخاصة والعاملين في أقسام المسؤولية المجتمعية للشركات في المنطقة، ليتبادلوا الخبرات والمعارف فيما بينهم ويطّلعوا على أفضل الممارسات التي تساهم في تعزيز العطاء الخيري وزيادة تأثيره، لا سيما في أوقات الأزمات مثل جائحة كوفيد-19.
وركزت الندوات الافتراضية على كيفية استجابة العمل الخيري في العالم للجائحة، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، مُبرِزة دور الأفراد والمؤسسات المشاركة في هذه الجهود، والاستراتيجيات والخطط التي اتبعوها لتقديم حلول مستدامة تلبي احتياجات المجتمعات الحالية وعلى المدى الطويل. وبيّن المشاركون أيضاً كيف يمكن تحسين هيكلة استراتيجية العطاء وسبل التواصل والتنسيق مع الجهات الأخرى العاملة في مجالات مماثلة لضمان كفاءة العمل وتجنب تكرار الجهود وضياع الموارد.
وتحدثت رانية سعداوي، المديرة التنفيذية لـ "مبادرة بيرل"، عن التغير الذي يشهده قطاع العطاء في منطقة الخليج نتيجة تعاظم دور القطاع الخاص في معالجة التحديات الاجتماعية والبيئية.
وقالت: "يأتي هذا التغير إبان تزايد الطلب على المعرفة والأدوات والموارد الأساسية اللازمة لوضع خطط استراتيجية توجه العمل الخيري ومساعي المسؤولية المجتمعية للشركات. وهذا ما سعينا إلى تحقيقه في "مبادرة بيرل" عبر برنامج الحوكمة في العمل الخيري من خلال سلسلة الندوات الافتراضية التي أجريناها بالشراكة مع شبكة الأعمال الخيرية وبدعم من مؤسسة "بيل ومليندا غيتس"."
وعلق روب روسن، مدير مؤسسة "بيل ومليندا غيتس" على أهمية البرنامج وأثره قائلاً: "أتاحت سلسلة الندوات الافتراضية للمشاركين فرصة استثنائية لبيان كيفية تحسين الأنشطة الخيرية وتحقيق أفضل النتائج من جهود المسؤولية الاجتماعية المؤسسية والاستثمارات الخيرية. وكان من المهم خلال فترة الجائحة أن يدعم فاعلو الخير المجتمعات وأن يحققوا تغييرات تؤدي إلى حلول تنمية مستدامة على المستوى الإقليمي. ويسهم نجاح هذا المشروع الذي استمر لعام كامل في التحول من الأساليب التقليدية للعمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية المؤسسية والعطاء المؤسسي، إلى وعي أعمق وفهم أكثر استراتيجية للعطاء لتحقيق آثار أبلغ ونتائج أكثر استدامة ."
تسعى مبادرة بيرل بلا كلل منذ إطلاقها لبرنامج الحوكمة في العمل الخيري في 2017، إلى تعزيز الوعي وبناء شبكة علاقات واسعة لحث الجميع على تبني التغيير الاستراتيحي المطلوب، واستطاعت تزويد أكثر من 700 شخص ومختص في مجال العمل الخيري بالمعرفة والخبرات اللازمة لتحسين ممارسات العطاء الخيري وتعزيز آثار الاستثمار في هذا المجال.
ويشجع البرنامج المجتمعات على نبذ المفاهيم التقليدية للعمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية المؤسسية والعطاء المؤسسي وتبني فهم أكثر استراتيجية للوسائل والمنهجيات التي تثمر عن نتائج أكثر تأثيراً واستدامة، وذلك من خلال عقد أكثر من 40 اجتماع بين حلقة نقاش وورشة عمل وندوة افتراضية، وتوفير أكثر من 30 مورد اختصاصي، ومجموعة من الأدلة والأدوات المتاحة على منصة"Circle" على الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية.
ويجدر الذكر بأن "مبادرة بيرل" تستضيف باستمرار اجتماعات وندوات افتراضية وورش عمل متخصصة عن استراتيجيات العطاء الخيري الفعالة، وتعمل على تقييم آثارها، وخلق قيمة مشتركة للمانحين من الأفراد والمؤسسات في منطقة الخليج.