أخبار عاجلة

شقيقة «نجار الهرم»: «جارتى حرقت أخويا وأنا اللى كنت مقصودة» ( وصور)

شقيقة «نجار الهرم»: «جارتى حرقت أخويا وأنا اللى كنت مقصودة» (فيديو وصور) شقيقة «نجار الهرم»: «جارتى حرقت أخويا وأنا اللى كنت مقصودة» ( وصور)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

الأجواء كانت هادئة، الشارع خالٍ من المارة، ميكروفون المسجد يطلق نداء صلاة العصر، خلال ذلك حضرت سيدة ثلاثينية ترتدى عباءة سوداء ممسكة بزجاجة معبأة ببنزين مخبأة أعواد ثقاب في ملابسها، طرقت باب منزل أحمد بشير، شهرته «بوشكا»، نجار، وسألته: «فين أختك أسماء»، سمح لها بالدخول وصعد إلى السطح، دقائق وسمع صراخ شقيقته: «إلحقونى هتولع فيا»، حاول «بوشكا» طرد «الثلاثينية»، لكنها أضرمت فيه النيران ليلقى مصرعه بعدما أنقذ أخته، حدث ذلك والمتهمة تردد: «كده خدت حقى»، وأضحت الجريمة حديث الأهالى بمنطقة منشية البكارى في الجيزة.

فرّت المتهمة عقب الجريمة، وتركت «بوشكا» يصارع الموت وسط النيران التي طالت 3 طوابق، فيما لاحقها محمد سعيد، أحد الجيران، حتى ضبطها بالشارع الرئيسى، قاومته بالضرب وسط ذهول الأهالى الذين حاولوا البحث عن سبب الجريمة: «ليه عملتى كده؟!»، فكانت المتهمة تجيب من فورها: «باخد حقى.. كنت قاصده أخته فحرقته هو».

التف النّاس حول «بوشكا» الذي كان يحاول إطفاء الحريق المشتعل بجسده بغمر نفسه بالمياه، مع سماعهم أصوات صراخه متألمًا، نقلوه إلى المستشفى وفى ذهنهم أن الحُروق تستلزم بعض الدهانات لترطيب الجلد، لكن بعد دقائق من وصوله للمستشفى لفظ أنفاسه: «كانت الحروق من الدرجة الأولى وتغطى 70% من جسمه».. قالها أصدقاء المجنى عليه في حزن.

لم يعد أمام الأهالى سوى إبلاغ قسم شرطة الهرم بالواقعة، وعندما وصل رجال الأمن وجدوا المتهمة أمام العقار محل الجريمة وإلى جوارها زجاجة بنزين وبتفتيشها عُثر على علبة كبريت وقطن وبنج.

الضحية

بعد مناقشة المتهمة، أخذت تهذى بكلمات غير مفهومة زاعمةً أنها مختلة نفسيًا، وخلال تحقيقات النيابة العامة اعترفت بأنها قتلت «أحمد بوشكا» بحرقه حيًا وأنها كانت تقصد حرق شقيقته «أسماء» حتى الموت.

لم تكن تلك المرة الأولى التي حاولت فيها المتهمة، السيدة الثلاثينة، الانتقام فيها من «أسماء»، فقبل 3 سنوات حاولت ذبحها بسكين. «أسماء»، شقيقة الضحية، تروى والدموع تسبق كلامها: «كنت جارة المتهمة في منطقة اللبينى، كانت ساكنة في الشقة اللى قصادى، وكان بيننا خلافات جيرة، وفجأة خبّطت على باب شقتى ودخلت ومعاها سكين وحاولت تذبحنى والجيران أنقذونى».

منذ تلك الحادثة، رحلت «أسماء» إلى منزل أخيها بمنشية البكارى، معتقدة انتهاء الكابوس، إلا أنها عصر الخميس الماضى، فوجئت بقدوم جارتها إليها، وصعود أخيها «بوشكا» إلى سطح العقار.

«كنت لسة صاحية من النوم وشايلة بنتى الصغيرة فوق كتفى».. تقول «أسماء»، إن حضور جارتها «كان مفاجأة مذهلة لها»، ودون «سلام ولا كلام» سكبت الجارة البنزين على الأرض وحاولت إضرام النيران: «صرخت جامد أخويا نزل ودخلنى الشقة بالدور الأرضى، وبعدين المتهمة دلقت عليه البنزين وولعت فيه وبمدخل البيت لتمتد النيران لـ3 طوابق».

حياة المتهمة كانت مليئة بالتفاصيل المأساوية التي شكلت شخصيتها، فهناك خلافات بينها وبين زوجها انتهت بطلاقهما، وادّعت وجود علاقة بينها وبين المجنى عليه.

يقول أحد أقاربها، رفض نشر اسمه: «جت تعزى في وفاة والدة أسماء بعد وفاتها من 3 سنين بالعقار اللى حصل فيه الجريمة»، فيما يؤكد شهود العيان أنها «جت تراقب وتسأل في المنطقة عن أسماء كذا مرة حتى فوجئنا بيها يوم الجريمة بتحرق أحمد بوشكا».

ووصفت «أسماء»، شقيقة المجنى عليه، شخصية المتهمة بأنها: «كانت طبيعية جدًا، وهى ست عاقلة مش مجنونة، مخططة كويس قوى ومراقبانا وجت المنطقة وواحد موصلها لبيتنا بـ(موتوسكيل)، ولما دلقت البنزين على أخويا اللى فدانى بروحه، طلّعت على طول الكبريت من بين ملابسها».

زوجة المجنى عليه اعتزلت النّاس عقب الجريمة، ورفضت التعليق على مقتل زوجها، لكنّها قالت: «حياتنا اتدمرت، عندى طفل اسمه فهد- عمره 3 سنين، وأنا حامل في طفل ثانى، هيجى الدنيا مش هيشوف أبوه، وولادى إتيتموا، وأطالب بالقصاص العادل».

الضحية

«عاوزين أقصى عقوبة بالإعدام».. تطالب شقيقة المجنى عليه، التي تلتقط طرف الحديث، وتكمل متنهدة: «المتهمة بتدّعى وجود علاقة بينها وبين أخويا ودا غير صحيح، لأنها لو قاصداه هو كانت حرقته لما فتح لها الباب على طول، لكنها سألت عليّا».

في منطقة منشية البكارى، كان الحزن باديًا على الأهالى، «كان آية بتمشى على الأرض».. قالها جيران المجنى عليه، قبل أن يضيفوا: «جنازته شيّعها الآلاف، حرام تكون دى موته».

المصرى اليوم