اشترك لتصلك أهم الأخبار
بعد 24 ساعة من اندلاع حريق هائل بمنطقة عزبة الزرايب بالبراجيل شمال الجيزة، تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه بالكامل، اليوم الجمعة، بعدما تسبب في تدمير 500 عشة على مساحة نحو فدانين، دون وقوع خسائر بشرية.
كانت النيران تتجدد أكثر من مرة بالعشش التي تحوى موادًا قابلة للاشتعال.
بداية الحريق كانت في الـ9 مساء أمس الخميس، باحتراق عشة تضم موادًا بلاستيكية، وانتقلت النيران منها لباقى العشش مع شدة الرياح ليلاً في تلك المنطقة التي يحيطها أراضٍ زراعية وسط كتلة سكانية هائلة.
وقال أصحاب العشش المتضررين، الذين تحدثوا إلى «المصرى اليوم»، إنهم لا يعرفون سببًا للحريق على وجه التحديد وفى الوقت نفسه يشككون بأنه «بفعل فاعل»، ولا يتهمون أحدًا بالوقوف ورائه، لا سيما وأنهم يحضرون في الساعات الأولى من الصباح ويرحلون عن المنطقة قرابة الـ5 مساء كل يوم، فهم لم يتواجد بالعزبة وقت اندلاع الحريق.
وتواجد بموقع الحريق، الدكتور فرج عبدالعاطى، رئيس مجلس مدينة أوسيم، وقال عن سبب اشتعال النيران: «واحد رمى عقب سيجارة أدى إلى هذه الكارثة، والنار مسكت في بعضها».
وأوضح «عبدالعاطى» في تصريحاته لـ«المصرى اليوم»، أنه بناءً على قرار من اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، أزيلت نحو 500 عشة بالمنطقة وهى التي آتت عليها النيران وأدت إلى هذا المشهد المرعب واستمرار الأدخنة حتى قبل ظهر اليوم التالى.
وأزالت اللودرات العشش بالمنطقة، تنفيذًا للقرار الصادر من المحافظة، ومع ذلك كانت تتجدد الحرائق مرة أخرى.
وحكى شهود العيان، أنهم رأوا مشاهد مروعة مع اندلاع الحريق إذ كانت أصوات دوى انفجارات متتالية تصل إليهم، وتلونت السماء باللون الأحمر والأسود جراء شدة اللهب والأدخنة، ما أدى إلى ذعر الأهالى الذين يقنطون منازل قريبة من عزبة الزرايب وتركهم لمساكنهم بحثًا على أماكن آمنة حتى تتم السيطرة على الحريق تمامًا.
وقدر أصحاب العشش، خسائرهم جراء الجريق، بملايين الجنيهات، فأحدهم كان يُشير إلى «كومة» من خردة الألومنيوم المحترقة، ويقول: «دول كانوا حوالي 2 طن وثمنها كان 70 ألف جنيه»، لافتًا إلى أن خسائره وحده تقدر بنحو 400 ألف جنيه.
وكان العاملون بالعزبة مع محاولات السيطرة على الأدخنة، يجمعون خردة وحديد وينقلونه إلى سيارات نقل: «إحنا بنحاول نقلل الخسائر ونلحق الحاجات اللي لم تأت النيران عليها، وهي قليلة جدًا».
وأوضح العاملون، أنهم يجمعون الخُردة وأكياس البلاستيك وكانزات المياه الغازية ومياه الشرب والكراتين وغيرها من محافظتى القاهرة والجيزة، ويأتون بها إلى العزبة لإعادة فرزها وتصنيفها وإعادة تدوير أو بيع لآخرين، وتلك الأعمال التي يباشرونهم يؤديها آلالاف من الشباب والأطفال والنساء.
عرف أصحاب العشش، بالقرار الصادر بإزالة العشش، فقالوا: «إحنا برضة هنشتغل هنا، الحكومة قالت لنا كتير هتشيل العزبة وهتوفر لنا مكان بديل، بس هو فين المكان دا؟.. إحنا منتظرين بس نطلع من هنا من غير بديل على جثتنا».
وقال المتضررون: «دا مش أول حريق بالعزبة من حوالي 5 سنين، كان في حريق ضخم زي دا»، لافتين إلى عدم وجود وسائل آمان الصناعى بالمنطقة، كما لا توجد كاميرات مراقبة تسجل حركات سير العمل ويمكن الاستفادة منها خلال حركة سير التحقيقات بشأن هذا الحريق.
وحضر عدد من العاملين صباح الجمعة إلى عزبة الزرايب على أمل أن يمارسوا نشاطهم اليومى، لكنهم فوجئوا بإزالة العشش ولم يتبقى منها سوى كومة رماد.
وبدأت قوات الحماية المدنية، عمليات التبريد بعد نحو 12 ساعة على اندلاع الحريق.
وفرضت قوات الأمن كردونًا أمنيًا حول مكان الحريق، منعًا لوصول المواطنين إلى المكان حرصًا على سلامتهم.
وحضر إلى موقع الحريق، قيادات أمنية رفيعة المستوى.
ومنع العاملون بالمنطقة من ممارسة أعمالهم كعادتهم كل صباح، وسط حالة من الحزن التي انتبابتهم وتأكيدهم أنه: «هنا بشتيغل عشرات الشباب من كل المحافظات، وبعد الحريق البطالة نسبتهم تزيد».
وأشاروا إلى أن مجال جمع القمامة يدر دخلاً وفيرًا لأصحاب العشش و«فاتح بيوت ناس كتيرة قوي، وأغلب الشغل بيكون في منطقة وسط البلد بالقاهرة».
وكشف أصحاب العشش، أنهم استأجروا من شخص يُدعى حسين أحمد عبدالصمد، بنظام «الإيجار القديم»، موضيحن أن الفدان يؤجر بنحو 20 ألف جنيه سنويًا يجمعها كل أصحاب العشش من بعضهم ويدفعونها لمالك الأرض.
وكان رئيس مدينة أوسيم، أشار في تصريحاته لـ«المصرى اليوم»، إلى أن هذه الأراضى المقام عليها العشش لن تعود لمستأجريها مرة أخرى، بينما يحق لمالكها التصرف فيها كيفما يشاء فيما عدا إقام عشش عليها من جديد.
وانتقل فريق من نيابة أوسيم، إلى مكان الحريق لإجراء المعاينات اللازمة، وأمرت بانتداب خبراء الأدلة الجنائية لفحص أسباب الحريق وبدايته ونهايته والأدوات المستخدمة في إحداثه، كما طلبت من أجهزة الأمن التأكد من عدم وجود شبهة جنائية حول الحريق.
