ألقت جائحة كوفيد-19 بظلالها على قطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما دفع المنطقة إلى تبني تسريع الثورة الرقمية فيها، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مختلف الاختصاصات.
في هذا النطاق، قامت مؤسسة قطر باحتضان ودعم شركات ناشئة دمجت الذكاء الاصطناعي في مشاريعها. وجدير بالذكر أن العديد من تلك الابتكارات الجديدة نشأت في برنامج نجوم العلوم.
ويستضيف البرنامج التلفزيوني بموسمه الثالث عشر، ثمانية مبتكرين عرب يطمحون إلى تحويل اختراعاتهم إلى منتجات قابلة للاستخدام في حياتنا اليومية. وقد اختار أربعة متسابقين في هذا الموسم التركيز على تعزيز مجال الرعاية الصحية، من خلال ابتكار خيارات حلول مخصصة.
يعمل الجهاز المحمول لقياس تدفق الدم الكلوي الذي قدمه مجيب الرحمن بجاش علي الحروش، مهندس الطب الحيوي من اليمن وبروفيسور في جامعة بومان موسكو الحكومية التقنية في روسيا، عن طريق أجهزة استشعار حيوية غير جراحية يتم توصيلها بالجلد لتشخيص المراحل الأولى للفشل الكلوي. يتم تحليل البيانات من خلال خوارزمية تتعرف على المريض لتوفر تشخيص أفضل، ويقوم هذا الجهاز بإرسال البيانات التي تلتقطها المستشعرات إلى الأطباء عبر شبكات لاسلكية مما يعزز كفاءة استخدام الموارد من خلال زيادة سرعة النتائج وتقليل الزيارات للعيادات.
ومن جانب آخر، استحق مهندس الكمبيوتر وحاصل على شهادة الماجستير من جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، اللبناني أسامة قنواتي مكانه في البرنامج بجدارة من خلال تقديمه القميص الطبي للمعاينة عن بعد، والذي يركز على أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والتي تشكل تهديدًا حقيقيًا لملايين الأشخاص حول العالم. ويعمل هذا القميص على مراقبة رئتي المريض من خلال الجمع بين عدة سماعات رقمية وتكنولوجيا لاسلكية. ويتم نقل البيانات والتحليل إلى الطبيب، مع تنبيه المستخدم من خلال هاتفه النقال في حال اكتشاف أي خلل.
أما الشابة المتأهلة لخوض هذا الموسم من البرنامج فهي الجزائرية خولة ريمة شعابنة، طالبة طب في السنة الخامسة في جامعة ريازان في روسيا، والتي صممت رباط الرُكبة الذكي خلال فترة دراستها وعملها بدوام كامل. وتراقب مستشعرات هذا الرباط التي يتم وضعها على عضلات الساق حركات المستخدم، وتقوم بتحذيره بضرورة تعديل مساره أو إيقاف التدريب إذا تفاقمت إصابة الركبة، الأمر الذي يجنب المستخدم المزيد من الضرر، بناءً على البيانات التي تم جمعها بخوارزمية التحليل.
واستخدم المهندس الأردني ليث حمد تقنية إنترنت الأشياء لتصميم عدة الكمامة الطبية الذكية، وقد استلهم في ابتكاره هذا الحاجة الماسة للكمامات أثناء جائحة كوفيد-19، لينضم للبرنامج كمبتكر في مجال الرعاية الصحية. ويمكن لهذه العدة، من خلال تطبيق هاتف نقال، تتبع الموضع الدقيق للكمامة وشدها على وجه المستخدم مع تسجيل عملية الاستخدام. كما تقوم مصابيح أشعة فوق بنفسجية خاصة بتطهير جميع مكونات هذه العدة.
ومن الواضح أن الرياضة تحتل جانبًا مهمًا في المنافسة، حيث قدم القطري محمد القصابي، والذي يدرس حاليًا نظم المعلومات في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، نظام مصيدة التسلل في كرة القدم والذي يوفر دقة عالية في رصد حالات التسلل من خلال تتبع مواقع اللاعبين والكرة في الوقت الفعلي عبر لصاقات تستخدم تردد النطاق فائق العرض تدمج في ملابس اللاعبين وفي الكرة. يتم تجميع بيانات التدريب المهمة لإنذار اللاعب بالإصابات المحتملة أو الإرهاق.
ويتصدى مهندس العمليات العُماني، مروان حمد الجهْوَري لقضية محلية خاصة بالسلامة العامة، إذ يتعامل مع مخاطر الإبل الشاردة على الطرق الصحراوية. ويتضمن ابتكار مروان جهازًا يشبه السوار يتم تثبيته على رقبة الجمل ويقوم ببث إشارة بلوتوث لتنبيه السائقين الذين يستخدمون التطبيق الخاص بالجهاز بوجود حيوان ضال مزود بهذا السوار على مقربة منهم. بالإضافة الى ذلك ينبه المالك من اقتراب الجمال من الطرق عبر الـ"جي بي أس".
وعمل المشترك التونسي، رياض عبد الهادي، الذي يحمل شهادة دكتوراه في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة ليون في فرنسا، على تصميم بطارية هجينة لترشيد شحن الطاقة، تتيح للمستخدمين إعادة شحن أجهزة متعددة في غضون دقائق معدودة، كلما لزم الأمر.
أخيرًا وليس آخرًا، صمم المشترك الجزائري عبد الرّحمن خياط، الحاصل على الدكتوراه في علوم الكمبيوتر والباحث ما بعد الدكتوراه في ألمانيا، جهازًا يركز على سرعة الحصول على المعلومات الدقيقة عند علاج لدغات الثعابين، من خلال أداة للتكهن بنوع الثعبان من صورة اللدغة والعلامات الحيوية للضحية. وتتصل هذه الأداة بتطبيق هاتف نقال يراقب المؤشرات الحيوية للضحية، ويقوم بتحميل الموقع الجغرافي وصورة اللدغة على قاعدة بيانات شاملة لتحديد نوع الأفعى والتوصية بالعلاج المناسب.
وهكذا فقد اعتمد المتسابقون على البحث والإبداع وسعة الحيلة لتصميم ابتكارات في مجالات وصناعات جديدة، الأمر الذي يمثل حجر الزاوية في نهج مؤسسة قطر لتحفيز النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال التكنولوجيا.