أخبار عاجلة

"أُفضّل شنق واحد من أبنائي على تسليمه".. كيف كان رد فعل "المؤسس" حين لجأ إليه ثائر عراقي؟

"أُفضّل شنق واحد من أبنائي على تسليمه".. كيف كان رد فعل "المؤسس" حين لجأ إليه ثائر عراقي؟ "أُفضّل شنق واحد من أبنائي على تسليمه".. كيف كان رد فعل "المؤسس" حين لجأ إليه ثائر عراقي؟
محي الدين رضا يروي بعض مناقب الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه

تتعدد مآثر ومناقب المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، ففضلاً عن أصله الطيب، عُرف عنه مكارم الأخلاق من لشهامة، وكرامة، ونخوة، وتمسكه بالتقاليد العربية الأصيلة.

ويحضر هنا الموقف العروبي التاريخي للمؤسس من الثائر العراقي رشيد عالي الكيلاني، والذي يذكره الصحفي المصري محي الدين رضا في كتابه طويل العمر الملك عبدالعزيز آل سعود.

لا يُسلم لاجئاً إليه

ويذكر "رضا" في كتابه الذي يؤرخ فيه لحياة المؤسس، أن "الكيلاني" فرّ من العراق نحو بعد فشل ثورته على البريطانيين، ونزول القوات البريطانية في مدينة البصرة، وتوجهها نحو العاصمة بغداد، ولكونه كان مطلوباً لدى الحكومتين العراقية والبريطانية، فقد تخفى "الكيلاني" مع 4 بدو سوريين في محاولة لاجتياز الحدود إلى المملكة.

وأثناء محاولة "الكيلاني" بصحبة رفاقه عبور الحدود استوقفهم مفتش الحدود الغربية، وطلب منهم الكشف عن شخصياتهم، وجهتهم، والغرض من رحلتهم، فعرفوا بنفسهم كونهم وفداً سورياً يريد التشرف بالسلام على المؤسس، ومقابلته لغرض خاص، ما دعا المفتش لسؤالهم عن أوراقهم الثبوتية، إلا أنهم أجابوه بأنهم لا يحملوا أية أوراق، وأمام إصرار الوفد على مقابلة الملك، لم يكن أمامه سوى الاتصال بالقصر الملكي في الرياض، ورفع الأمر للملك، فأصدر المؤسس أمراً بالسماح لهم بالدخول، واصطحابهم إلى قصره لمقابلته.

وعندما وصل الوفد إلى القصر، قابلهم الملك شخصياً، واستفسر منهم عن هويتهم، فباحوا له بالسر، وأنهم ليسوا وفداً سورياً، بل مجموعة من عرب سوريا البسطاء، وأنهم اصطحبوا الثائر العراقي رشيد الكيلاني الذي طلب من الملك الغوث واللجوء خوفاً على حياته في حال العودة إلى العراق، وعلى الفور أمر الملك باستضافة "الكيلاني" في السعودية معززاً مكرماً.

"أفضل شنق واحد من أبنائي على تسليمه"

وفور علم السلطات العراقية بقصة لجوء "الكيلاني" إلى المملكة، أرسلت إلى المؤسس برسول خاص يطلب تسليم الثائر العراقي، إلا أن الملك رفض بشدة، قائلاً: "لقد جاءني رشيد عالي مستجيراً من أعدائه، وهو عربي يستجير بعربي، وأنا أفضل شنق واحد من أبنائي على تسليمه إلى حبل المشنقة".

وألحت العراقية بإصرار على تسليم المطلوب، إلا أن ذلك لم يزد المؤسس إلا إصراراً على حماية ضيفه، ما دعا الحكومة البريطانية إلى التدخل بطلب تسليم "الكيلاني"، إلا أن الملك عبدالعزيز أظهر صلابة يُحسد عليها، وكان رده: "إنكم تقولون إن رشيد عالي ليس من مجرمي الحرب، وأنا أقول إنه عربي استجار بعربي، وأفضل أن أفقد عرشي على تسليمه إلى يد الجلاد".

ولم تجد الحكومة البريطانية أمام إصرار المؤسس على عدم تسليم من لجأ إليه إلا أن تتوقف عن الإلحاح، والنزول عند رغبة الملك عبدالعزيز بعدم التحدث في هذا الشأن مجدداً. وبقي "الكيلاني" في السعودية إلى أن أطيح بالنظام الملكي في العراق في حركة 14 يوليو 1958، حيث عاد إلى العراق مستكملاً مسيرته، قبل أن توافيه المنية في عام 1965.

صحيفة سبق اﻹلكترونية