أخبار عاجلة

«الأحكام العرفية» الحل لإنهاء النزاعات الثأرية فى الصعيد.. الصلح خيـر

«الأحكام العرفية» الحل لإنهاء النزاعات الثأرية فى الصعيد.. الصلح خيـر «الأحكام العرفية» الحل لإنهاء النزاعات الثأرية فى الصعيد.. الصلح خيـر

اشترك لتصلك أهم الأخبار

الأحكام العرفية أحكام متوارثة تميزت بها قبائل عربية بهدف إنهاء النزاع بين العائلات والقبائل، تبدأ بالعفو وتنتهى بالدية والكفن، وقد تختلف الأحكام من مكان لمكان ومن زمان لزمان، حسب طبيعة كل محافظة ومنطقة وقبيلة وعائلة.

وقد نجحت أجهزة الأمن بالمحافظات فى تشكيل لجان عرفية بكل مركز لإنهاء النزاعات الثأرية والخلافات والصراعات بين العائلات فى مدن وقرى المحافظات، مع احتفاظ الأطراف بالحقوق القانونية. وكشفت الإحصائيات والبيانات الصادرة عن مديريات الأمن بالمحافظات عن نجاح اللجان العرفية فى إنهاء النزاعات، والحد من الصراعات الثأرية، وإقامة جلسات الصلح تحت مظلة أمنية.

■ التدخل للتصالح والتراضى

يقول الحاج فراح بعزاقة، شيخ عرب، عضو لجنة المصالحات بمركز العدوة: «نسعى للرضا فى إنهاء النزاع بين الأطراف المتنازلة من خلال مبادرة؛ ثم عقد جلسة عرفية.. تبدأ المفاوضات بالصلح المباشر وتبادل الزيارات، وتمتد إلى عقد جلسة صلح فى حالات القتل أو التعدى عبر تقريب وجهات النظر، وعقد جلسة صلح عرفية بالاشتراك مع المحكمين، وتبدأ الجلسات بالعفو وتقديم الجود (الدية)، أو التعويض للأبناء وتقديم الكفن».

جانب من جلسة الصلح

■ الأحكام العرفية

ويضيف «فراج»: الأحكام العرفية تم تقديرها من خلال لجان المصالحات، ومنها جرح الوجه أو خارج منبت الشعر بـ 5 آلاف جنيه، وفى منبت الشعر بألف جنيه، واللطم على الوجه 10 آلاف، أما لطم الشخصية العامة فيكون أضعافا، وتصل إلى 100 ألف، والتربص والتعدى والكدمات والصدمات ما بين 4-5 آلاف، والإصابة حسب نوعيتها والآلة (السكين) النافذة بـ 50 ألفا، وغير النافذة 25 ألفا، حسب التقرير الطبى.

ويصف الحاج عبدالعال بعزاقة، أحد رجال المصالحات: «سيناريو التحكيم يبدأ بجلوس الأطراف، كل فى جانب داخل القاعة، لعرض المشكلة أمام المحكمين، ويروى كل طرف الأحداث، ويحذر على كل طرف مقاطعة الآخر، ويمتد إلى الطرد من القاعة، وتتم الاستعانة بالشهود واليمين الشرعى، ثم يعلن الحكم باتفاق المحكمين، ويعلن على الجميع للتراضى».

ويضيف «عبدالعال»: تبدأ الأحكام بتقريب وجهات النظر للتراضى والعفو والرضا، وحال عدم الرضا يطبق القصاص.

ويقول «عبدالعال» إن جلسات الحكم فى جرائم القتل، الدية فيها لا تتجزأ؛ لأن روح الأمير مثل الخفير، فالقتل العمد ليس له دية، ولكن يكون فى عفو ويقدم الجود، ويتراوح ما بين 416 ألف جنيه ويزيد حسب قيمة الجرم والضرر؛ مثل القتل والحرق والتشويه، ويوقع الجميع على شرط جزائى يبدأ بـ 500 ألف جنيه وينتهى بملايين، لمنع تجدد الأحداث والصراعات.

ويضيف «عبدالعال»: «أسلوب التراضى فى القتل يحتاج لسماع الجميع، ويمكن أن يصل التراضى إلى مليون جنيه، حسب قدرة الطرفين.. والجلسات العرفية لا تؤثر على الأحكام العرفية، ودورها التراضى والحد من الثأر».

جانب من جلسة الصلح

ويضيف الحاج بعزاقة محمد: «ولدت داخل مندرة جدى، وتعلمت كيفية الحفاظ على الأمن بين جميع الأطراف، وهو موروث من الجد للأب، حيث تتم طمأنة الجميع بالحصول على حقوقهم، ولابد من الاستعانة بأجهزة الأمن، ويتم تحرير محضر تراضٍ وتصالح بين المتنازعين»، مشيدًا بدور أجهزة الأمن بشأن إنهاء النزاعات الثأرية والخلافات بين العائلات، كون الأحكام العرفية تبث الأمن والأمان والسلام بين الأطراف المتنازعة للحد من الثأر.

■ نجاح أجهزة الأمن فى التنفيذ

ويكشف محمد صالح، عضو مجلس الشيوخ بمحافظة المنيا، عن نجاح أجهزة الأمن فى التنسيق مع لجان المصالحات لإنهاء النزاعات الثأرية والقبلية والعائلية بمدن وقرى المحافظة، وتبدأ الإجراءات بالتنسيق مع أجهزة الأمن، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، والوصول إلى حلول تقدم لمسؤولى الأمن لدراسة مدى جديتها والحفاظ على الأرواح من جميع الأطراف، وقد عقد نحو 15 جلسة صلح على مستوى المحافظة خلال الشهور الماضية.

■ إجراءات الجلسات العرفية

ويؤكد مسؤول أمنى- رفض ذكر اسمه- أهمية دور اللجان العرفية فى فض النزاعات الثأرية والخلافات تحت مظلة أمنية منذ بداية التدخل لتقريب وجهات النظر، وصولا إلى عقد جلسة الصلح وسط إجراءات مشددة.

ويضيف: «تبدأ الإجراءات بالتنسيق مع مأمور ورئيس مباحث المركز أو القسم واللجان العرفية، ثم التحرك مع جميع الأطراف المتنازعة، ثم عرض ما تم التوصل إليه مع رئيس المباحث للدراسة، وتعرض الدراسة الأمنية على مدير مباحث الفرع والمديرية ومدير الأمن لتحديد موعد لعقد جلسة الصلح عقب توقيع الأطراف على محضر إدارى بالتراضى».

المصرى اليوم