أخبار عاجلة

ختام فعاليات الدورة الـ78 اليوم.. أفلام مهرجان فينيسيا ترفع شعار المجتمع والإنسانية

ختام فعاليات الدورة الـ78 اليوم.. أفلام مهرجان فينيسيا ترفع شعار المجتمع والإنسانية ختام فعاليات الدورة الـ78 اليوم.. أفلام مهرجان فينيسيا ترفع شعار المجتمع والإنسانية

لاقتراحات اماكن الخروج

ظروف معيشية صعبة للعمال وحديث عن تغيير الأوضاع الاجتماعية للنساء، رسائل قوية حملها عدد من الأفلام التى تنافست فى الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، ويجرى الإعلان عن الفائزين بجوائزها اليوم - السبت - وكثير منها لمخرجين كبار سبق أن نافسوا على جوائز المهرجان أو حصدوها بالفعل، حيث استقبل المهرجان فيلم «قوة الكلب» the power of the dog للمخرجة النيوزيلندية جين كامبيون العائدة إلى السينما بعد غياب 12 عامًا، وقالت «كامبيون» -67 عامًا - التى كانت أول مخرجة تفوز بجائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى عن فيلمها لعام 1993 «البيانو» للصحفيين: «الفتيات يحققن نجاحًا رائعًا».

وأشادت «كامبيون» بزميلاتها المخرجات اللائى حصلن على سلسلة من الجوائز الكبرى خلال العام الماضى، وقالت إن حركة «أنا أيضًا» me too، كانت بالنسبة للنساء مثل «نهاية الفصل العنصرى».

الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى

وأشارت إلى زميلتيها كلوى تشاو التى فاز فيلمها «نومادلاند» بالجائزة الأولى فى المهرجان العام الماضى، واستمر الفيلم فى حصد الجوائز حتى حصل على 3 جوائز أوسكار، وكذلك الفائزة فى مهرجان كان السينمائى للعام الجارى «جوليا دوكورنو».

وأضافت: «كل ما أستطيع قوله هو أننى منذ حدوث حركة مى تو أشعر بتغيير فى الوضع، إنها بالنسبة للنساء مثل سقوط حائط برلين أو نهاية الفصل العنصرى».

فيلم «the power of the dog» بطولة «بيندكت كمبرباتش» و«كريستين دانست»، وتم تصويره بالكامل فى نيوزيلندا موطن المخرجة جين كامبيون، وهو من بين الأفلام التى تنافس على جائزة الأسد الذهبى لأفضل فيلم.

الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى

أيضًا ناقش الفيلم الفلسطينى «أميرة» للمخرج المصرى محمد دياب قضية مهمة تتعلق بالحمل المجهرى من المعتقلين الفلسطينيين السياسيين فى سجون إسرائيل، من خلال قصة مراهقة فلسطينية ولدت بعملية تلقيح مجهرى بعد تهريب منىّ والدها نوار السجين فى المعتقلات الإسرائيلية، وتجبرها الظروف على أن تخوض رحلة لمعرفة الحقيقة وراء هويتها.

ولاقى الفيلم الذى شهد المهرجان عرضه العالمى الأول استقبالًا حافلًا وتصفيقًا حادًّا من الحضور بالمهرجان، بحضور بطلتيه صبا مبارك وتارا عبود، حيث يشارك فى مسابقة «آفاق»، ويشارك فى بطولته عدد كبير من النجوم العرب منهم على سليمان وقيس ناشف، ووليد زعيتر، وهو إنتاج مصرى أردنى فلسطينى مشترك، من تأليف الثلاثى محمد وخالد وشيرين دياب.

ومن خلال صبى فى سن المراهقة يأخذ الفيلم المكسيكى the box أو «الصندوق» للمخرج الفنزويلى لورينزو فيجاس المشاهدين إلى عالم المصانع والورش المستغلة للعمالة لتسليط الضوء على ما يتعرضون له، وهو من الأفلام التى تتطلع لانتزاع جوائز المهرجان.

الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى

وتدور أحداث الفيلم حول الصبى هاتسن الذى يذهب لتسلم رفات والده، وهو من بين عدد لا يحصى ممن اختفوا دون أثر فى شمال المكسيك ثم عثر عليهم فى مقبرة جماعية، وفى طريقه للمنزل، يلتقى الصبى بـ«ماريو» الذى يشبه والده ويقرر بعد تردد أن يعيش فى كنفه، وبعد أن بدا لـ«هاتسن» أنه حقق بعض الانتماء والاستقرار فى حياته، يكتشف أن «ماريو» يكسب قوته من تشغيل ذوى الظروف المعيشية الصعبة فى مصانع للملابس والأقمشة منتشرة فى المنطقة.

وقال «فيجاس»- الذى حصل فيلمه السابق «عن بعد» على جائزة الأسد الذهبى عام 2015: «إن العمل فى مصانع مثل التى صورها فى فيلمه الأحدث- يُظهر كيف تكتظ صفوف متعاقبة من العمال الذين يحيكون الملابس دون توقف، لأنها سبيل الكثير من المكسيكيين الوحيد لكسب الرزق».

الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى

وأضاف: «الجميع فى شمال المكسيك يعتمدون على المصانع، لا أقول إن كل المصانع تسىء معاملة العمال، لكن لديك مصانع تحتجز عمالها وتفعل ما هو أسوأ مما تراه فى الفيلم».

من ناحية أخرى شهدت الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا العرض الأول لفيلم «كوستا برافا.. لبنان»، للمخرجة اللبنانية مونيا عقل، فى قسم «أوريزونتى إكسترا»، وقالت «مونيا» إن فيلمها الأول صار عملًا من أعمال المقاومة وسبيلًا للبقاء بعدما وقع انفجار بيروت المروع بعد يوم من اجتماعها بفريق العمل فى العاصمة تمهيدًا لبدء الإنتاج.

ورغم أن لبنان كان يواجه قيودًا صارمة وإجراءات احترازية بسبب وأزمة مالية خانقة، فإن مونيا اختارت الاستمرار فى إنتاج الفيلم فى أعقاب الانفجار الذى أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة.

وقالت مونيا -32 عامًا- خلال مؤتمر لها فى المهرجان: «يمر لبنان بفترة صعبة للغاية، وهذا الفيلم رسالة حب لبيروت، حيث تدور الأحداث فى الجبال لكن الفيلم بالكامل يحكى عن بيروت..عن أحزان مكان لم يعد كما كان، وعن التساؤل هل تمضى بعيدًا أم تواصل الكفاح من أجل مكان يبدو أنه لم يعد آمنًا».

ويصور الفيلم الذى يدور فى إطار أزمة بيئية واقتصادية حياة أسرة بدرى التى انتقلت للحياة فى الجبال فرارًا من الهواء الملوث والعديد من المشاكل فى بيروت، وفى ظل العزلة فى هذا الملاذ الآمن، يتملك الوالدين إحساس بالذنب لهجر جذورهما من أجل تأمين مستقبل ابنتيهما. ويقام فجأة مقلب للنفايات أمام بيتهما، وتلعب المخرجة اللبنانية الشهيرة نادين لبكى دور الأم ويؤدى الممثل الفلسطينى صالح بكرى شخصية الأب، وقالت «نادين» عن دورها بالفيلم: «شخصيًّا أعيش تقريبا مثل أسرة بدرى مع أسرتى، نعيش فى الجبال بعيدًا عن بيروت، وأعيش الصراع والتناقض أنفسهما، هل نبقى معزولين ونحمى أسرتنا وأطفالنا بهذه الطريقة أم نعود ونقاوم بطريقة ما ونكون جزءًا من التغيير وجزءًا من المقاومة؟».

الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى

وتابعت: «نحن فى أسوأ وقت فى تاريخنا، بل إنه الأسوأ على الإطلاق، فنصف الشعب اللبنانى يعيشون تحت خط الفقر بلا وقود ولا كهرباء ولا دواء، لذلك أعتقد أن مجرد وجودنا هنا الآن وأن نقدم الفيلم وأن نكون قادرين نوعًا ما على أن نبتسم وأن نكون سعداء بما فعلناه هو معجزة بكل المقاييس».

وحول التمييز بين السكان المحليين والزوار، والإيطاليين والأجانب، تدور أحداث فيلم «الأخ» الذى يتناول ما يحدث بعد شهر من حظر السفن السياحية فى البحيرة بفينيسيا، حيث تستعد السلطات لمطالبة السائحين بالحجز المسبق قبل الزيارة عبر أحد تطبيقات الهواتف المحمولة وفرض رسوم دخول على الزائرين يوميًّا تتراوح قيمتها بين 3 و10 يوروهات، باختلاف الفصول والشهور.

وتجرى اختبارات وعمليات تقييم على البوابات الدوارة الشبيهة ببوابات المطارات بحيث يمكنها التحكم فى توافد الأشخاص، وفى حالة زيادة الأعداد، فإنها ستمنع دخول زوار جدد. كما استقبل المهرجان فيلم «الليلة الماضية فى سوهو» للمخرج البريطانى إدجار رايت الذى قال إنه استلهم أعمالًا سابقة لألفريد هيتشكوك ومخرج أفلام الرعب الإيطالى داريو أرجينتو لتصوير الجانب المظلم من لندن فى فيلمه الذى ينتمى لأفلام الرعب التى تصور مشكلات نفسية.

الدورة الـ78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى

ويحكى الفيلم، الذى عُرض للمرة الأولى خارج أفلام المسابقة قصة «إلويس» التى تقوم بدورها الممثلة توماسين ماكنزى، الطالبة المغرمة بحقبة الستينيات والتى تترك الريف متوجهة إلى لندن عازمة على أن تصبح مصممة أزياء، لكن حلمها سرعان ما يتحول إلى كابوس؛ إذ تجد نفسها عائدة بالزمن إلى الستينيات لتعيش حياة ساندى، المغنية الطموح التى تلعب دورها أنيا تايلور جوى نجمة المسلسل الشهير THE QUEEN›S GAMBIT.

وأطلق «رايت» الذى بدأ العمل على الفكرة منذ ما يزيد على 10 سنوات، على الفيلم وصف «عيد حب مظلم يا سوهو»، وهى منطقة بوسط لندن تجرى فيها معظم الأحداث.

وبينما طلب ممن شاهدوا الفيلم فى المهرجان عدم كشف الكثير عن حبكته الدرامية قبل عرضه أواخر الشهر المقبل، قال «رايت» للصحفيين إن فيلمه يسعى لإظهار «خطورة إضفاء الطابع الرومانسى على الماضى».

المصرى اليوم