أخبار عاجلة

البابا تواضروس: الشيخوخة ليست تجاعيد الوجه إنما تجاعيد العقل

البابا تواضروس: الشيخوخة ليست تجاعيد الوجه إنما تجاعيد العقل البابا تواضروس: الشيخوخة ليست تجاعيد الوجه إنما تجاعيد العقل

اشترك لتصلك أهم الأخبار

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن «الحياة سباق مفيهاش كسل فيها عمل مستمر طول ما ربنا مدينا الصحة، القدرة، الإمكانية، العقل، الصحو، الفكر، اشتغل. فيه نشاط وحركة مستمرة، ويقولون: الشيخوخة ليست تجاعيد الوجه وإنما هي تجاعيد العقل».

وقال البابا تواضروس الثاني خلال عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من المقر البابوي بالقاهرة، وبُثَّت العظة مباشرةً عبر القنوات الفضائية المسيحية التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على الإنترنت، دون حضور شعبي، إن «الخادم والراعي الشاطر هو اللي لا ينظر فيما عمله وحققه بل ينظر لما هو قدام»، مضيفا: «عشان كده ربنا خلق عيوننا في وجهنا قدام وليس في الخلف».

وتابع: «النصيب السماوي عايز دموع واجتهاد وانضباط في الحياة إلى الدم زي الشهداء. القانون الروحي ده هو اللي عايشين به ونسميه قانون مجرى الحياة، إنسان منضبط عارف حقوقه وواجباته».

وواصل البابا: «تلميذ سأل معلمه: إزاي أحب ربنا؟ فرد عليه المعلم وقاله: اتعب من أجل ربنا: صلي، اخدم، التزم، انضبط، عيش في إصرار، ده كله تعبير عن حبنا لربنا».

وأشار البابا إلى أن بولس الرسول وضع لنا نموذجًا للخادم بتقديمه لنا المسيح والمحبة. لكي لا تكون هناك انقسامات «أَنَا لِبُولُسَ»، و«َأَنَا لأَبُلُّوسَ» (١ كو ١: ١٢). يقصد أن الخادم يخدم بالقدوة وليس بالكلمة أو بالقدوة قبل الكلمة، مستطرا: «القديس يوحنا ذهبي الفم يقول«علمني بحياتك قبل كلامك هذا أفضل لي ولحياتي الأبدية».

وأوضح البابا: «حتى الأب والأم اللي بيعملوا بالقدوة والنموذج والمثال بيكونوا ناجحين في الحياة. نعيش على الأرض، لكن في سيرة سماوية. لا يأتي الفرح في الانقسام أو العثرة. الخادم اللي ياخد باله من تصرفاته وسلوكه وكلامه ده قدوة بتعلم».

وواصل البابا: «اللي بيذكرهم كانوا خدام وكان بيذكرهم لنا كثيرًا لكن للأسف بيذكرهم دلوقتي بالبكاء والمرارة، والأصعب إنهم بعدوا عن المسيح بأفكارهم وسلوكياتهم».

وأضاف البابا: «انتبه لأنه ممكن تكون بتخدم ولكننا نذكرك بالبكاء على سلوكك وأفعالك وإنك حصرت نفسك في ذاتك وليس في المسيح وبالتالي صرت من أعداء للمسيح»، مضيفا: «أحيانًا واحد تسرقه السكينة وفاكر نفسه ماشي صح، لكن نهايته الهلاك وكتير يبكوا عليه».

وتابع البابا: «الناس اللي عايشين في شهوات العالم، الأكل والشرب أهم حاجة عندهم، وتمثل صورة الخزى والعار اللي عايشين في صور الإباحيات ويحسوا إن ده مجد لهم. الإنسان الذي تكون كل أحلامه في الأرضيات لا سماء ولا ملكوت ولا قديسين، هؤلاء الناس نصيبهم من الهلاك. بولس الرسول بينبهنا لئلا تسرق مننا حياة الفرح».

وواصل: «وأنت تعيش في الأرض يجب أن تكون سيرتك في السماء. إيليا بصلاته كان يفتح ويغلق السماء. يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ«(لو ١٥: ٧) الذات اللي عند الإنسان تضر أي مجتمع وتجعله عايش مضطرب، وبالتالي السماء لا ترضى عليه. إحنا عايشين على الأرض لكن فيه هدف في السماء وهدف (target) لازم نحققه».

وقال البابا: «أسماءنا مكتوبة في السماء ومتنساش إنك في ولدت في بكور حياتك من والروح، ولدت من فوق وصار لك نصيب في السماء وصار لك يومها الملاك الحارس وكان أول يوم لك تتناول فيه وأول مرة تسمع «يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه» (الاعتراف- القداس الإلهي)».

وأضاف: «في كل عبادتنا بكل مفرداتها بنحاول نعيش لغة السماء، ليست لغة مادية وإنما لغة روحية، مستطردا: «السماء بتكون في كياننا، ذهننا، أفكارنا، قلوبنا، وكمان بنعيش قوانين السما وبنكمل الفكرة دي بالرجاء وننتظر رب السماء. عشان كده بنقعد في الكنيسة ناظرين في اتجاه الشرق لأنها موطن النور وننتظر مجيء المسيح».

واختتم البابا عظته: «عيش حياتك بقدوة وابعد عن العثرة، وعيش السيرة السماوية وإنت موجود على الأرض واجعل دايمًا السماء حاضرة على الأرض»، لافتا أن «بولس الرسول وهو في السجن لم ينظر له كأنه سجن بل كان متهللًا ودليل على ذلك كلامه اللي كتبه. وبولس الرسول من خوفه علينا بعت لنا كل هذا الاختبار الروحي العميق، ونقلنا من السجن للسما وعيشنا معاه حالة الفرح».

المصرى اليوم