أخبار عاجلة

ترجمات .. «أسرار .. الشعائر والطقوس السرية»

ترجمات .. «أسرار مصر.. الشعائر والطقوس السرية» ترجمات .. «أسرار .. الشعائر والطقوس السرية»

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ليس لبلد على وجه البسيطة ما لمصر من سيرة لا تنتهى من الغموض والاكتناف بالأسرار، كيف لا وهى ينبوع السحر، وفى عينها بوتقة من الألغاز ومصدر العجائب والأعاجيب فى الطقوس الدينية، وفيها منابع الأسرار الخفية والعلوم العلمية والفلسفة المستقبلية، وكلها مجتمعات بمثابة كهف غائر من حيث المنبت والأصل منذ بزوغ فجر الأسرار والأسحار المكنوفة بالعجائب والفلسفة الناطقة بالحكمة الرفيعة والأفكار النيرة التى نظرت لها الأحقاب المتعاقبة بعين الدهشة والإكبار. لقد ظل أعتى الباحثين فى الطقوس الدينية المصرية لزمن طويل على رأى واحد، يرون فيه مساوية للسحر والعجب، وربما كانت هذه الطقوس لديهم مبعثًا لصورة ذهنية شفهية تعوزها الحقيقة الواقعة، ذلك بأنه لا يوجد إنسان على درجة من اليقين حين يتحدث عن الطقوس والعجائب التى احتضنتها جدران المعابد المصرية، وإلى ذلك انتهت كل المساعى وعمليات التنقيب والبحث وسبر الأغوار، انتهت إلى الكهانة الحكيمة. هكذا تحدث المؤلف لويس سبينس فى كتابه «أسرار مصر.. الشعائر والطقوس السرية»، الصادر عن المركز القومى للترجمة، من ترجمة على أمين على.

وقد وصف المؤلف الشكل الأولى للمعابد فى مصر بأنها كانت عبارة عن كوخ من الخوص المضفر المجدول ويكون كضريح لرموز الإله والمذبح وبه حصير مجدول من البوص. وتم العمل على تطوير المعابد الأولية من بناء الجدران المستديرة والقوائم الصخرية والتى فيما بعد تمت تغطيتها وتسقيفها. ومع مجىء عصر الدولة الحديثة أصبحت عملية بناء المعابد أكثر تعقيدا وإن بقيت الملامح المعمارية الضرورية من البداية التاريخية المبكرة على حالها دون تغيير. والشكل الأبسط كان يتمثل فى الحوائط المستديرة والبوابة الضخمة أو المدخل ذى الأبراج الجانبية قبل وضعها بشكل عام لتمثالين هائلين للملك ومسلتين ثم تدخل فتجد الحرم الأقل ارتفاعا وناووس الذى يمثل رمز الإله. وهذا كان يتم بشكل متقن عبر إضافة عدد من الإضافات مثل إضافة ثلاث بوابات مقسمة بواقع ثلاثة طرق للتماثيل ثم تجد الساحات المصطفة والحوائط العمودية أو الزائدة. وبهذه الطريقة تجد العديد من ملوك مصر العظماء وقد زادوا من أبنية معابد أسلافهم. وكان يتم الحرص على بناء هذه المعابد فى المدن المعروفة والمشهورة وإحاطتها بالحوائط الضخمة المستديرة التى تبعد الضوضاء وتوجد الشوارع الضيقة. وتقود إلى البوابة الضخمة التى تمثل المدخل الرئيسى فى طريق كبير يمر عبر المناطق المأهولة ويحرس جوانبه على الصفين عدد من الأسود والكبش والحيوانات المقدسة الأخرى. وأمام المدخل نجد اثنتين من المسلات إلى جانب تماثيل الملك أمام المعبد ونراها تقف كحراس للحرم الموجود. وعلى كل جانب من جوانب المدخل نجد برجا مربع الشكل ومرتفعا وله جوانب تميل للداخل. وهى بالطبع مصممة للأغراض الدفاعية وقد يتم إغلاق الممر من خلال البوابة ضد كل الخصوم بشكل ناجح وجيد فى حين تستخدم الأبواب الخلفية بالجدران للقيام بالغارات. ويتم تثبيت السوارى الطويلة بالتجويفات فى الصرح الأمامى. كما وضح المؤلف أن الأسرار المصرية وجوهرها وكذلك أسرارها وفلسفتها، قد انتقلت من مصر إلى بلاد أوروبا وآسيا على أيدى الكهنة المصريين مع بزوغ فجر الديانة المصرية وظهور المسيحية على أرض النيل.

وقد قسم المؤلف الأسرار المصرية إلى مرحلتين: صغرى وكبرى، الصغرى تعبر عن عقيدة أيزيس، أما الكبرى فكانت عن عقيدة أوزريس، وفى العصر البلطمى زادت مرحلة أخرى ارتبطت بعقيدة سيرابيس وهو إله مقدس لدى البطالمة، وكانت عبادته خليط بين عبادة أوزوريس وعجل أبيس، ثم انفرد بعبادة خاصة به بعد ذلك.

ويقول المؤلف ان بلوتارخ أكد أن أورفيوس سن الأعياد الكبيرة للارتقاء والسمو فى أتيكا، وأحضر من أسرار إيزيس وأوزوريس التى تطابقت مع أسرار ديمتر وديونيسوس.

الكتاب تأليف لويس سبينس: (25 نوفمبر 1874- 3 مارس 1955) وهو صحفى أسكتلندى، برز نجمه فى الفولكلور الاسكتلندى أكثر من كونه شاعرا. بعد تخرجه فى جامعة أدنبره، عمل فى مجال الصحافة، وفى عام 1899 تزوج من السيدة هيلين بروس. ثم عمل محررا فى مجلة إسكتلندا (1899- 1906)، ومجلة أدنبره لمدة سنة (1904 - 1905)، ثم محررا فى ويكلى البريطانية (1906 -1909). وفى ذلك الوقت اهتم أيما اهتمام بالتراث الشعبى للمكسيك وأمريكا الوسطى، تبحر فى أساطير وثقافة العالم الجديد، إلى جانب دراسته لثقافات أوروبا الغربية وشمال غرب أفريقيا، ونظمه للشعر، وهو ما جمع فى عام 1953. ونشر له على مدار حياته المهنية الطويلة أكثر من أربعين كتابا. وكان سبينس مؤسس الحركة الوطنية الاسكتلندية التى اندمجت لاحقا لتشكل حزب اسكتلندا الوطنى، والذى أطلق عليه فيما بعد اسم الحزب الوطنى الاسكتلندى، توفى فى ادنبرة، عن عمر يناهز 81 عاماً.

أما مترجم الكتاب على أمين على فهو مترجم مصرى حر، تخرج من قسم اللغة الإنجليزية، كلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر، صاحب ترجمة كتاب «الأجندة الخفية للعولمة» تأليف دينيس سميث. وشارك فى ترجمة العديد من الكتب من وإلى اللغة الإنجليزية منها: كتاب «الإتيكيت فى الإسلام» تأليف الدكتورة ماجدة عامر.

المصرى اليوم