أخبار عاجلة

«مكافحة التدخين» : 10% نسبة المُدخنات في الدراما .. وفي الواقع 0.3% من إجمالي المُدخنين

«مكافحة التدخين» : 10% نسبة المُدخنات في الدراما .. وفي الواقع 0.3% من إجمالي المُدخنين «مكافحة التدخين» : 10% نسبة المُدخنات في الدراما .. وفي الواقع 0.3% من إجمالي المُدخنين

اشترك لتصلك أهم الأخبار

تعتبر الدراما إحدى أهم أدوات القوة الناعمة لمصر، وتساهم بشكل فعال في صياغة فكر وتشكيل وجدان النشء والشباب، ولذلك يجب الحرص عند تناول مشاهد التدخين في الدراما، بحيث لا تشجع الشباب والأطفال على التدخين، وتشجع أيضا المُدخنين على استعمال هذه الأنواع بعينها، لأن الفنانين يمثلون قدوة للشباب، خاصة من لهم رصيد من المحبة لدى الجمهور وبالتالي يكون تأثيرهم أكبر.

وكشف تقرير أطلقته جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، اليوم، بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في ، عن انتهاكات الدراما التليفزيونية للإعلان عن منتجات التبغ خلال شهر رمضان 2021، وكشف التقرير أن حجم مشاهد التدخين في دراما رمضان، بلغ 1134 مشهدا، بإجمالي مدة تدخين في جميع المسلسلات المعروضة وصلت لـ 1099 دقيقة، بما يعادل 18 ساعة، ويوازى 4%من إجمالي زمن المسلسلات، وتصدرمسلسل «ملوك الجدعنة» قائمة المسلسلات، بإجمالي عدد 172 مشهدا لمدة 213 دقيقة، يليه مسلسل «لحم غزال»، ثم «اللى مالوش كبير»، و«كله بالحب»، وكان أطول مشاهد التدخين في الأعمال الدرامية من نصيب مسلسل ملوك الجدعنة أيضا وتحديدا في الحلقة 21، مشهد مدته 6 دقائق و20 ثانية، ومشهد آخر بالحلقة 23 مدته 5 دقائق ونصف، ومشهد ثالت في الحلقة 20 مدته 5 دقائق و20 ثانية.

وكشف التقرير أنه من إجمالي المسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان، لم يوجد سوى مسلسل واحد فقط خالٍ من مشاهد التدخين، حيث لم يظهر فيه أية مشهد تدخين، هو مسلسل «النمر»، لتصل بذلك نسبة المسلسلات الخالية من مشاهد التدخين بين المسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان 2021 إلى 7.3% فقط.

وكشف التقرير، الذي أشرف عليه نخبة من المتخصصين، أن كل حلقات مسلسل ملوك الجدعنة، ومسلسل لحم غزال، قد تضمن مشاهد تدخين بنسبة 100%، بينما كان مسلسل نسل الأغراب الأقل بين المسلسلات التي احتوت على تدخين (حلقتين فقط بنسبة 7%)، وبلغ متوسط عدد مشاهد التدخين في المسلسلات، 41 مشهدا، ومتوسط عدد الحلقات التي تحتوي على تدخين في المسلسل، 15 حلقة بما يعادل نصف الحلقات، كما ظهرت في بعض المسلسلات منتجات أو أدوات التدخين مثل السيجارة والشيشة بدون إشعالها في بعض المشاهد وعددهم 31 مشهدا.

وفيما يتعلق بجنس المدخن، كشف التقرير أن المُمثل الذكر تصدر بنسبة 89% من المشاهد، والأنثى بـ 10%، أما الذكر والأنثى معا بنسبة 1%، وكان مسلسل «بنت السلطان» هو المسلسل الوحيد الذي تفوقت فيه مشاهد تدخين الإناث على الذكور، وجاءت مسلسلات: (كله بالحب- ضد الكسر- حرب أهلية) الأكثر إظهارا لتدخين الإناث.

وذكر التقرير أن البطل، «الممثل الأول»، هو من يقوم بالتدخين في نصف مشاهد التدخين تقريبا بنسبة (51%)، يليه ممثلو الأدوارالثانوية (34%)، بالإضافة إلى الممثل «الكومبارس» حيث ظهر في مشاهد تدخين بنسبة 12% تقريبا.

وتنوعت أماكن التدخين في المشاهد حيث بلغت نسبة المشاهد الداخلية (الأماكن المغلقة) 77.7% من المشاهد، منهم حوالي 35% في المنازل و16% في المطاعم والمقاهي و15% في المكاتب وأماكن العمل، بينما بلغت نسبة المشاهد الخارجية فيالأماكن المفتوحة مثل الشوارع والنوادي والحدائق 22.3%، ومن المؤسف أن التدخين ظهر حتى في المستشفيات في 10 مشاهد في المسلسلات التي تم رصدها، بحيث جاءت المشاهد كالآتي: 5 مشاهد في مسلسل ولاد ناس، مشهدان في مسلسل ضد الكسر، ومشهدان في مسلسل كوفيد- 25، ومشهد واحد في مسلسل كل ما نفترق.

وفيما يتعلق بأنواع التدخين: تصدرت السجائر التقليدية أنواع التدخين في الأعمال الدرامية بنسبة 69% من مشاهد التدخين، حيث تبين أن السجائر التقليدية ظهرت في كل المسلسلات التي احتوت على مشاهد تدخين، وظهر «البايب» في 4 مسلسلات فقط وهم: (الطاووس- خلي بالك من زيزي- لحم غزال- موسى)، بينما ظهرت السجائر الإلكترونية في 6 مسلسلات هي: (اللي مالوش كبير- ضد الكسر- كله بالحب- كل ما نفترق- لعبة نيوتن- الطاووس)، وظهر «التبغ المسخن» في مسلسلين فقط: (ملوك الجدعنة- ضد الكسر)، وكانت 40% من مشاهد السيجار في مسلسل وهو «ملوك الجدعنة».

وكان استخدام الإناث للسجائر الإلكترونية الأعلى بنسبة (27.3%)، وذلك مقارنة بأنواع التدخين الأخرى مثل السجائر التقليدية (12.2%)، والشيشة (5.6%) و(السيجار 3%)، مما يوضح استهداف منتجي شركات السجائرالإلكترونية لفئة الإناث في المجتمع.

وفيما يتعلق بـ«تترات» المسلسلات، قال التقرير إنه بعد مراجعة مقدمات 27 مسلسلا، اتضح خلو مقدمات 18 مسلسلا من أية مشاهد تدخين، في حين تبين وجود مشاهد تدخين في تترات 9 مسلسلات بنسبة 33% بإجمالي 30 مشهدًا.

وأشار التقرير إلى أنه من الرسائل السلبية التي تُصدرها الدراما، هي نسبة التدخين المرتفعة للنساء في الأعمال الدرامية، والتي بلغت في الدراسة الحالية 10% من إجمالي الشخصيات المُدخنة، على الرغم من أن الدراسات أثبتت أن تدخين الإناث في مصر بلغ 0.3% من إجمالي نسبة المدخنين.

على الجانب الآخر، أشاد التقرير ببعض مشاهد التدخين التي حملت رسائل إيجابية تنبه إلى أضرار التدخين مثل:مسلسل «النمر» الذي نجح في كونه المسلسل الوحيد الخالي من التدخين في مسلسلات رمضان 2021، هذا بالإضافة إلى المشاهد الإيجابية التي توضح مخاطر التدخين، والتي ظهرت في مسلسلات: الاختيار 2، لعبة نيوتن، كله بالحب، هجمة مرتدة، ومسلسل ضل رجل.

وأوصى التقرير في نهايته بتطبيق الاتفاقيات والقرارات التي وقعت عليها مصر وتمنع الإعلان بكل صوره عن التدخين، وتفعيل الدور الرقابي على الدراما بهدف حماية المجتمع من أخطر وباء عالمي، كما طالب التقرير بوجود ميثاق إعلامي أو مدونة سلوك، يشارك في وضعها المنتجون من جهة، والمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام من جهة أخرى، ويتم بمقتضاها منع مشاهد التدخين في المسلسلات، وإذا كان المشهد موظفا دراميا، وجزء لا يتجزأ من الموقف الدرامي، ينبغي وضع تحذيرات لتوعية المشاهد، أو ظهور تحذير في بداية أو نهاية العمل الدرامى.

وأوصى التقرير بضمان عدم استخدام الدراما أحد أهم مصادر نشر الثقافة في المجتمع، كسلاح في يد شركات التبغ أو جعلها أسلوب لنشر ثقافة التدخين المدمرة، مشيرا أن الحل الأمثل هو عدم وجود مشاهد تدخين في الأعمال الدرامية، لكن إذا اضطررنا لوجود مشهد التدخين، لابد من وجود تحذيرات واضحة وصريحة بأن التدخين ضار جدا بالصحة ويؤدى للوفاة، أو كما فعلت بعض الدول بتغطية المنتج أو التشويش عليه مما يؤذى الشكل العام للمشهد فيفضل صانعو العمل حذف المشهد.

ودعا التقرير لعقد ورش عمل لصناع الدراما، تنظمها الهيئة الوطنية للإعلام ونقابة المهن التمثيلية بالتعاون مع جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، تُوضح مخاطر انتشار مشاهد التدخين بالدراما التليفزيونية وطرق توظيف الدراما، للحد من الزيادة المطردة في عدد المدخنين، وتوعيتهم بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقهم، وأهمية تحقيق التوازن بين الإبداع والضرورة الدرامية من جهة، والرسالة المجتمعية الهادفة التي تدعو للحد من التدخين لعواقبه الوخيمة من جهة أخرى.

واختتم التقرير توصياته بدعوة كليات الإعلام لتشجيع الطلبة على تخصيص مشاريع التخرج، لإطلاق حملات توعوية ضد التدخين بأشكاله التقليدية والجديدة، وإنتاج أفلام درامية تنشر الوعي وتصحح المفاهيم الخاطئة عن تدخين الشيشة والسجائر الالكترونية، مما يسهم في نشر الوعي بين طلبة الجامعات وفئات المجتمع المختلفة.

من جانبه قال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن التدخين في الأعمال الدرامية يُعد ترويجا صريحا ومباشرا لمنتجات التبغ مما يعتبر مخالفا للقانون والاتفاقات الدولية التي تعهدت بها مصر، مشيرا إلى أن أغلب مشاهد التدخين لم تهتم بتوضيح أضراره، بل أظهرته بشكل جذاب وعرضت أشكاله المختلفة، حتى منتجات التبغ الحديثة مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن.

وتابع: إذا كنا نشيد بالمسلسلات التي خلت تماما من مشاهد التدخين، والمسلسلات التي تناولت رسائل ايجابية لمكافحة التدخين- كما أوضحنا في التقرير- فإننا نرجو أن يكون هذا هو الطابع العام في كل الأعمال الدرامية، وخصوصا مع التشكيل الجديد لإدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تتولى إنتاج معظم الأعمال الدرامية.

وأشارت الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر إلى وجود مخالفة صريحة للقانون المصري لمكافحة التبغ بالدعاية والإعلان عن منتجاته وصوره المختلفة بطريقة غير مباشرة، حيث إن صناعة التبغ تتشدق باتباعها القانون بمنع الدعاية عن منتجات التبغ ولكن تلك ليست الحقيقة كاملةً، فهم فقط لا يستطيعون الإعلان المباشر بقوة القانون، ولكن يتحايلون باستخدام أساليبهم الملتوية في الدعاية والإعلان بالأسلوب غير المباشر، بل والمؤثر مثل ما أظهره هذا التقرير الهام.

المصرى اليوم