أخبار عاجلة

تدابير مشددة من «كيم يونج»: حظر الملابس القصيرة على النساء وفحص تليفونات المراهقين (تقرير)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

15 عاما في معسكرات العمل بالسخرة، هي عقوبة من تسول له نفسه الاستماع إلى الموسيقى الشعبية في ، في وقت منيت به «مملكة» كيم جونج المتقشفة المنعزلة بالجوع وكوفيد 19، بينما تحجر عاهلها على فكرة الإطاحة به من من جانب الشباب الذين ألقوا نظرة خاطفة على العالم الخارجي عبر شاشات التلفزيون.

صفق القائد الأعلى لكوريا الشمالية كيم يونج للأغاني التي سمعها في إحدى الحفلات الموسيقية التي أحياها نجوم «بوب» مشهورون كانوا زوارا جارته كوريا الجنوبية التي يكن لها مشاعر الازدراء والاحتقار.

والتقطت في ذلك الحين، قبل سنوات، صور للزعيم البدين مع الموسيقيين وتجاذب معهم أطراف الحديث حول أدائهم، وكانت هناك أغنية تحت عنوان «الاتحاد أمنيتنا» حيث ذكرت تقارير وسائل الإعلام في ذلك الوقت أن الحفل ترك تأثيرا عميقا عليه.

غير أنه تعمد تغيير «نغمته» فهو يصف مثل هذه الموسيقى بـ«سرطان خبيث» محذرا من أن نجوم البوب الكوريين الجنوبيين، «فهم ينخرون كالسوس» في بلاده، ويفسدون شباب أمته بموضاتهم المدمرة ولغتهم وطريقة تصفيف شعرهم.

بين الجوع والتقشف

مرر كيم عدة قوانين قاسية تقشفية لفرض تدابير صارمة على «المتع غير الاشتراكية» بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية، تصل إلى تطبيق عقوبة الإعدام على كل من يجلب مثل هذه الأغاني والألحان إلى بلاده، في حين أن من يستمع إليها يعاقب بالسجن مدة تصل إلى 15 عاما .

وتعتبر هذه الإجراءات جزءً من تدابير مشددة تسببت في فصل معاونه الذي كان ساعده اليمين. بينما أُمرت النساء بارتداء الفستان التقليدي بدلا من التنورات القصيرة التي تساير الموضة، في حين يوجد وحدات تأديبية تفحص الرسائل النصبية المتداولة على تليفونات المراهقين المحمولة.

وشهدت الدولة، التي تزعم أنها المكان الوحيد في العالم الخالي من كوفيد، إنهيارا اقتصاديا بعد غلق الحدود مع الصين، التي تعد شريكها التجاري الرئيسي، مما أدى إلى نقص الموارد الغذائية حيث حذر «كيم» المواطنين للاستعداد للمجاعة.

مخاوف وهواجس

ويخشى «كيم» من أن يكون الشباب «أقل ولاءً» لنظامه الحاكم القمعي، وذلك بعدما اطلع هذا الشباب بنظرات «خاطفة» على العالم الخارجي عن طريق الأفلام، والمسلسلات والإغاني الشعبية والتي تسربت إلى «مملكته المتقشفة».

وتأتي تدابيره المشددة عقب نجاح المنشقين ومنظمات حقوق الإنسان في تقويض عمليات غسيل المخ التي يقوم بها الكوريون الشماليون، وذلك من خلال تهريب «فلاشات» كمبيوتر وأقراص مدمجة لأفلام ومسلسلات درامية وموسيقى وكتب.

وقال المحلل السابق بجهاز المخابرات الأمريكية والمتخصص في شؤون كوريا الشمالية «سو كيم» إن «المعضلة التي تواجه الديكتاتوريين، تتمثل في سيطرتهم التامة، ولكنهم لا يعلمون على الإطلاق متى تنتهي هذه السيطرة، والأرجح أنه سوف يصاب بالبارنويا (الذي يعاني المصاب بها من الارتياب والقلق الشديد وفقدان الثقة في المحيطين).

وصار الوضع مشحونا لدرجة في الآونة الأخيرة التي شهدت قيامه بزيارة ضريح جد كيم إل سونج، مؤسس كوريا الشمالية ليبدد الشائعات التي تقول إن «كيم» طرد من السلطة على يد عمه بعدما عانى من نزيف في المخ.

وجرى فصل رئيس القوات الجوية السابق، حسبما أفادت التقارير، من المكتب السياسي المؤلف من خمسة أشخاص، وذلك بعدما تحدث كيم عن «أزمة كبرى» ملقيا باللوم على المسؤولين لتسببهم في إخفاقات خطيرة في حملة الطوارئ الرسمية المطولة التي شنتها الدولة للوقاية من الوباء.

ويعتقد المحللون أن مثل هذه الخطوات تشير إلى احتمالين، إما أن يكون تفشي كوفيد الشديد في بيونج يانج، العاصمة احتفظ بنخبة كوريا الشمالية «المدللة» أو أن «كيم» اكتشف أن احتياطيات غذاء الطوارئ خاوية.

لكن على الأقل لم يتم إعدام مسؤول سلاح الجو السابق، بخلاف ما حدث مع أحد أفراد الأسرة والذي قطعت رأسه، وتركت جثته على سلالم أحد المباني الحكومية بينما وضعت رأسه أعلاها، وفقا لما قاله كيم نفسه متفاخرا أثناء حديثه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد .

محظورات

بدأت التدابير المشددة التي عندما أقام القائد الأعلى منظمة جديدة لمحو كلمات التبعية المنحرفة والتي يفترض النظام الحاكم أن الناس التقطتها من مشاهدة الأعمال الدرامية التي يبثها تلفزيون كوريا الجنوبية.

وهناك كلمات تعبر عن الود والحب مثل «أوبا» وهي كلمة رومانسية تعبر عن الاعتزاز بالأخ الكبير، و«دونج ساينج» والتي تعني الأخت والأخ الصغير «وهي كلها كلمات ممنوعة بينما تستمر كلمات مثل كلمة»الرفيق «التي تردد في التحية التقليدية.

كما يوجد هناك قانون عقابي حول التخلص من الفكر والثقافة الرجعية والذي جعلت العقوبة القصوى ثلاث أضعاف على حيازة «المحظورات».

وظهرت تقارير أمنية تأمر الآباء بتغيير أسماء أبنائهم التي تتخذ أسلوب اسماء الكوريين الجنوبيين، فضلا عن تقارير أخرى تكشف عن انتشار الفرق الأمنية وهي تفتش في ملابس الناس وتسريحات شعرهم لترى ما إذا كانت ملائمة.

كما يجب ألا يكون شعر الرجال مسترسلا وطويلة للغاية ويجب ألا ترتدي النساء ملابس ضيقة، في حين يتوجب على الشباب تسليم تليفوناتهم للتفتيش عما إذا كان هناك رسائل قد تحتوي على عبارات أجنبية، مثل إلى اللقاء أو شكرا باللغة الإنجليزية.

وقال مصدر لوكالة الأنباء اليابانية، إذا كان هناك أي تعبيرات في الرسائل النصية لا تستخدم في كوريا الشمالية، فإن مالك الجهاز يتعرض للاشتباه في مشاهدة أعمال درامية من كوريا الجنوبية ومن ثم يخضع للتحقيق.

كما يفتش المحققون عن أي شائعات أو شكاوى بشأن الصعوبات الناشئة عن تفشي كوفيد-19، ومن ثم يهتم الطلاب بحذف الرسائل النصية بعد إرسالها.

في حين تمثل عقوبة قضاء عامين في أحد معسكرات العمل بسب استخدام لغة بذيئة، من شأنها أن تكون عقوبة قاتلة، حيث إن كثيرا من المعتقلين يهلكون وسط ظروف وحشية في هذه المعسكرات التي تضم ما يقدر بـ200 ألف شخص.

وكتب «كيم» الشهر الماضي خطابا لاتحاد النساء الاشتراكيات، حيث طالب إياهن بارتداء الملابس التقليدية، ودعم أزواجهن وضمان أن تكون المنازل أماكن سعيدة .

كما قال الرجل إنه عندما تكون المرأة رقيقة القلب كزوجة أبن أو زوجة محبوبة أو أم مهتمة بشؤون أسرتها، أو جارة طيبة، فإن مجتمعنا سوف يكون مفعما دائما بالحيوية.

وأضاف أن العمل الثوري «الأكثر نبلا» يتمثل في تربية الأطفال بأسلوب صحيح، منبها النساء إلى ضرورة حماية ابنائهن وبناتهن من الإيديولوجية الأجنبية.

المصرى اليوم