أخبار عاجلة

«الكابيتول هيل».. يثور على إرث العبودية والعنصرية (ملف)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

انهمرت دموع الأبرياء لزمن طويل تحت أغلال الإذلال وأصفاد الاستعباد التي فرضها رموز العبودية فى العالم الجديد و «الامبراطورية البريطانية» ، لكن نوابًا أمريكيين وصفوا مبنى التشريع «الكابيتول هيل «بأنه «معبد الديمقراطية» الذى لا يجوز تمجيد أوثان الرق داخل حرمه«المقدس».

ويقضى التشريع بإزالة جميع تماثيل الكونفيدرالية بالمبنى، حيث لا تسمح القواعد الحالية بإزالة أى تمثال إلا بموافقة حكومة الولاية التى ساهمت به. وكانت الولايات المتحدة تتباهى بنحو 800 تمثال «كونفيدرالى» على أراضيها، والتى تنتشر داخل المتاحف والمنشآت والحدائق العامة، وذلك حتى بداية عام 2020، غير أن هذا الرقم تراجع ليصل إلى نحو 700 تمثال مع نهاية العام الماضى بعد تحطيم مائة تمثال.

وتألفت حكومة الكونفيدرالية، من الولايات الجنوبية التى قاتلت خلال الحرب الأهلية، التى دارت بين 1861- 1865 من أجل الحفاظ على العبودية، وظل تراثها مستهدفا طوال العام الماضى، حيث ندد عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين بمقتل جورج فلويد فى مينيابوليس أثناء إلقاء القبض عليه، مستنكرين العنصرية التى أسسها تراث الكونفيدرالية.

جانب من تماثيل مبنى الكابيتول هيل فى طريقها للإزالة

ووصل الغليان إلى ذروته فى المواجهات المحتدمة بين الديمقراطيين، الذين يصرون على التخلص من إرث الاسترقاق والإذلال، والجمهوريين، الذين يؤيد عدد كبير منهم بقاء التماثيل، ويتهمون منافسيهم السياسيين بالنفاق، قائلين إن الديمقراطيين هم أول من أيد قوانين «جيم كرو» التى رسخت العنصرية بين المواطنين فى الأماكن العامة على أساس العرق واللون.

فى المقابل كشفت وثيقة سرية تعود إلى عام 2016، وتخص منظمة أبناء المحاربين الكونفيدراليين القدامى، عن خطط تفصيلية كى يستخدمها الأعضاء لمنع إزالة الآثار والرموز الكونفيدرالية، والتى تشمل إقامة الدعاوى القضائية، وتنظيم المظاهرات، واستغلال وسائل الإعلام، وشن الحملات السياسية.

جدل سياسى بين السياسيين حول تراث ورموز الكونفيدرالية الأمريكية

لايزال إرث الكونفيدرالية الأمريكية يؤرق ضمير الإنسانية الذى يستنكر الإذلال والاستعباد والعنصرية بسبب اللون والعرق والدين للمستضعفين من أبناء السكان الأصليين أصحاب الأمريكتين. وتشكلت الكونفيدرالية من ولايات الرقيق السبع، والتى أعلنت انفصالها عن الولايات المتحدة فى 8 فبراير 1861.

وأقر مجلس النواب الأمريكى مشروع قانون لإزالة تماثيل الكونفيدرالية الأمريكية من مبنى الكابيتول هيل إلى جانب تمثال نصفى آخر لرئيس المحكمة العليا الأسبق روجر تانى، الذى كتب قرار «دريد سكوت» عام 1857، والذى حرم الرقيق من الحقوق المخولة للمواطنين الأحرار. المزيد

جانب من تماثيل مبنى الكابيتول هيل فى طريقها للإزالة

جرى سن تشريع في عام 1864 يقضى بأن ترسل كل ولاية أمريكية تمثالين لمبنى الكابيتول، حيث يتم توزيعها في الساحة الدائرية وأجنحة مجلسى النواب والشيوخ ومركز زوار الكابيتول.

جاءت دعوة إزالة التماثيل بالقانون لفضح الكراهية، فهى كغيرها من رموز الكونفيدرالية، حظيت تلك التماثيل والنصب التذكارية بالدفاع والتأييد على مر الأجيال باعتبارها تراثا ينتمى إلى الجنوب أو تحفا فنية تاريخية، والتى وجدت طريقها داخل مبنى الكابيتول منذ العقود الثلاثة الأولى من القرن الماضى. المزيد

المصرى اليوم