أخبار عاجلة

«الأرض المحايدة»..مطالبات بإزالة تماثيل «أسياد الكونفيدرالية» من الأماكن العامة بالولايات المتحدة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

تثير آثار الولايات الكونفدرالية الأمريكية الجدل والحيرة، فهي ميراث الإذلال والاسترقاق ومصادرة حرية الإنسان وقهر إرادته ليصبح عبدا مطيعا ذليلا مسلوب الإرادة أمام رغبات ونزوات سيده الذي يملكه كعقار أو قطعة أثاث .

وصارت تدور رحى مناقشات طاحنة حول علاقة الولايات المتحدة التي يروق لها أن توصف بـ«قلعة الحريات»، بإرث «العبودية» الكونفيدرالي البغيض .

وسط هذه الأجواء انطلق فيلم وثائقي جديد يلقي الضوء على الماضي المضطرب المشوب بالمتاعب مع تماثيل الحقبة الكونفيدرالية، تحت اسم «الأرض المحايدة»، وهو فيلم طويل متكامل والمقرر أن تذيعه هيئة الإذاعة العامة الأمريكية في الخامس من يوليو المقبل .

يبحث الفيلم الجاد الذي لا يخل من طرافة «القضية الخاسرة»، والتي تتمثل في الحملة التي جعلت من الكونفدرالية الأمريكية «أسطورة» بعد الحرب الأهلية، بينما يواصل رواية التفاصيل التي تفيد بأن الصراع كان يحتدم من أجل الحرية أكثر من الحق في تملك الرقيق، حسب تقرير لوكالة أسوشيتيد برس اليوم الثلاثاء .

وتعود قصة الفيلم إلى أحداث وقعت في ديسمبر من عام 2015، عندما صوت مجلس مدينة نيو أورليانز، على إزالة أربعة تماثيل من الأراضي العامة المملوكة للدولة، لكن مجموعة من النقاد النافذين احتجت على القرار، ولم يوافق أحد على تفكيك التماثيل خوفا من الانتقام .

لكن الكاتب الأمريكي سي جي هنت اعتبر الولاء المتعصب لدي هؤلاء المتظاهرين، للجانب الخاسر للحرب التي دامت 160، بدا مادة نموذجية لمقطع ساخر وقصير على الانترنت، غير أنه ما لبث أن نشر تفاصيل الصراع المحيط بهذه التماثيل، حتى بدأت قصة أكبر تكشف عن نفسها .

وأكد «هنت» أن وثائق الانفصال الجنوبي تضع بوضوح العبودية أولا كسبب للانقسام، غير أن الفيلم يشير إلى أن حملة دعائية ناجحة، بعد الحرب الأهلية، حولت القضية من امتلاك البشر كعقار إلى قضايا أخرى مثل حقوق الدولة والوطنية .

وقال «هنت» لوكالة «اسوشيتيد برس» إن الإحجام عن قراءة وثائق المصادر الرئيسية حول الأحداث التاريخية من شأنه أن يجعل الأسطورة باقية إلى الأبد، مما جعله ينقب «في عمق» التفاصيل لفهم الانقسام بين من يؤمنون بضرورة إزالة التماثيل، وغيرهم ممن يريدون الإبقاء عليها للحفاظ على التاريخ .

وأكد أن العام الماضي شهد تحولا بعدما اندلعت مظاهرات مصحوبة باضطرابات وقعت بشأن العدالة الاجتماعية، وكان هناك إجماع قوي على معارضة بقاء هذه التماثيل في الأماكن العامة .

يذكر أن العام الماضي شهد أزالة أربعة تماثيل من «شارع الآثار» ومن بينها تمثال للزعيم الكونفيدرالي جيفرسون ديفيس، وذلك بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد في ذلك الوقت .

المصرى اليوم