أخبار عاجلة

4 مرشحين يتنافسون لخلافة روحاني في انتخابات إيران

اشترك لتصلك أهم الأخبار

يتوجه الناخبون الإيرانيون، اليوم، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد خلفًا للرئيس المعتدل المنتهية ولايته، حسن روحانى، في وقت تواجه فيه الجمهورية الإسلامية أخطر مرحلة في تاريخها الحديث بسبب سياستها التوسعية ومساعيها لتصدير الثورة الإسلامية، وبرنامجها النووى والصاروخى الباليستى، وما نتج عن ذلك من عقوبات أمريكية عليها شلت اقتصادها، وتدور المنافسة على الرئاسة بين 4 مرشحين، هم: إبراهيم رئيسى، ومحسن رضائى، وعبدالناصر همتى، وأمير حسين قاضى زاده هاشمى، بعد انسحاب 3 مرشحين، أحدهما إصلاحى وآخران متشددان.

وأعلن وزير الداخلية الإيرانى، عبدالرضا رحمانى، أن «المرشح محسن مهر على زاده، والمرشح على رضا زاكانى، انسحبا رسميًا من الترشح للسباق الرئاسى، وأرسلا انسحابهما إلى لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية»، بينما نفى المرشح المتشدد الجنرال السابق في الحرس الثورى محسن رضائى أن تكون لديه نية للانسحاب لصالح إبراهيم رئيسى.

أنصار المرشح المتشدد إبراهيم رئيسى فى مسيرة دعم له وسط طهران

وقال المرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية، عبدالناصر همتى، في رسالة إلى المرشح الإصلاحى مهر على زاده، بعد انسحابه: «أديتَ دورًا ثمينًا وأبليتَ بلاء حسنًا، وبذلتَ جهدًا لتكون صوت كل من تم إقصاؤهم من التنافس الانتخابى، وأثقلت الحمل الذي يقع على عاتقى». وأكد «همتى» في بيان إلى الإيرانيين: «لا تصدقوا أن نتائج الانتخابات واضحة»، في إشارة إلى ما يردده الإعلام المتشدد بأن فوز «رئيسى» واضح في هذه الانتخابات، وأضاف «همتى»: «لا تصدقوا الأكاذيب القائلة إن نتيجة الانتخابات واضحة، وإن الرئيس القادم محسوم سلفًا، ولا تصدقوا من يقول لكم إن تصويتكم من عدمه لن يغيّر من الواقع شيئًا»، وتابع: «لا تصدقوا من يقول لكم إن رئيس الجمهورية لا يملك سلطة وغير قادر على فعل شىء، وفى حال لم تشاركوا في الانتخابات سيتم اختيار رئيس بأصوات قليلة، لكنه سيملك نفس صلاحيات الرئيس من قبل غالبية الشعب».

بدوره، ثمَّن الرئيس الإيرانى الأسبق، محمد خاتمى، في بيان، قرار المرشح الإصلاحى محسن مهر على زاده، بالانسحاب لصالح عبدالناصر همتى. وحث خاتمى التيار الإصلاحى إلى التوجه لصناديق الاقتراع لمنع «مصادرة صناديق الاقتراع»، وقال في بيان تداولته مواقع إيرانية: «أطالب الإيرانيين بالمشاركة القصوى في الانتخابات، لأن البعض يحاول فرض خطته على حساب استبعاد الناس وسلب أصواتهم».

وأعلن المرشح المحافظ على رضا زاكانى، على «تويتر»، انسحابه من السباق الرئاسى لصالح المرشح إبراهيم رئيسى، قائلًا: «نظرًا للترحيب الشعبى الواسع بالسيد إبراهيم رئيسى، أعتبر أنه المرشح الأفضل، أنسحب من الترشح الانتخابى وأمنح صوتى لرئيسى، وآمل أن يحقق تغييرات جذرية في البلاد» وفق ما نقل عنه موقع التليفزيون الرسمى «إيريب نيوز». وكان «همّتى» صرّح بأنه سيدعو وزير الخارجية الحالى، محمد جواد ظريف، إلى المشاركة في المقبلة كرئيس للوزراء أو وزير خارجية، في حال فوزه.

الانتخابات الرئاسية الإيرانية

وبذلك، انخفض إلى 4 عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية التي تجرى دورتها الأولى، فيما انتهت رسميًا الحملة الانتخابية منتصف ليل أمس الأول، ودخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابى. وكانت قائمة المرشحين الذين نالوا الأهلية من قبل مجلس صيانة الدستور تتألف من 7، هم: اثنان من الإصلاحيين، هما مهر على زاده وهمتى، الحاكم السابق للمصرف المركزى، إضافة إلى 5 من المحافظين المتشددين، أبرزهم رئيسى، وكانت استطلاعات رأى نُشرت في الفترة الماضية، منحت مهر على زاده وزاكانى نسبة محدودة من الأصوات، كما أظهرت أحدث أرقام «مركز استطلاع الرأى العام للطلاب الإيرانيين»، أن نسبة الذين قالوا إنهم سيصوتون لمهر على زاده، أقل من 1%، في حين كانت أعلى نسبة أعلنت أنها ستصوت لزاكانى 3%. وشغل مهر على زاده، 64 عامًا، منصب نائب رئيس الجمهورية خلال الولاية الثانية للإصلاحى الأسبق محمد خاتمى (2001- 2005)، واعتزل الشأن العام بعدما تولى منصب محافظ أصفهان في 2017- 2018، كما خاض الانتخابات الرئاسية عام 2005، حيث نال أقل من 5% من الأصوات، أما زاكانى فيبلغ من العمر 55 عامًا، وشغل مقعدًا نيابيًا عن مدينة قم بين 2004 و2016، وعاد إلى مجلس الشورى نائبًا عن طهران بعد فوزه العام الماضى.

وتأتى الانتخابات الرئاسية في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية حادة تعود إلى العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها اعتبارًا من 2018، بعد قرار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترمب الانسحاب بشكل أحادى من الاتفاق حول برنامج طهران النووى، بالإضافة إلى السياسات الفاشلة للحكومة، وتوقعت استطلاعات الرأى التي أجريت في الفترة الماضية أن تكون نسبة المشاركة في حدود 40%، علمًا أن آخر عملية اقتراع شهدتها إيران في الانتخابات التشريعية عام 2020، وصلت فيها نسبة الامتناع عن المشاركة إلى 57%.

الانتخابات الرئاسية الإيرانية

وانتهت صباح أمس الدعاية الانتخابية لانتخابات الرئاسة بجانب انتخابات المجالس البلدية والقروية، والانتخابات التكميلية البرلمانية، والانتخابات التكميلية لمجلس خبراء القيادة.

ووفقًا لوكالة «فارس» الإيرانية، فقد تم تخصيص 66800 مركز اقتراع لانتخابات الرئاسة، و75015 مركز اقتراع لانتخابات المجالس البلدية والقروية، ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت أكثر من 59 مليونًا.

وخشية تدنى معدلات التصويت، دعا الحرس الثورى الإيرانى الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات، بغض النظر عما وصفه بالحرب الإعلامية والنفسية على بلاده، ووصف الحرس الثورى الانتخابات الرئاسية بأنها مصيرية.

وجاءت دعوة الحرس الثورى بعد ساعات من تصريحات المرشد الإيرانى الأعلى، على خامنئى، التي أكد فيها أن مقاطعة الانتخابات لن تحل المشاكل، وقال خامنئى إن «عدم مشاركة الشعب في الانتخابات يعنى الابتعاد عن النظام الإسلامى، وإذا انخفض حضور الناس في الانتخابات يوم الجمعة فسوف نشهد ضغوطًا أكثر من الأعداء».

وتضاعفت الدعوة بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة في إيران إلى مقاطعة الانتخابات الإيرانية، حيث أصدر في الأسابيع الماضية العديد من المؤسسات والشخصيات المعارضة للنظام الإيرانى في الداخل والخارج بيانات منفصلة أكدوا خلالها على مقاطعة الانتخابات «الشكلية» في إيران، وكثف النظام الإيرانى قبيل إجراء الانتخابات من ضغوطه على وسائل الإعلام والصحفيين في الداخل والخارج، ومن غير المستبعد أن تؤدى القيود على المنافسة إلى تقليل احتمالات الإقبال على التصويت وسط مشاعر الاستياء بسبب الاقتصاد الذي تعرقله العقوبات الأمريكية، وتشهد إيران حالة من الشد والجذب داخل معسكر المتشددين نفسه، وبينه وبين الإصلاحيين.

وأعلنت حملة المرشح المتشدد، أمير حسين قاضى زاده هاشمى، رفضه الانصياع للدعوات التي تطالب بسحب ترشحه لصالح المرشح المتشدد، رئيس القضاء، إبراهيم رئيسى، وقالت المتحدثة باسم حملته، زهراء شيخى، في حديث لوكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية، إن «أمير هاشمى لن ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية»، وأضافت أن «زيادة الإقبال على التصويت للمرشح هاشمى في تزايد خصوصًا بين فئة الشباب»، وأوضحت: «إن أصوات المرشح الرئاسى لا علاقة لها بأصوات المرشحين الآخرين، ومنهم إبراهيم رئيسى، لذلك سيبقى في مرحلة الانتخابات حتى النهاية»، وكان 210 من أعضاء البرلمان «مجلس الشورى»، الذي يهيمن عليه التيار المتشدد، طالبوا المرشحين الآخرين بالانسحاب لصالح رئيسى.

وكان رئيس لجنة الانتخابات في إيران، جمال عرف، أكد أنه «وبناء على الاستطلاعات في المواقع الإلكترونية، فإن 37% إلى 47% من المواطنين الإيرانيين سيشاركون في الانتخابات، وهناك أكثر من 59 مليون شخص يحق لهم الاقتراع».

المصرى اليوم