أخبار عاجلة

شقة ومجوهرات محمد على المسروقة

شقة الزمالك ومجوهرات محمد على المسروقة شقة ومجوهرات محمد على المسروقة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

(1)
أثار الكشف عن القضية التي عُرفت إعلاميًا باسم قضية «شقة »، التي عُثر فيها على مئات القطع والمقتنيات النادرة ولوحات الفن التشكيلى وعدد كبير من مجوهرات أسرة محمد علي التي تمت مصادرتها يوم 8 نوفمبر 1953 بقرار من محكمة الثورة، جدلًا كبيرًا عاد بنا جميعًا إلى السؤال الذي يطرح نفسه: أين ذهبت مجوهرات ومقتنيات أسرة محمد على؟ هل سُرقت حقًا من قبل أعضاء مجلس قيادة الثورة كما يتردد؟ لماذا إهمال تلك الكنوز منذ 68 عامًا؟.. لم يعلم الكثيرون عن تلك المقتنيات إلا من خلال المعروض بمتحف المجوهرات بالإسكندرية، ولم يعلم أيضًا البعض أن هناك من أحفاد الباشوات في أو خارجها من يمتلكون بعضًا من تلك المقتنيات مثلما حدث في قضية «شقة الزمالك» حسب ادعاء مالك الشقة، للإجابة عن تلك الأسئلة يجب أولًا أن نرجع بالتاريخ إلى وقت مصادرة ممتلكات أسرة محمد على.. ماذا حدث؟
(2)
ترددت حكايات كثيرة ولاتزال حول مصير هذه التحف والمجوهرات التي اختفى بعضها أثناء عمليات الجرد والمصادرة بواسطة اللجان التي شُكلت، وكان غالبية أعضائها من الذين شاركوا في تقدير قيمة هذه التحف والمجوهرات عند مصادرتها، حسبما ورد في العديد من المراجع التاريخية، المصادرات تمت بشكل عشوائى، ولا يوجد لها سجل أو حصر يُستند إليه لمعرفة حجم هذه الثروة المهدرة، إلا أن المؤكد أنها وُضعت في صناديق خشبية، دون توصيفها وتم إيداعها في فرع البنك الأهلى الرئيسى، وكانت الصناديق في عهدة أحد الأشخاص التابعين لوزارة الخزانة وظلت في البنك الأهلى، حتى أمر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإنشاء متحف لعرض المجوهرات الملكية، للحفاظ عليها من السرقة، وقامت وزارة الثقافة بتسلمها من البنك الأهلى عام 1962، وشكلت الثقافة لجانًا لجردها، إلا أن هذه اللجان تعثرت ولم تستكمل جرد الصناديق، ثم صدر قرار بإيداعها البنك المركزى مرة أخرى.
(3)
سنة 1970 كشف عمر الرفاعى، مدير عام الهيئة العامة للفنون وقتئذ، قضية النهب والسرقة من مجوهرات محمد على وتقدم ببلاغ إلى نيابة الأموال العامة، وكانت خلال خطبة كوامى نكروما، رئيس غانا، على السيدة فتحية، وكان الرئيس جمال عبدالناصر قد طلب من الراحل صلاح الشاهد، كبير أمناء رئاسة الجمهورية، أن يختار من بين مجوهرات محمد على هدية مناسبة لتقديمها باسم مصر إلى العروسين، وكانت الهدايا التي كشفت فيما بعد الانقلاب على الرئيس الغانى هي عقد من الألماس من مجموعة الملكة نازلى، وبروش من الألماس من مجموعة الملكة فريدة.
(4)
في أوائل عام 1976 كشفت مجلة أكتوبر عبر سلسلة حلقات نشرها الكاتب جميل عارف، عن عمليات نهب وسرقة مجوهرات أسرة محمد على، أثارت تلك التحقيقات ضجة كبيرة في مصر والعالم، حتى جعلت العديد يتطوعون بالإدلاء بشهاداتهم التي ساهمت بشكل كبير في الكشف عن تفاصيل كثيرة كانت مجهولة في قصة ما حدث لهذه التحف والمجوهرات الملكية، على حد زعم جميل عارف.
(5)
الرئيس الراحل أنور السادات كان على علم بنهب الكثير من مقتنيات أسرة محمد على، وهو من أعطى الضوء الأخضر في أوائل عهده لكشف المستور ونشر التحقيقات عن عمليات النهب والسرقة في الصحف بشرط ألا يقترب في نشر التحقيقات من «طرف بنطلونه» على حد قول أحمد كمال حسن خالد، الشهير بكمال خالد، عضو مجلس الشعب وقتئذ، في مقال له بجريدة الأحرار.
(6)
بعد نشر 23 تحقيقًا صحفيًا على مدار ما يقرب من 6 شهور بمجلة أكتوبر، ونقل عنها كل صحف العالم وقتئذ، انتشرت حالة من الجدل والاتهام، أصابت الجميع بمرض السرقة والإهمال بدلائل وبدون لكل أفراد وأسر الضباط الأحرار، بمن فيهم الرئيس السادات، مما جعله يُصدر قرارًا بوقف النشر في ملف سرقة مقتنيات محمد على.
(7)
قام البكباشى محمود الجوهرى، أحد الذين شاركوا في اللجان التي شُكلت لمصادرة ممتلكات أسرة محمد على، بتسجيل ما عايشه في لجان جرد القصور الملكية الحملة التي كانت مثارة في ذلك الوقت، من خلال كتابه «سبع سنوات في مجلس قيادة الثورة»، والذى صدر في عام 1978 للرد على الاتهامات الموجهة للضباط الأحرار وأسرهم، وأوضح في كتابه أن الحملة ممنهجة للإساءة إلى جمال عبدالناصر ورجاله في لجان المصادرة.

وقال «الجوهرى»: «من يتساءل: أين مجوهرات الأسرة المالكة من محمد على إلى فاروق؟.. نرد عليه: بأنه قد شُكلت عدة لجان من خبراء مثمنين من الداخل والخارج، وتم تثمينها وأودعت في الغرف المصفحة في البنك المركزى وهناك مستندات وسجلات وصور بالوصف الدقيق عن كل قطعة وتم الاحتفاظ بالمجوهرات التي بها قيمة تاريخية وفنية لا يمكن تقديرها بالمال والتى يوجد منها قطع مكررة، فقد قررت اللجنة العليا للمصادرة أن تُباع في مزاد عالمى تمت له ترتيبات خاصة مع البيوت العالمية في الخارج».
(8)
في عام 1986 قامت وزارة الآثار باختيار 924 قطعة أثرية من مجوهرات الأسرة العلوية الموجودة بالصناديق لعرضها في متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، دون جرد باقى محتويات الصناديق التي كانت موجودة بالبنك المركزى.
(9)
الإهمال والفقد والنهب في مقتنيات أسرة محمد على واردة، لأن التاريخ المصرى القديم كشف لنا عن العديد من سرقات الآثار المصرية، ولكن ما يجب أن ينتبه له الجميع هو الكشف عن كل التحف والمقتنيات الموجودة بالمخازن حاليًا وإعداد خطة جيدة لعرضها بالمتاحف حفاظًا عليها والاستفادة منها ثقافيًا وسياحيًا.

المصرى اليوم