أخبار عاجلة

السلالة الهندية وحدها تكفي.. لماذا قلّصت المملكة عدد حجاج هذا العام؟

السلالة الهندية وحدها تكفي.. لماذا قلّصت المملكة عدد حجاج هذا العام؟ السلالة الهندية وحدها تكفي.. لماذا قلّصت المملكة عدد حجاج هذا العام؟
القرار يستند إلى أسباب صحية خالصة.. ويضع في الاعتبار المخاطر المحتملة

السلالة الهندية وحدها تكفي.. لماذا قلّصت المملكة عدد حجاج هذا العام؟

لا يزال المستجد، يواصل تفشيه في العالم بوتيرة متسارعة، دفعت منظمة الصحة العالمية إلى مطالبة "دول العالم بالاستمرار في الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، وعدم الإسراع بتخفيف الإجراءات في رهان على أن اللقاحات ستنهي الجائحة"؛ في تحذير مباشر من المنظمة بأن الوباء، الذي بلغت إصاباته أكثر من 175 مليونًا و311 ألفًا؛ لا يزال يمثل خطورة كبيرة على العالم، وأمام هذا الوضع الخطير للوباء -الذي يشمل ضمن مؤشراته حالة انتشار في الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي تضم مسلمين- وانطلاقًا من مسؤوليتها عن حماية سكانها من الفيروس الفتاك، وكذلك جهودها الدولية في السيطرة عليه؛ اضطرت اليوم (السبت) إلى قصر عدد حجاج هذا العام على 60 ألف حاج من مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

ويستند قرار السعودية في هذا الصدد، إلى أسباب صحية خالصة، تمحورت حولها توصيات وزارة الصحة بعد إقامة فريضة الحج هذا العام بشكل كامل، وأحد هذه الأسباب يتعلق بحدوث طفرات وتحورات جينية لفيروس كورونا، أدت إلى ظهور عدة سلالات تفوق في خطورتها الفيروس الأصلي، مثل السلالة البريطانية، والسلالة البرازيلية، وسلالة جنوب إفريقيا، والسلالة الهندية، ومؤخرًا السلالة التايلاندية التي لم يُحسم منشؤها بعد ما إذا كان تايلاند أم ؛ فترتيبًا على هذا المتغير الجديد المتعلق بتركيب وخصائص فيروس كورونا، وما يفرضه من تحديات جديدة في مكافحة الجائحة؛ لم يكن أمام المملكة خيار سوى أن تضع هذا المتغير في الاعتبار، عند اتخاذ قرارها بتقليص عدد حجاج هذا العام.

ولا خلاف بين الأوساط الصحية في العالم على التحديات التي تفرضها السلالات المتحورة الجديدة من فيروس كورونا؛ ولكنها اتفقت على أن السلالة الهندية تُعد أشد السلالات الجديدة خطورة، ففي 11 مايو الماضي، صنفت منظمة الصحة العالمية السلالة الهندية لـ"كورونا" بأنها مثيرة للقلق، وأرجعت قرارها إلى قدرة هذه السلالة على الانتشار بشكل أكبر، واحتمال مقاومتها اللقاحات، ومع هذه الخطورة يظل تسرب السلالة الهندية إلى المملكة وتفشيها بين الحجاج قائمًا، إذا سمح بإقامة فريضة الحج بشكل طبيعي كما كان في السابق؛ ففي هذه الحالة سيُسمح بدخول حجاج من دول تتفشى فيها هذه السلالة مثل الهند، أو من دول ظهرت فيها مثل، الأردن والعراق والجزائر والمغرب.

فحتى مع تقنين الأعداد، واتخاذ الإجراءات الاحترازية، التي تثبت خلو الحاج من الفيروس؛ يظل احتمال تسرب السلالة الهندية إلى داخل السعودية قائمًا؛ بناءً على مقاومة السلالة للقاحات، وتسرب حالة واحدة أو عدة حالات كفيل بإصابة أعداد كبيرة من الحجاج وكذلك سكان المملكة، بالنظر إلى القدرة الكبيرة للسلالة الهندية على الانتشار، ومع وضع المخاطر المحتملة للسلالة الهندية في الاعتبار؛ فإنها وحدها تكفي لدفع المملكة إلى تقليص عدد حجاج هذا العام، رغم أن هناك أسبابًا صحية أخرى تبرر قرار المملكة مثل، تعليقها الرحلات الجوية مع عدد من الدول، التي يتفشى فيها الوباء بمعدل مرتفع مثل، مصر وتركيا وإيران باكستان.

صحيفة سبق اﻹلكترونية