أخبار عاجلة

هل تتأثر المملكة بفاجعة "كورونا" الهند؟.. "الشمري" يوضح

هل تتأثر المملكة بفاجعة "كورونا" الهند؟.. "الشمري" يوضح هل تتأثر المملكة بفاجعة "كورونا" الهند؟.. "الشمري" يوضح
قال: إن اللقاحات لا تزال فعالة أمام الطفرة الجديدة

هل تتأثر المملكة بفاجعة

تعيش الهند في الآونة الأخيرة وضعاً مأساوياً حرجاً بعد أن تمكن فيروس "كورونا" من فرض كلمته في البلد الآسيوي، متسبباً في تزايد أعداد الإصابات والوفيات بصورة كارثية.

وفي نفس الوقت مع تزايد أعداد الإصابات اليومية في المملكة، وكسرها لحاجز الألف أحياناً، بعد أن وصلت لدون المائة قبل نحو 4 شهور، فإن هناك تخوف من أن يكرر السيناريو الهندي في المملكة والخليج (لا قدر الله)، أو أن ترتفع الإصابات بشكل يشكل خطر، أو يستدعي فرض التدابير الاحترازية المشددة. كما أن الهند هي إحدى الدول الأبرز في إنتاج اللقاحات خاصة لقاح "أكسفورد – أسترازينيكا" المستخدم في المملكة.. فهل من الممكن أن تتأثر إمداداته في المملكة والعالم؟

التحور الهندي

ويجيبنا عن هذه الاستفسارات دكتور صفوق الشمري، بروفيسور الطب التجديدي المشارك بجامعة أوساكا اليابانية، الذي يشرح الوضع في الهند، وتأثيراته على المملكة والخليج، فيقول: "هناك جزئيتان مهمتان فيما يخص الهند، الجزئية الأولى أن هناك تحور في الفيروس، أو ما يسمى (طفرة ثنائية) في الفيروس من الفصيلة التي وجدت في الهند (طفرة الفيروس الثنائية الهندية)".

ويضيف: "وهذا التحور كان في بروتين (إس)، أو للتوضيح والتبسيط للقارئ الكريم هو ما يطلق عليه ( المفتاح) الذي يفتح الخلية، وعادة الفيروسات ما تتحور مع الوقت لكن يكون التحور غير ذي تغيير كبير، لكن الفيروس حالياً يركز على ( المفتاح) حتى يجعله أكثر مرونة للفتح والدخول للخلية، ويعتقد أن الطفرة الثنائية قد سببت زيادة مرونة الفيروس مما جعله أسرع انتشاراً، وأيضاً جعله بعض الشي يتحاشى ويهرب قليلاً من الجهاز المناعي البشري، وهذا قد يفسر قليلاً الزيادة الكبيرة في انتشار الفيروس في الهند، لكن تحتاج بعض الوقت لتأكيد إن كانت الطفرة الثنائية تسبب زيادة انتشار وأيضاً تحاشي للجهاز المناعي، وحتى لو ثبت ذلك فإنه يشكل جزء من المشكلة وليس كل المشكلة!".

ويتابع بقوله: "الجزئية الثانية وهي الأهم وهي السبب الرئيسي لما تشهده الهند حالياً من ارتفاع إصابات ووفيات، هي عدم التباعد وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، خلال الفترة السابقة تكلمت عدة تقارير وحذرت من زيادة التجمعات وخصوصاً الأعراس والاحتفالات وعدم الالتزام بالإجراءات، وكانت بعض التقارير تحذر من استمرار الوضع بهذا الشكل سيؤدي إلى تدهور للوضع الصحي في الهند وفعلا هذا ما حدث!".

ويردف: "وللتأكيد رغم وجود فصيلة الفيروس (ثنائية الطفرة) في الهند لكن الفصيلة المنتشرة في الهند هي الفصيلة البريطانية المعروفة، مما يشير أن عامل آخر هو سبب الزيادة المهولة في الحالات والوفيات، وهو كما رأينا في أكثر من دولة، وكالعادة يكون عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية ومن ثم زيادة الحالات حتى ينهار النظام الصحي تحت الضغط وتزيد الوفيات".

الوضع في المملكة

ولكن ماذا عن وضع المملكة؟ وهل يمكن أن نشهد – لا قدر الله – سيناريو مشابهاً للهند، مع عدم التزام البعض بالإجراءات الاحترازية برغم التحذيرات المستمرة من الصحة والداخلية، يقول "الشمري": "وضع المملكة والخليج مستقراً، نشاهد زيادة في الحالات وهذا كان متوقع بعض الشيء، وهذه الزيادة مشاهدة في عدة دول العالم مع تغير الفصول، لكن الآن هناك عاملين إيجابيين أعتقد سيكون لهم دور في التحكم في الوضع، أولاً التطعيم الآن على قدم وساق وكلما زاد التطعيم (اللقاح) قل الخطر وأيضاً نحن متجهين لفصل الصيف وهي فترة تقل فيها نشاط الفيروس، عندما نصل إلى العدد الكافي من اللقاح والمناعة المجتمعية سترجع الأمور إلى طبيعتها، وعندنا مثال حي أمامنا (إسرائيل) بعد وصول أعداد اللقاحات إلى الحد المطلوب ألغت الإجراءات والتباعد والكمامات، والوضع رجع شبه طبيعي".

ويضيف: "أعتقد أيضاً فكرة فتح السفر للذين تلقوا اللقاح فكرة سديدة، إذا تذكر سابقاً أوصينا عبر (سبق) قبل أشهر بتبني هذه الفكرة لإنها ستدعم وتنشط تلقي اللقاح، وانتشاره بين الناس".

اللقاحات صامدة أمام الطفرة

ويطمئن بروفيسور الطب التجديدي المشارك القراء فيما يخص فاعلية اللقاحات الموجودة في المملكة أمام الطفرة الهندية للفيروس، إذ يقول: "الطفرة الثنائية الهندية للفيروس إذا كان لها من أثر في تخفيض فعالية اللقاح، فسيكون أثر بسيط وليس فرق شاسع، فلن يلغي فاعلية اللقاح كلياً، لذلك ما زال اللقاح هو الحل الأفضل".

ويتابع: "بخصوص لقاح أسترازينيكا، فأغلب الدول الخليجية تحصل عليه من الهند، لكن أعتقد حتى إذا تأخر التوريد هناك خيارات أخرى مشابهة، إذا حصلنا على لقاحات مثل جونسون & جونسون، أو سبوتنيك فكليهما متشابه مع أسترازينيكا، طبعاً ليست متطابقة كلياً، فالبعض يستخدم فيروس الشمبانزي، والآخر يستخدم فيروس بشري، ولكن للتبسيط للقارئ (هذا أخو هذا تقريباً)، ولا زلت أوصي الدول الخليجية باعتماد لقاح جونسون (المشابه) لأسترازنيكا، وأيضا يتميز بإنه جرعة واحدة فقط ، وإذا تأخر أسترازينيكا فيعطيك خيار آخر بالإضافة إلى فايزر – بيونتيك".

صحيفة سبق اﻹلكترونية