مصراوي Masrawy
11:08 ص الأربعاء 17 مارس 2021
بورسعيد- طارق الرفاعي:
بدأت رحلة عم محمد يحيى، مع صناعة كراسي الخيزران في العام 1984 عندما كان في العشرينات من عمره، إذ عرض عليه والده تعمليه الصنعة، ورغم رفضه المتكرر إلا أنه رضخ في النهاية لإرادة والده وانضم إليه عام 1985 عقب عودته وأسرته من فترة التهجير إلى محافظة بورسعيد.
محل قديم في حي الشرق بمحافظة بورسعيد مكتوب عليها كلمة "بامبو" باللغتين العربية والإنجليزية - في إشارة للاسم الشائع للأثاث المصنوع من الخرزان، يجلس بداخله "عم يحيي" الذي تجاوز الستين من عمره، ممسكًا بأحد أعواد "الخرزان" وأمامه شعلة من النيران يشكل عليها العيدان في أشكال مختلفة.
"استجبت لوالدي الذي لم يكن راضيًا على استقدام صنايعية من خارج بورسعيد، وتعلمتها سريعًا لأنني كنت أهوى الرسم، فالمهنة تعتمد بشكل كبيرة على الرسم على الورق ثم تشكيل أعواد الخرزان على النار في صورة كراسي وترابيزات وغيرها".. هكذا بدأ عم "يحيى" حديثه لـ"مصراوي".
وأضاف عم "يحيى": "هناك زبون يحضر لي التصميم أو صورة وأقوم بتنفيذها له كما يريد، والإقبال في الماضي كان أكثر بالطبع، لكن الوضع الحالي جيد، وأكثر ما يقبل عليه الزبائن هي الكراسي، وأنا أسوق لنفسي من خلال الناس معتمدًا على معرفتهم بي منذ سنوات طويلة، فكل أهل بورسعيد يعرفوني، وبحلم بالتوسع أكثر، ويزداد الاقبال".
وتابع صانع الكراسي: "أحصل على الخرزان من مستورد في القاهرة يستورده من خارج مصر، فهناك حوالي 7 أنواع من الخرزان لكل منهم استخدامه الخاص، فالعود التخين للأرجل، والأقل سمكًا للتشكيلات، والسعر يتحدد حسب متانته فالربطة الواحدة يتراوح سعرها ما بين 2500 إلى 3000 جنيه، وكل ربطة يوجد بها 50 عود طوله حوالي 4 أمتار".
وعن الأسعار قال "عم يحيى": ارتفاع سعر الخامات تسبب في ارتفاع سعر المنتجات، "الترابيزة سعرها يبدأ من 500 جنيه، بينما يبدأ سعر الكرسي من 650 جنيه، بسبب ارتفاع سعر الخامات وشحنها، فالربطة التي كان يشتريها بـ25 جنيه وصل سعرها إلى 3000 جنيه".
وبنبرة حزن أخفت الابتسامة التي رسمها على وجهه طوال حديثه لـ"مصراوي" قائل: "أخشى على المهنة من الانقراض، فلم يرثها أحد مني، كما أن الشباب لا يقبلون على تعلمها، وبحلم بنقل خبرتي في هذا المجال إلى الشباب لأنه مربح".