حين تلتقي مهارة الطبيب بإنسانيته فإن النتيجة ستكون تاريخًا مشرفًا، وسيظل يُذكر باسمه في واحدة من الحكايات التي تجعلنا نحن السعوديين نفتخر بأن يكون أحد أبنائنا من الأطباء الذين يُشار لهم بالبنان على مستوى العالم.. إنه الدكتور هاني الجهني، استشاري مخ وأعصاب والعمود الفقري، الذي أنقذ مريضة أفغانية في السعودية، ونجح في استئصال ورم في منطقة الدماغ في عملية معقدة، تكللت بالنجاح.
وروى الدكتور هاني الجهني قصة إنقاذ مريضة أفغانية: "كنت أقوم بتأثيث منزلي في المدينة المنورة، وكان يعمل على هذا مقيم أفغاني، وذكر لي أن خالته لديها ورم في الدماغ؛ فطلبت على الفور تقاريرها، وبالفعل أتاني ابنها بالأوراق، وشاهدت موقعه من خلال التقرير، وكان موقع الورم السرطاني حساسًا جدًّا في المخ، وهو في جزء من منطقة التحكم بالحركة في الجسم، وكان لا بد من تجهيز غرفة العمليات بالأجهزة اللازمة لهذه العملية المعقدة".
وقال "الجهني" إنه مكث ثلاثة أشهر لتجهيز الأدوات والأجهزة، مثل جهاز الملاحة العصبية، وجهاز التحفيز العصبي في مستشفى خاص، وتجهيز الفريق الطبي "والحمد لله أجرينا العملية قبل أربعة أيام، وفتحنا الرأس، ثم عملنا على ورم المريضة، واستمررنا في استئصال الورم، وأيقنت حينها أن الخلايا التي تحفظ القرآن سيحفظها الله".
وتابع: "الحمد لله، تكللت العملية بالنجاح مع أنها في مركز الحركة، وتعتبر من العمليات المعقدة، وتمت إزالة الورم السرطاني بالكامل. والشيء الذي أدخل السرور على قلبي هو تفاعل المستشفى الخاص، وتنازل بجزء كبير من مبلغ العملية، وشارك المحسنون بتكملة المبلغ المتبقي. وأسأل الله أن يكتب الأجر لمن ساهم بالمال والجهد في إنقاذ المريضة الأفغانية".
وأضاف "الجهني" بأن "كل تجارة يقوم بها المسلم مع الله لن تخسر، وهذا ما عملت عليه، توكلت واستعنت بالله، ونجحت في إزالة الورم دون إصابتها بالشلل. والمريضة قالت لي بلكنتها الأجنبية: (أنا حافظ قرآن. أنا أدعو لك إلى يوم القيامة)، فعرفت وقتها أن الخلايا التي تحفظ القرآن يحفظها الله".
وأشار الدكتور الجهني إلى أنه عاش قرابة عشر سنوات في أوروبا "وهناك إذا ما عندك تأمين طبي، ولا تملك تكلفة مثل هذه الجراحات، لا تجد من يمد لك يده بيورو واحد! هذا فعلاً بلد الإنسانية من رأس الهرم إلى أقل مواطن".