ما الفرق بين الاستثمار في الأسهم والاستثمار في بتكوين؟
حينما تتقلب أسواق الأوراق المالية حول العالم فإن المستثمرين يبحثون عن استثمارات بديلة مثل (البتكوين، والإيثريوم، والليتكوين) وغيرها من العملات الرقمية المُشفرّة. ولكن قبل أن تُفكر في الدخول إلى مجال العملات الرقمية المُشفرّة فمن المُهم أن تقوم بتقييم أهدافك الإجمالية، وأن تتعرف على المخاطر التي من المُمكن أن تواجهها. وفي هذا المقال سوف نستعرض لك التحديات والفرص الموجودة المُتعلقة بالاستثمار في العملات الرقمية المُشفرة. أما إذا أردت أن تتعرف مُباشرةً على أسهل أساليب الحصول على بتكوين لاستثمارها أو ادخارها فادخل على الرابط السابق.
مخاطر الاستثمار في الأسهم
كل أنواع الاستثمار تنطوي على مخاطر، حيث أن الشركات يُمكن أن تُفلس وتنهار، وقد تتضطرب الأسواق لأسباب مُختلفة. بعض هذه الأسباب يُمكن التنبؤ بها (مثل انخفاض أسعار النفط بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين)، وهناك أسباب أخرى لا يُمكن التنبؤ بها (مثل جائحة كورونا). لذلك فإن كل السيناريوهات مُتاحة في البورصة! قد يرتفع السهم مع مرور الوقت، وقد ينخفض فجأة، وقد يُحقق أرباحًا ضخمة لفترة قصيرة جدًا. لكن حينما تُفكر في البورصة لا يجب أن يقتصر تفكيرك فقط على حجم الأرباح التي يُمكنك تحقيقها بل يجب عليك أن تنظر إلى حجم التقلب (Degree of volatility) الموجود في سوق مُحدد وسهم مُحدد خلال فترة زمنية طويلة نسبيًا تتراوح بين 5 سنوات وحتى 10 سنوات.
يقول كيرك تشيشولم، مُدير الثروات وأخصائي الاستثمار البديل في (Innovative Advisory Group): "الاستثمار في البورصة خطير جدًا! .. فقد يُصاب السوق بحالة ركود، أو ربما يتوقف السهم الذي استثمرت فيه عن تحقيق الأرباح ويصل إلى قيمته القُصوى".
لكنه أشار إلى أن هذه المخاطر تأتي بصور مُختلفة في كافة أنواع الاستثمارات. وتختلف الأسهم نظرًا لوجود بعض الإرشادات التي يمكنك استخدامها لفهم اتجاهات الأسهم، ويمكنك حساب أشياء مُختلفة مثل نسبة سعر سهم الشركة، ونسبة السعر إلى الأرباح لفهم الوضع المالي للشركة.
مخاطر الاستثمار في بتكوين
على صعيدٍ آخر، فإن بتكوين لا تمنح المستثمرين القدرة على التنبؤ والتحليل الدقيق مثل أسهم البورصة. ويقول ديفيد شتاين، كبير مُخططي الاستثمار السابق: "العملات الرقمية المُشفرة هي مضاربة تعتمد بالكامل على مبدأ العرض والطلب .. حيث يتم تحديد السعر بناءً على ما يرغب الناس في دفعه لقاء الحصول على العملات العالمية أو العملات الرقمية الأخرى أو السلع والخدمات، على عكس العملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو أو الجنيه الإسترليني، فهي سوق أصغر بكثير فيما يتعلق بحجمها الإجمالي، لذا فهي أكثر عرضة لتقلبات كبيرة وهذه التقلبات قد تسبب بمكاسب خيالية أو بخسائر فادحة".
اتفق كل من تشيشولم وشتاين على أن بتكوين هي تطور مالي جديد نسبيًا ولكن لم يتم اعتماده بعد على نطاق واسع، أي أن العملات العالمية لاتزال مُريحة ومناسبة للمُستخدمين ولم يتوفر بعد الدافع القوي نحو استبدالها بالعملات المُشفرة. ومع ذلك، فإن العملات الرقمية مُفيدة جدًا لمُختلف فئات الأشخاص فلا يتم فرض ضرائب أو عمولات أو قيود على المُعاملات التي تُجرى بها، كما أنها تُخفي هوية المُرسل والمُستلم بشكلٍ تامّ، علاوة على ذلك فإنها آمنة جدًا ولا يُمكن سرقتها.
تاريخ بتكوين مقابل تاريخ الأسهم
بينما لا يمكنك بناء الأداء المستقبلي على الماضي (نظرًا لوجود عوامل لا يُمكن التنبؤ بها)، فمن المُفيد إلقاء نظرة على مدى نجاح الاستثمارات المختلفة بمرور الوقت.
في عام 2015، تقلب سعر البيتكوين بين 200 دولار و 500 دولار للوحدة. ومع ذلك، خلال عام 2017، ارتفع السعر فجأة ووصل إلى أعلى مستوى له عند 19،891 دولارًا في ديسمبر، قبل أن تنخفض إلى ما دون 3،500 دولار في ديسمبر من عام 2018. أما في عام 2020 وحده، فقد ارتد سعر البيتكوين بين 3،858 دولارًا في 12 مارس و 9،074 دولارًا في يوليو.
أما بالنسبة للبورصة، فقد ظل مؤشر S&P 500 عند حوالي 2،000 دولار في أوائل عام 2015، وبعد ذلك كانت هناك فترات صعود وهبوط في ذلك السهم ولكنه استطاع بلغ في يوليو 2020 حوالي 3100 دولار.
كان مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) يتراوح بين 17،000 دولار و 18،000 دولار في أوائل عام 2015. وفي ديسمبر عام 2017، - (حينما بلغت عملة البيتكوين ذروتها وكسرت حاجز الـ 20،000 دولار) كان مؤشر داو جونز الصناعي يقف عند حوالي 24،000 دولار. وبداية من يوليو 2020، بلغ سعر (DJIA) حوالي 25،000 دولار.
يقول تشيشولم: "عملة بتكوين متقلبة منذ إنشائها نظرًا لعدم وجود طريقة طبيعية لتقييمها، لقد حققت 20،000 دولار نظرًا لأن الجميع كانوا يسمعون أخبارًا عنها ولم يرغبون في تفويت فرصة الحصول عليها، وانخفضت بعد ذلك إلى 3،000 دولار، والآن فإن سعرها تقريبًا 10،000 دولار".
ما الفرق بين تقلبات بتكوين وتقلبات الأسهم؟
على الرغم من وجود فترات صعود وهبوط وبعض التقلبات التي تحدث على المدى القصير إلا أنها تكون مدعومة بالكثير من العوامل على المدى الطويل.
وقال تشيشولم: "في كل دول العالم يتم دعم سوق الأسهم من قبل الحكومات والبنوك والمُؤسسات المُختلفة .. وهذا الدعم غير موجود بالنسبة للبيتكوين، فالمُؤسسات التي تدعم سوق الأسهم لا تُحب العملات الرقمية المُشفرة لأنها تُلغي مصادر دخلها الرئيسي وهو العملة التقليدية"!
تاريخيًا، قدم سوق الأسهم حوالي 10% عوائد سنوية (6% إلى 7% عند استقطاع نسبة التضخم)، ولا يمكن قول الشيء نفسه عن البيتكوين.
من هو المُستثمر المُناسِب للبيتكوين؟
إذا كنت تبحث عن القليل من التنوع الإضافي لمحفظتك فقد يكون الجيد إضافة بعض من وحدات العملات الرقمية إلى محفظتك، حيث أن العملات المُشفرّة قد تكون بديلة عن الأصول الشائعة.
يقول شتاين: "تُعتبَر بتكوين مُفيدة جدًا إذا كنت ترغب في امتلاك بعض الأصول غير المُقوَّمَة بالدولار أو أي عملة عالمية أخرى". ومع ذلك فيجب أن لا تكون العملات الرقمية المُشفرة هي تركيزك الرئيسي، يتعلق الأمر في الغالب بحجم المُخاطرة التي يمكنك تحملها، ومدى تأثير الخسارة المُحتملة لهذا المبلغ، لذلك من الأفضل أن تشتري عملات رقمية بنسبة تتراوح بين 1% إلى 5% من إجمالي قيمة المحفظة.
من هو المُستثمر المُناسِب للأسهم؟
بالنسبة لمعظم الناس، فمن المرجح أن تكون الأسهم مُناسِبة للجزء الأكبر من أي محفظة استثمارية. يقول شتاين: "يجب أن تكون الأسهم هي النسبة الأكبر من المحفظة الاستثمارية بالنسبة لمعظم الأشخاص، يُمكنك التوصل إلى قيمة بناءً على الأرباح وهو استثمار أكثر استقرارًا نظرًا لخصائصه الأساسية".
وعند الاستثمار في الأسهم فإنك ستعرف ما هي القيمة الحقيقية للسهم، وما هي أقصى أرباح يُمكن أن يُحققها، وإذا خسر فإنك لن تخسر كل أموالك لأنه سيعود مُجددًا إلى قيمته الحقيقية المبنية على أصول مادية مُتنوعة. كذلك فيجب عليك أن تنوع في الأسهم والسندات التي اشتريتها وبالتالي فإذا خسر سهم فإن السهم الآخر سيُحقق أرباحًا تُعوِّض هذه الخسائر.