دعوة صريحة ومسؤولة وجَّهها مساعد وزير الصحة المتحدث باسم الوزارة، الدكتور محمد العبد العالي، إلى المشاهير لمقاطعة المناسبات غير الملتزمة، وتحذير متابعيهم من حضورها أو المساهمة فيها؛ لأن من شأن ذلك تشجيع الآخرين على إقامة مثل هذه المناسبات، بما يؤدي إلى تزايد خطر انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19)، وتعطيل الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة على مستوياتها كافة للتصدي للوباء الذي يشكل خطرًا داهمًا على الحياة.
الكلمات التي حملتها الدعوة، والمضامين التي حفلت بها، كانت واضحة وقاطعة، ولا تحتاج إلى أي تفسير، وهي تعني في الأساس أن على الشخصيات البارزة التي لديها نشاط وتفاعل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحظى بمتابعة ومشاهدة من شرائح واسعة في المجتمع، مخاطبة من يتابعونهم بأهمية التقيُّد بالتعليمات الواردة من الجهات المختصة، والالتزام بمراعاة الاحترازات المعلومة لتطويق المرض، ومنع انتشاره، بعد أن قطعت السعودية شوطًا كبيرًا في هذا الشأن، وحققت نجاحات لافتة.
والمناشدة في حد ذاتها تعني اعترافًا ضمنيًّا بالدور التوعوي الكبير الذي يمكن أن يلعبه أولئك المشاهير في المجتمع عطفًا على المتابعة العالية التي يحظون بها.
والتأثير الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا كبير، ولاسيما في أوساط الشباب والنساء، حتى باتت متنفسًا للجميع، يتابعون فيه أخبار العالم، ويتبادلون الآراء والدردشة.
ولأن الشهرة مسؤولية والتزام في المقام الأول فإن الواجب الوطني والأخلاقي يستلزم ممن أنعم الله عليهم بنعمة الشهرة، وجعلهم نجومًا في المجتمع، أن يسارعوا إلى إسناد الجهود التي تبذلها الدولة لحماية المواطنين والمقيمين من هذه الجائحة التي سببت أضرارًا بالغة على الأنفس البشرية، وأحدثت أضرارًا بالغة على الاقتصاد؛ فهؤلاء بما لهم من قدرة على التأثير هم قدوات لمن يتابعونهم، يخاطبونهم باللغة التي تناسبهم، ويدفعوهم للتجاوب مع تلك الجهود الرامية في الأساس إلى حمايتهم، وضمان سلامتهم.
هذه الشخصيات البارزة في المجتمع يقع على عاتقها عبء كبير في القيام بواجب المسؤولية الاجتماعية بتسليط الضوء على ما بذلته القيادة الرشيدة من جهود، وما أنفقته من أموال طائلة لدحر الوباء. وهذه الجهود لن تحقق الهدف منها إلا إذا قام الجميع بتطبيق إجراءات السلامة الضرورية، مثل التباعد، وارتداء الكمامات والقفازات، والالتزام بالتعقيم، وغير ذلك من الاحترازات المعلومة.
ولا شك أن كثيرًا من الشباب ممن جاهر بالمشاركة في بعض الفعاليات المحظورة فعلوا ذلك بحسن نية، ولم يقصدوا إحداث الضرر بالآخرين، لكن -كما يقولون- معظم النار من مستصغر الشرر، وغالب الأضرار تأتي بحسن النية والعفوية؛ لذلك فإن المطلوب هو دراسة كل خطوة تحمل في طياتها أثرًا جماعيًّا؛ لأنه في مثل هذه الحرب التي نخوضها ضد الفيروس لا يوجد مكان للتجاهل أو الاستسهال أو الإهمال.
ونحن بطبيعة الحال مجتمع متماسك عامر بالمناسبات الاجتماعية من زيجات وأفراح وغير ذلك. وهناك من لا يتقيد بإجراءات السلامة المطلوبة، ويتهاون فيها؛ لذلك فإن المشاهير يمكنهم إرساء مفاهيم مجتمعية جديدة، تستمر إلى ما بعد القضاء على الفيروس، تتضمن الاعتذار عن عدم المشاركة في تلك المناسبات غير الملتزمة.
ومع إدراكي التام لما يمكن أن يسببه ذلك من حرج وألم إلا أن الغايات الكبرى تستلزم منا التضحية ودفع الثمن، ولو كان غاليًا.
ختامًا، أهمس في آذان مَن وهبهم الله نعمة القبول في المجتمع، وأكرمهم بالملايين الذين يتابعونهم على وسائل التواصل، راجيًا منهم أن يكونوا روادًا في التوعية المجتمعية عبر نشر الرسائل الإيجابية، والتحذير من مخالفة الإجراءات الوقائية، والمشاركة في نقل الصورة التي تتضمن السلوكيات السليمة التي تعد المظهر والسمة العامة في بلادنا، والإبلاغ الفوري بدون تردد عن كل محفل لا يراعي إجراءات السلامة الضرورية، وهم بذلك يكونون قد أوفوا لبلادهم، وأدوا الدور المطلوب منهم.علي آل شرمة