أخبار عاجلة

قمة فريدة واستضافة ريادية.. كيف أدرجت الذكاء الاصطناعي ضمن الأولويات الدولية؟

قمة فريدة واستضافة ريادية.. كيف أدرجت السعودية الذكاء الاصطناعي ضمن الأولويات الدولية؟ قمة فريدة واستضافة ريادية.. كيف أدرجت الذكاء الاصطناعي ضمن الأولويات الدولية؟
بات جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية.. وتغلغل في كل المجالات

قمة فريدة واستضافة ريادية.. كيف أدرجت السعودية الذكاء الاصطناعي ضمن الأولويات الدولية؟

منذ أن كان حلماً يسكن خيالات البشر، ويعبر عن نفسه في روايات الخيال العلمي، وبعد أن انتقل من خيالات البشر إلى المختبرات البحثية بالتوازي مع التطور المذهل الذي شهده علم الحاسوب، يشهد الذكاء الصناعي اليوم قفزة نوعية في إدماج البشر له في أساليب حياتهم، من خلال "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، التي تعقد للمرة الأولى في التاريخ الإنساني، لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرة علاقة الإنسان بالآلات، غير أن اللافت الذي يضاهي تفرد حدث القمة، هو استضافة لها ضمن رئاستها لمجموعة العشرين، وتنظيمها تحت شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية"، عبر الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا".

وحتى تتضح السياقات الأساسية لميلاد هذه القمة الفريدة من نوعها في تاريخ التطور الإنساني، من الضروري إبراز دور المملكة في إدراج قضية الذكاء الاصطناعي ضمن برنامج رئاستها لمجموعة العشرين 2020، إذ يعود لها الفضل في وضع هذا المجال الحاسوبي المهم ضمن الأولويات الدولية في الفترة المقبلة، لاسيما بعد أن أصبح الذكاء الصناعي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشر، والعامل الثاني في السياقات الأساسية لانبثاق هذه القمة، أنها تعد تجسيداً للمكانة المرموقة، التي بلغتها السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تكللت بإنشاء "سدايا" في 30 أغسطس 2019، التي استطاعت رغم حداثة إنشائها القيام بدور حيوي في استمرار سير العمل في المؤسسات الرسمية للمملكة، خلال أزمة المستجد، بالإضافة إلى نجاحها في تشغيل القمة الافتراضية الاستثنائية لمجموعة العشرين.

فتنظيم المملكة لأول قمة عالمية للذكاء الصناعي يعكس قدراتها في هذا المجال، إلا أنه لا يتوقف عند هذا المعنى المهم، بل يتجاوزه إلى احتلالها دوراً ريادياً، تتحول بفعله إلى مركز جديد لابتكارات الذكاء الصناعي في العالم، والسياق الثالث لعقد هذه القمة المرتبطة بمستقل البشرية، يتجلى في الاهتمام الرسمي السعودي بها، فالمملكة لم تدرج موضوعها ضمن برنامج رئاستها لمجموعة العشرين فحسب، بل أيضاً تعقدها تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولقد انعكس هذا الاهتمام الرسمي القوي على مستوى المشاركة الدولية، التي تحظى به القمة خلال انعقادها افتراضياً اليوم وغداً، إذ يشارك فيها أكثر من 200 خبير وصانع قرار، كما أنها ستتحول إلى منصة سنویة تجمع قادة الفكر والمبدعین وصناع القرار من جمیع أنحاء العالم لبحث مستقبل الذكاء الاصطناعي.

ويواكب عقد القمة، في أحد سياقاتها المهمة كذلك، إدراج 42 دولة للذكاء الاصطناعي في استراتیجیاتھا الوطنیة، وإطلاقها بناء على ذلك خطط خاصة به، في دلالة واضحة على الاهتمام المتزايد، الذي أصبح الذكاء الاصطناعي يحظى به من جانب الحكومات، وسيترتب على هذا الاهتمام مزيداً من التطوير والابتكار في هذا المجال، ومزيداً من الاعتماد عليه في القطاعات المختلفة كالتعليم والصحة والتصنيع والنقل والتجارة الإلكترونية واستكشاف الفضاء، بما يشير في الوقت نفسه عن المكانة، التي سيحتلها الذكاء الاصطناعي في حياة البشر في المستقبل، لاسيما أن الاتجاه الأساسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى الآن يركز على الارتقاء بجودة الحياة، وتحقيق مزيد من الرفاهية للبشر.

صحيفة سبق اﻹلكترونية