أخبار عاجلة

"مركز الفلك الدولي" يبدأ رصد العناصر والمركبات في النجوم بـ"التحليل الطيفي"

الطريقة الجديدة تتمثل بتوصيل التلسكوب بكاميرا فلكية وتتمير بتقديمها معلومات "حصرية"

بدأ مركز الفلك الدولي مؤخرًا في استخدام طريقة التحليل الطيفي في رصد الأجرام السماوية المختلفة من نجوم وكواكب وسدم.

وتتميز تلك الطريقة بتقديمها معلومات مهمة لا يمكن معرفتها إلا من خلالها، وتتمثل في توصيل التلسكوب بكاميرا فلكية، ومن ثم تركيب جهاز يسمى "المطياف" مهمته تحليل الضوء الآتي من الجرم السماوي إلى ألوان الطيف، ومن خلال هذا التحليل قد تظهر في الطيف خطوط سوداء قاتمة تسمى "خطوط امتصاص"، أو قد تظهر خطوط لامعة تسمى "خطوط انبعاث"، وهي خطوط غاية في الأهمية إذ إنها تعطي معلومات عن العناصر أو المركبات الموجودة في الجرم.

أوضح ذلك المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، مشيرًا أن المركز نفذ تجربته الأولى باستخدام هذه التقنية يوم الخميس 15 أكتوبر 2020 من صحراء أبوظبي، حيث بدأ الرصد بتوجيه التلسكوب نحو إحدى ألمع نجوم السماء وهي نجمة النسر الواقع، وقال: يمكن رؤيتها هذه الفترة بسهولة بالعين المجردة كنقطة لامعة في جهة الغرب عند حلول الظلام.

وأضاف: "يصنف هذا النجم من المرتبة الطيفية A وتبلغ درجة حرارتها9600 درجة. وعند تحليل الطيف ظهرت خطوط الامتصاص الرئيسة لهذا النوع من النجوم وهي خطوط هيدروجين ألفا وهيدروجين بيتاوهيدروجين جاما وهيدروجين دلتا. وتنتج هذه الخطوط نتيجةلامتصاص إلكترونات ذرة الهيدروجين المتواجدة في جو النجم لجزء منطيف النجم الرئيس".

وأشار الفلكي "عودة" إلى أنه بالنظر إلى الصورة المرفقة يلاحظ تطابق الخطوط الزرقاء، وهي خطوط معيارية مرسومة مسبقًا من قبل برنامج الحاسوب مع قيعان المنحنى الذي تم الحصول عليه من الرصد، مما يدل على دقة الرصد وتطابقه من النتائج العالمية.

وبين أنه بعد ذلك وجه فريق الرصد التلسكوب نحو نجم السابق الموجود في مجموعة الفرس الأعظم، وهو نجم من المرتبة الطيفية M، ويتميز بأنه نجم لامع عملاق الحجم لكنه منخفض الحرارة، إذ تقدر درجة حرارة سطحه بـ3700 درجة فقط، وظهرت في طيفه خطوط امتصاص كثيرة تمثل مركب أكسيد التيتانيوم، ويلاحظ في الصورة تطابق الخطوط الزرقاء المعيارية مع قيعان منحنى الرصد.

وذكر مدير مركز الفلك الدولي أنه بعد رصد الكثير من النجوم مختلفة الأطياف، تم توجيه التلسكوب نحو كوكبي أورانوس ونبتون، ولهما نفس المنحنى تقريبًا، وبدا واضحًا من خلال المنحنى وجود عدة خطوط امتصاص تعود لغاز الميثان.

وأوضح أن رصد الأجرام السماوية بهذه الطريقة يقدم معلومات عن التركيب الكيميائي للجرم المرصود، فضلاً عن تقديم معلومات مهمة أخرى مثل سرعة اقتراب أو ابتعاد الجرم المرصود عن الأرض.

وأشار الفلكي "عودة" في ختام حديثه إلى أن ذلك الرصد تم باستخدام أجهزة فلكية دقيقة لكنها منخفضة التكلفة، ويمكن لأي مهتم بعلم الفلك إجراؤها والتدرب عليها بشكل سريع.

صحيفة سبق اﻹلكترونية