أخبار عاجلة

"آركو" تبحث مع الجمعيات العربية بإفريقيا تبادل الخبرات

"آركو" تبحث مع الجمعيات العربية بإفريقيا تبادل الخبرات "آركو" تبحث مع الجمعيات العربية بإفريقيا تبادل الخبرات
تنمية قدرات التنبؤ بالكوارث

اجتمعت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" ممثلة في المركز العربي للاستعداد للكوارث، ـ عن بعد ـ مع عدد من الجمعيات العربية بإفريقيا والصليب الأحمر اللبناني، أمس، الأربعاء.

جاء ذلك، لدعم التواصل مع المركز وتعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات بين الطرفين من أجل بناء قدرات الهيئات والجمعيات الوطنية في التنبؤ للكوارث والاستعداد لها وإدارتها.

المشرف على المركز عبد الله الحمد، افتتح الاجتماع بكلمة رحب فيها بممثلي الجمعيات الوطنية، وقال: "سبق أن عقدنا اجتماعات مع الهيئات والجمعيات الوطنية حسب التوزيع الإقليمي للجمعيات العربية وكانت البداية بالجمعيات الخليجية؛ ثم جمعيات الهلال الخصيب؛ وكما أكدنا في جميع هذه اللقاءات أن المركز العربي للاستعداد للكوارث يسعى بشكل أساسي إلى تنمية قدرات الجمعيات الوطنية في مواجهة الكوارث والتصدي لها والاستفادة من خبرات وتجارب الجمعيات الوطنية في هذا الشأن؛ والعمل على تبادل هذه التجارب فيما بين الجمعيات".

وأضاف: "نحن مهتمون بأن تكون لدى كل جمعية وطنية قسم خاص بإدارة الكوارث؛ ومن جانبنا نعمل على تقديم الدعم التقني له ليؤدي عمله على الوجه المطلوب في التنبؤ بأي كارثة وإدارتها".

وتابع: "أشير هنا إلى أننا كنا الأسبوع الماضي في زيارة إلى لبنان رصدنا خلالها الاستجابة المتميزة من الصليب الأحمر اللبناني لكارثة انفجار المرفأ؛ وانتهزناها فرصة لعقد اجتماع مباشر مع الجمعيات الوطنية المستجيبة للكارثة".

عقب ذلك، تحدث من جمعية الهلال الأحمر الصومالي، علي شيخ إبراهيم، عن دورهم في إدارة الكوارث؛ وتطلعاتهم للدور المنتظر من المركز العربي للاستعداد للكوارث في دعمهم ليتسنى لهم المضي قدماً في التنبؤ بالكوارث وإدارتها.

وقال: يسعدنا أن نكون معكم في هذا اللقاء المهم لنبحث عن إمكانية تنمية قدرات الهلال الصومالي في الاستجابة للكوارث؛ حيث إننا بجانب جهودنا للتصدي لجائحة (كوفيد ــ 19) نواجه في مثل هذه الأيام من كل عام كارثة الفيضانات التي تؤدي إلى غرق مساحات شاسعة من أراضي الصومال؛ ونواصل جهودنا في الاستجابة لها رغم ضعف إمكانياتنا وترامي أطراف البلاد؛ ونتطلع إلى الدعم التقني من المركز.

وثمّن "الحمد" الجهود الكبيرة للهلال الأحمر الصومالي في مواجهة ظروف التصحر والفيضانات رغم تحدي ضعف الإمكانيات؛ وتحدي الجائحة؛ وقال: نحن مستعدون لتقديم الدعم لكم خاصة أن الهلال الجيبوتي على مقربة منكم ما يسهل العمل على دعمه وفي ذات الوقت دعمكم في مواجهة الكوارث؛ فقط نتمنى منكم ترشيح شخص من الهلال الصومالي ليكون ضابط اتصال بينكم وبين المركز لتعزيز التواصل معكم؛ وتقديم الدعم التقني لكم؛ وفي ذات الوقت الاستفادة من تجاربكم في التصدي للكوارث؛ ونحن إذ نتطلع لاستمرار التواصل معكم نؤكد لكم استعدادنا لتنظيم أي دورة تدريبية في إدارة الكوارث؛ وفي الوقت ذاته نوافيكم بكل التقارير الصادرة عن المركز.

من جهته، قدم مساعد المشرف على المركز، حسن الأديب، عرضا عن ما تم اصداره من تقارير حول جائحة كورونا، وكارثتي انفجار مرفأ بيروت وفيضانات السودان؛ وقال: (آركو) تبحث مع الجمعيات العربية بإفريقيا تبادل الخبرات لتنمية قدرات التنبؤ بالكوارث منذ ثمانية أشهر لخدمة الهيئات والجمعيات الوطنية في مجال الاستعداد للكوارث والتنبؤ بها؛ وإبلاغها بالكارثة قبل وقوعها؛ إضافة لمشاركتها في إعداد التقارير؛ وتم تأسيس المركز ليكون في المستقبل القريب نقطة ارتكاز للجمعيات الوطنية في مجال التنبؤ بالكوارث وتبادل المعلومات وبناء قدرات الجمعيات الوطنية، وتقديم الاستشارات وبناء القدرات، وتأمين الدعم اللازم اللوجستي والمادي والكوادر البشرية للجمعية لمواجهة الكارثة؛ وبدأنا في إنشاء مراكز لإدارة الكوارث في الجمعيات ذات القدرات المحدودة؛ ليصبح لدينا 21 مركزا في 21 بلدا عربيا؛ مع تشكيل فريق لتقييم الكوارث من الجمعيات الوطنية.

وأضاف "الأديب": إن رؤيتنا هي وجود مركز عربي متخصص في الاستعداد للكوارث يعمل على ربط جميع المراكز في الجمعيات الوطنية العربية؛ ونحن من خلال البحث عن مراكز الاستعداد للكوارث في البلدان العربية تبين لنا أنه لا توجد مراكز للاستعداد للكوارث والموجود فقط منها متخصصة في الاستجابة للكوارث؛ لذلك جاءت فكرة إنشاء المركز العربي بهدف رصد الكوارث والأزمات في الوطن العربي والاستعداد لمواجهتها وتبادل الخبرات مع الجمعيات الوطنية وتوثيق المساعدات الإنسانية المقدمة من الجمعيات الوطنية للدول العربية المتضررة.

وأشار إلى أن هناك عدداً من الجمعيات تعتبر مانحة أو جهات مستجيبة لأي كارثة تصير سواء في الوطن العربي أو خارجه؛ لذلك فإن من مهام المركز العمل على توثيق كل المساعدات المقدمة من الجمعيات العربية لأي بلد عربي متضرر؛ مؤكداً أن المركز العربي ليس هو رقم 22 وإنما سيكون نقطة ارتكاز لـ 21 جمعية وطنية؛ وفي حال وقوع أي كارثة يكون مرجعية لهذه الجمعيات الوطنية.

وأضاف: أهم واجبات المركز تتمثل في رصد ومتابعة إشارات الإنذار المبكر للكارثة؛ وإبلاغ الجمعية بها قبل وقوعها؛ وأول مهمة للمركز أنه أبلغ الهيئة العمانية للأعمال الخيرية من خلال التواصل معها بالمعلومات الخاصة بالإعصار وتابعنا بلاغات الكارثة مع الجمعيات الوطنية؛ ومن مهام المركز أيضاً توجيه نداءات إنسانية للجمعيات وشركاء العمل الإنساني مثل الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية والعاملين في المجال الإنساني في المنظمات الدولية غير الحكومية؛ إضافة إلى تقييم إدارة الكوارث ومدى ما حققته من نجاح أو فشل ثم اقتراح التوصيات الداعمة لفعاليات الخطط المستقبلية؛ حيث إن التقييم يحدد نقاط القوة لتعزيزها وفي الوقت ذاته تحدد نقاط الضعف أثناء الاستجابة للعمل على تفاديها مستقبلاً؛ وإعداد التقارير والأدلة المرتبطة بالكوارث والأزمات.

وتابع: المركز أعد العديد من التقارير على مستوى الوطن العربي والعالم؛ وكانت هناك استجابة فعالة من هذه التقارير في مواجهة الكوارث؛ كما نعمل على تعزيز التعاون والتنسيق مع شركاء العمل الإنساني في مجال الكوارث؛ ونسعى لتطوير وسائل التواصل بين المركز والجمعيات الوطنية؛ وحصر وتسجيل المختصين في إدارة الكوارث بالوطن العربي للاستفادة من خبراتهم في هذا الشأن من خلال التشارك بيننا وبين الجمعيات الوطنية.

وأضاف: نحن نعمل من خلال 190 موقعاً ومركزاً في موضوع التنبؤب الكوارث من فيضانات وزلازل وحرائق في الوطن العربي.

وتحدث من الصليب الأحمر اللبناني، نايف شيخ الدين،قائلاً إنه جرى إنشاء وحدة إدارة الكوارث في العام 2013 كمشروع احترازي؛ ثم في العام 2015 بدأنا نعمل في بناء قدرات الجمعية لتستجيب للمخاطر والأزمات المتتالية في لبنان؛ ووضعنا هدفين أساسيين الأول العمل على موضوع التحضير لبناء القدرات داخل الجمعية، ولتحقيق ذلك بدأنا بالتدريب الحكومي وتشغيل الوظائف الموجودة؛ ووفرنا معدات التدخل اللازمة ودربنا أشخاص عليها واستفدنا في هذا الشأن من مساندة الصليب الأحمر السويسري؛ والثاني هو التدريب على كيفية الاستجابة، حيث عملنا على تأمين المخازن والمستودعات ورصدنا العام 2015 نحو خمسة آلاف أسرة لتعزيز الاستجابة لها؛ ودربنا كل العناصر على كل المستويات سواء العملياتية أو التكتيكية، وكنا نحاول بعد كل استجابة نجري تقييماً حياً لها لنأخذ الدروس والعبر من أجل تطوير إجراءات التشغيل.

وأضاف: اشتغل الصليب الأحمر اللبناني على دورين أساسيين هما: الاستجابة الفورية بعد الكارثة، والاستجابة اللاحقة؛ الفورية تكون تحت إدارة قسم الإسعاف والطوارئ وتهدف لإنقاذ الحياة؛ ونعمل على فرز الإصابات وإسعاف ميداني ونقل المصابين إلى المستشفيات والتنسيق معها في هذا الشأن والمساعدة في البحث والإنقاذ.

أما موضوع الاستجابة اللاحقة فهو من مسؤولية قطاع إدارة الكوارث وهي خاصة بتقديم مساعدات ليست ملحة؛ حيث يتم تقييم الاحتياجات ووحدات الدعم وإعادة الروابط العائلية وتقديم الدعم النفسي وتوفير المأوى والمساعدات الغذائية والمساعدات الصحية الأولية والمياه والإصحاح البيئي وكل ذلك يتم بالتنسيق مع غرف العمليات سواء على الصعيد المحلي أو المحافظات.

وتابع: "كانت استجابتنا مدعومة بمساعدات من الشركاء المحليين والجمعيات الوطنية؛ حيث إن أساس للاستجابة هو التنسيق مع الشركاء؛ إذ لدينا تأهيل عال للاستفادة من قدرات الشركاء من أجل تغطية الثغرات وكان هذا واضحا من خلال التنسيق سواء مع الجمعيات المحليةأو الجمعيات الوطنية المستجيبة".

وعلق "الحمد"، قائلاً: نشيد بدور الصليب الأحمر اللبناني في الاستجابة لانفجار مرفأ بيروت؛ حيث قدم نموذجاً مشرفاً في إدارة الكارثة؛ صحيح المأساة كانت كبيرة ولكن الجهود التي قدمتها الجمعية وقسم إدارة الكوارث كانت رائعة جداً؛ وطلبنا من مدير وحدة الكوارث، مروان الأعور، ومدير العلميات في الصليب الأحمر اللبناني، عبد الله زغيب، الاستفادة من تجربة الصليب اللبناني في التصدي للكوارث وتعميمها على الجمعيات الوطنية والمنظمات العاملة في مجال إدارة الكوارث؛ فقط نحتاج تحديد ضابط اتصل منكم لتعزيز التواصل.

وختتم "الحمد" اللقاء بقوله: نشكركم باسم الأمانة العامة للمنظمة ونعدكم بالتواصل معكم ونؤكد لكم أن أبوابنا مفتوحة لأي سؤال أو احتياج في مجال إدارة الكوارث من خلال المركز العربي للاستعداد للكوارث الذي يعد نقطة ارتكاز للجمعيات الوطنية في التنبؤ بالكوارث وإدارتها.

شارك في الاجتماع: مدير مشروع الخطط الاحترازية في الصليب الأحمر اللبناني؛ نايف شحادة، ومن قسم إدارة الكوارث بالهلال الصومالي، على شيخ إبراهيم؛ ونائب المدير التنفيذي للفروع وبرنامج الحد من مخاطر الكوارث بالهلال الأحمر الصومالي، الدكتور محمد عبد ورسام.

صحيفة سبق اﻹلكترونية