أخبار عاجلة

أوهام الزعامة و"إس- 400" و"ناغورني كاراباخ".. تركيا بمرمى نيران الغرب

أوهام الزعامة و"إس- 400" و"ناغورني كاراباخ".. تركيا بمرمى نيران الغرب أوهام الزعامة و"إس- 400" و"ناغورني كاراباخ".. تركيا بمرمى نيران الغرب
سياسات أردوغان تدفع بالبلاد لمواجهة غضب أوروبي وأمريكي ومطالب بالعقوبات

أوهام الزعامة و

جلبت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لا يتوانى عن الزج بالبلاد في صراعات وأزمات إقليمية ومع دول الجوار، المزيد من الضغط على أنقرة، وتزايدت الدعوات في العديد من الدول الغربية لمعاقبتها.

فمن التدخل في الدول العربية، بدءًا من العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا مرورًا بسوريا حيث تتدخل تركيا عسكريًّا إما بشكل مباشر كما في شمال العراق وسوريا، أو من خلال نشر مرتزقتها كما في ليبيا؛ إلى نشر الأزمة في منطقة شرق المتوسط، ثم تشجيع أذربيجان على خوض صراع عسكري دامٍ مع أرمينيا، وتزويد باكو بالمرتزقة، إلى تجربة منظومة إس- 400 الصاروخي الروسية.

هذه الأمور -وفقًا لـ"سكاي نيوز عربية"- تأتي في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتهاوي الليرة التركية والتضييق على الحريات والاعتقالات والفصل التعسفي في الداخل التركي، التي تأتي أيضًا في ظل محاولات رجب طيب أردوغان إحياء دور الإمبراطورية العثمانية واستعادة أمجادها.

إس- 400

التصرفات والسلوكيات التركية جميعها دفعت الدول الأوروبية الغربية للمطالبة بفرض عقوبات على تركيا، وآخرها أن اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي؛ أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي، تقدّما بطلب إلى إدارة الرئيس دونالد لمعاقبة أنقرة؛ إثر تقارير تفيد بعزمها اختبار نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس- 400.

وفي رسالة موجهة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، حث كل من السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، كريس فان هولين، والسيناتور الجمهوري من أوكلاهوما، جيمس لانكفورد، الأربعاء، إدارة ترامب على فرض عقوبات ضد تركيا بسبب اعتزامها تجربة نظام إس- 400 على طائرات أمريكية الصنع.

ودعا رئيس لجنة الاستخبارات في الكونجرس الأمريكي، آدم شيف، في تغريدة على تويتر، الأربعاء، إلى التعامل مع تركيا بصلابة.

وأشار "شيف" إلى أن أنشطة أنقرة في الآونة الأخيرة، "عرّضت القوات الأمريكية في سوريا للخطر"، وأن تركيا استحوذت على نظام إس- 400 الروسي رغم التحذيرات الأمريكية، إضافة إلى علاقتها مع إيران ودورها في دعم أذربيجان هجومها الدامي في إقليم ناغورني كاراباخ.

وتساءل "شيف" في ختام تغريدته: "أي حليف هذا الذي يُقدِم على فعل ذلك؟".

من جهته، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، كولونيل توماس كامبيل، لـ"سكاي نيوز عربية" بأن البنتاغون كان واضحًا منذ البداية مع أنقرة، بأن وجود منظومة إس- 400 داخل تركيا؛ هو أمر يتعارض مع التزاماتها كعضو في حلف الناتو.

ناغورني كاراباخ

من ناحيتها، أكدت فرنسا، الأربعاء، أن تركيا تتدخل "عسكريًّا" في نزاع ناغورني كاراباخ إلى جانب أذربيجان.

وجددت باريس مخاوفها من "تدويل" الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا؛ فقد قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: "الجديد في الأمر هو وجود تدخل عسكري لتركيا؛ مما قد يؤدي إلى تأجيج تدويل الصراع"؛ حسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".

وعبّر الوزير الفرنسي عن أسفه لـ"وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين من أجل تحقيق تقدم طفيف في الأراضي من جانب أذربيجان، بما أن أذربيجان هي التي بدأت النزاع".

وكانت العديد من التقارير قد أشارت إلى أن تركيا أرسلت مجموعات من المرتزقة للقتال إلى جانب القوات الأذرية في ناغوروني كاراباخ؛ الأمر الذي أثار انتقادات لاذعة لأنقرة لأنها تنشر المرتزقة السوريين في عدد من مناطق العالم، مثل أذربيجان وليبيا وشمال سوريا.

وكانت تركيا قد عملت على زعزعة الاستقرار في منطقة شرق المتوسط، بحجة حماية مصالحها ومصالح "قبرص التركية" في ثروات المتوسط، وعمدت إلى البحث والتنقيب عن الغاز في مناطق لا تخضع لسيطرتها.

وذهبت أنقرة أبعد من ذلك بإقامة مناورات عسكرية في شرق المتوسط وقرب الحدود الإقليمية لليونان؛ الأمر الذي أثار انتقادات قوية من فرنسا والاتحاد الأوروبي.

الاتحاد الأوروبي

وردًّا على التدخلات التركية ونتيجة لمحاولات تصدير أزماتها إلى الدول المحيطة بها، إلى جانب طريقة تركيا في إدارة أزمة اللاجئين؛ دعا الاتحاد الأوروبي عدم التعجل في المفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها إلى التكتل الأوروبي.

وأوضح تقرير صدر عن الاتحاد الأوروبي، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يسيطر على السلطة السياسية.

ورغم الصدام السياسي الذي تُبديه تركيا في ملفات عدة مع الاتحاد الأوروبي، لا تخفي أنقرة رغبتها الجامحة في الانضمام إلى التكتل الأوروبي؛ غير أن هناك عقبات عدة تعترض المسعى التركي، من أبرزها الضغط على المجتمع المدني وتقويض الديمقراطية وتضييق الخناق على الإعلام وتمركز السلطات بيد أردوغان، إلى جانب أن القضاء لم يعد مستقلًّا في تركيا.تركيا

صحيفة سبق اﻹلكترونية