قصص إنسانية مؤثرة لمستفيدين من مركز الغسيل الكلوي بالغيضة

المرضى وجهوا شكرهم لـ"إغاثي الملك سلمان" على توفير العلاج لهم

قصص إنسانية مؤثرة لمستفيدين من مركز الغسيل الكلوي بالغيضة

قدم المستفيدون من خدمات مركز الغسيل الكلوي بمديرية الغيضة في محافظة المهرة المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خالص شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية على ما تقدمه لهم من خلال مركز الغيضة لعلاجهم وتخفيف معاناتهم مع مرض الفشل الكلوي عبر إمداد المركز بالكوادر المتميزة والأجهزة والمعدات الطبية اللازمة التي أسهمت في إنقاذ حياة الكثيرين.

وكان "زيد الخير بن علي"، البالغ من العمر 30 عامًا، قد تميزت حياته بالفن والإبداع، منذ صغره كان يعشق الفن والتمثيل، ليبدأ في ريعان شبابه مسيرته الفنية كفنان وممثل مسرحي وتلفزيوني ومعدّ برامج.

ولكن ذلك لم يدم طويلاً، فمنذ سنة تقريبًا بدأ يشعر بالغثيان المرافق لاستفراغ كل ما يدخل معدته، مع إمساك شديد وآلام في الرأس.

لم يكن "لزيد" بدٌّ من عمل الفحوصات والتحاليل التي بينت إصابته بفشل كلوي، يصف زيد حاله في تلك المدة فيقول: "كنت في قمة العطاء، وفجأة توقف كل شيء، لم أكن لأستوعب الأمر، كان الخبر أكبر من قدرتي على الاحتمال، اعتزلت العالم أجمع، ودخلت في دوامة الاكتئاب والقلق كادت أن تودي ببقايا الأمل في داخلي".

ومنذ ذلك الوقت، توجه "زيد" إلى مركز الغسيل الكلوي في الغيضة، وكان دومًا يحس بحفاوة استقبال كادر المركز له، مع تشجيعهم المستمر الذي أثمر أخيرًا بعودة زيد إلى حياته الفنية بكل عزيمة وإصرار.

وحتى اليوم، يأتي "زيد" إلى المركز حاملاً حاسوبه الشخصي، يدع المجال لكادر المركز للقيام بعملهم، بينما ينهمك هو في إعداد برنامجه التلفزيوني الجديد.

أمّا "سعاد محمد سويلمين" البالغة من العمر 27 عامًا، فما زالت منذ ستة أشهر تقصد مركز الغسيل الكلوي في الغيضة، فقد كانت "سعاد" شعلة نشاط متقدة، مهتمة جدًا بالتعليم والتعلم، تحرص على تعليم طلابها الأطفال كل ما هو نافع ومفيد، وقبل مدة ليست بالقصيرة بدأت تشعر بغثيان وصداع وتعب شديد، إلى أن فقدت وعيها في إحدى المرات، لتصحو على سرير الغسيل الكلوي، كانت الصدمة كبيرة جدًا على قلب سعاد، ورحلت من مكان إقامتها في مديرية سيحوت إلى مديرية الغيضة حيث مركز الغسيل.

وقالت "سعاد": انتظمت في مركز الغسيل الكلوي، ووجدت الراحة فيه لتعامل كوادره اللطيف وتشجيعهم المستمر لي على المثابرة وعدم الانهيار، وتصف سعاد مشاعرها بصوتها الدافئ قائلة: "منارة أمل أشعلها في قلبي مركز الغسيل الكلوي، بعد اليوم لن أتوقف عن القراءة والتعليم الذاتي، أشكر مركز الغسيل في الغيضة، فقد وفر لي كادره جوّاً من الدعم النفسي والجسدي المتكامل، تمكنت بمساعدتهم من تجاوز جميع العقبات".

وبخصوص حالة "ماجد درويش عبدالله كشنة" (24 عامًا) فقد أصيب بالفشل الكلوي منذ سنوات في محافظة الحديدة حيث مسقط رأسه، ووجد مركزًا للغسيل في الحديدة ولكن الخدمات فيه كانت متواضعة جدًا، فقد كان من المفترض أن يقوم "ماجد" بالغسيل ثلاث مرات أسبوعيًا، ولكن بسبب قلة الأجهزة كان يحصل في أحسن الأحوال على جلستي غسيل فقط.

وكان متعبًا ومرهقًا لـ"ماجد" لدرجة لا توصف، وفي النهاية توقف هذا المركز عن الغسيل بشكل نهائي بسبب الانقلاب الحوثي الذي عصف بالبلاد.

ومرّت بضعة أيام قاسية على "ماجد"، كان يظن بأنها النهاية لا محالة، إلى أن جاءه أخوه الأكبر وبشّره بوجود مركز للغسيل الكلوي في الغيضة، وأنه من أفضل مراكز الغسيل، وسرعان ما انتقل ماجد مع أخيه إلى الغيضة ليبدأ فيه جلسات الغسيل، ماجد بعد طول تعب، وجد طريق الراحة بمركز الغسيل الكلوي في الغيضة.

وعبّر "ماجد" عن امتنانه للمركز قائلاً: أحسست بفارق كبير في مركز الغيضة، فالخدمات فيه مميزة، والكادر يعمل بكل همة ونشاط، ناهيك عن روح الأمل التي بثها الكادر في وجداني، فمنذ عرفت مركز الغيضة عرفت طريق الراحة التي غابت عني لسنوات طويلة.

أمًا "محمد خريف" (42 عامًا) فهو يعد من أمهر الصيادين في المدينة الساحلية سيحوت، التي تتميز بتنوعها السمكي عن باقي المديريات، وما زالت قصصهُ تتناقلها الألسن، وتَتلقّفُها القلوب معجبة بمهارة "محمد خريف"، وإضافة لإعجاب الناس بمهارته فقد كان "محمد" مثالاً للعطاء وحب الخير والخدمة الإنسانية.

وقد مرّ "محمد" بحادثة كانت بمثابة نقطة تحول في حياته، وقال: في أحد الأيام تعرضت لوعكة صحية شديدة كادت أن تودي بحياتي، وبعد فحوصات كثيرة تبين أني مصاب بفشل كلوي، كانت الصدمة كبيرة بالنسبة لي، ولم أكن لأصدق ذلك، فأنا محمد الصياد الماهر، كنت شعلة نشاط وحيوية، أساعد دومًا المحتاجين والآن لا استطيع فعل ذلك بسبب إصابتي بالفشل الكلوي.

ويتردد "محمد" حاليًا على مركز الغسيل الكلوي في مدينة الغيضة، وأضاف: قد وجدت راحة في مركز الغيضة لم أجدها في غيره، العناية الفائقة والكادر المتمرس، الذي يشحن همم مراجعيه، ويمنحهم الأمل للاستمرار في الحياة، لقد أدركت في مركز الغيضة أن صيد الأمل هو أشرف أنواع الصيد، فسابقًا كنت أعلّم الناس صيد السمك، واليوم علمني مركز الغيضة صيد الأمل.

وبخصوص حالة "هدى بطيح" (21 عامًا) فهي تنحدر من أسرة في مديرية سيحوت، لديها 9 إخوة، لم تتعلم أبدًا ولا تعرف حتى القراءة والكتابة، فأسرتها كما تقول لا تهتم بتعليم الفتيات.

وقبل خمس سنوات تزوجت "هدى" برجل كبير في السن، إضافة لكونه متزوجًا ولديه أولاد، وقالت عن مدة ما بعد زواجها: لم تمر سنة على زواجي حتى رزقت بمولود، ولكنه سرعان ما توفي، كابرت على ألمي وعدت بقوة وحملت من جديد، واعتنيت بصحتي، وأنجبت طفلاً جميلاً أضاء لي حياتي، وللأسف فإن فرحتي لم تدم طويلاً، عندما بدأت أعراض الغثيان وصداع الرأس ترهقني كثيرًا، سافرت من أجل الفحوصات، ليتضح بأني مصابة بفشل كلوي، أظلمت الدنيا كلها في وجهي، وكان لابد أن أبدأ بجلسات الغسيل الكلوي.

واتجهت "هدى" إلى مركز الغسيل الكلوي في الغيضة نظرًا لسمعته الطيبة، ووجدت راحتها بعد المعاملة الطيبة من كادر المركز، والتشجيع المستمر لها على المضي قدمًا في الحياة، وأضافت: كان المركز بداية لنور تسلل إلى قلبي ليغسل ظلمات الحزن داخلي قبل أن يغسل دمائي.

يأتي ذلك الجهد في إطار الدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة بدعم الجانب الصحي باليمن ومختلف البلدان الأخرى.

يذكر أن المركز بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين بادر منذ تأسيسه حتى الشهر الماضي بتنفيذ 224 مشروعًا صحيًا في جميع المحافظات اليمنية، استشعارًا من القيادة الحكيمة بأهمية الجانب الصحي وتأثيره في رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.

قصص إنسانية مؤثرة لمستفيدين من مركز الغسيل الكلوي بالغيضة

مركز الغسيل الكلوي محافظة المهرة

صحيفة سبق اﻹلكترونية