أخبار عاجلة

"الأغبري" الذي هز اليمن.. كشف "ابتزاز نساء" فعذبوه حتى الموت

مظاهرات غضب وتعليق بريطاني.. وبيان حوثي لتجنب الضغوط الدولية

فيديو

اهتز الرأي العام في اليمن وخارجه على حادثة موت المواطن اليمني الشاب عبدالله الأغبري بطريقة بشعة، بعد ضربه وتعذيبه لمدة ست ساعات على الأقل، داخل محل بيع جوالات كان يعمل فيه بالعاصمة اليمنية صنعاء.

هذه القضية ما زالت تهز مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تكشف تفاصيلها إلا من خلال كاميرات المراقبة، بعد أسبوعين من وقوعها نهاية شهر أغسطس الماضي.

قصة الأغبري

وحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الشاب عبدالله الأغبري وهو في العشرينات من عمره، قدم إلى صنعاء لكسب رزقه، قادماً من محافظة عمران، وتوسط شخص ما لمساعدته على العمل في محل بيع هواتف نقالة، لكنه لم يقضِ في عمله أكثر من أسبوعين، ففي 27 من شهر أغسطس الماضي، فارق "الأغبري" الحياة.

ولم يكتشف الرأي العام اليمني القضية إلا في التاسع من سبتمبر الجاري، وذلك بعد نشر مواقع التواصل الاجتماعي شريط يظهر تعذيب الأغبري بالضرب المبرح.

غضب يمني ودولي.. وبيان حوثي

وقد أدت تلك الفيديوهات والصور إلى ردود فعل غاضبة، حيث خرجت تظاهرات ومسيرات تجوب شوارع صنعاء ومدن يمنية أخرى، متضامنة مع "الأغبري"، حيث يطالب المتظاهرون بإنزال أقصى العقوبات على المتهمين بقتله.

كما نشر السفير البريطاني في اليمن ميكائيل أرون، تغريدة على موقع " تويتر"، قال فيها: "صدمت بفيديو قتل الشاب عبدالله الأغبري في صنعاء، لا يمكن أن تمر هذه القضية بصمت، ويجب تقديم مرتكبي هذه الجريمة المروعة إلى العدالة بأسرع وقت ممكن".

وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي وتجنب الضغوط الدولية، سارعت شرطة الحوثي الانقلابية في صنعاء، إلى إصدار بيان قالت فيه: "ضبط الجناة تم بتاريخ 27 أغسطس، بعد ساعات من ارتكابهم الجريمة"، وأضاف البيان: "إن تعاطي الشرطة مع الواقعة تم وفق القوانين كأي جريمة جنائية، وأحيل المتهمون إلى التحقيقات، وتمت مواجهتهم بالحقائق التي أكدت تعذيبهم للمجني عليه بقسوة ووحشية حتى فارق الحياة.

وحسب وسائل إعلام يمنية فالمتهمون هم؛ وليد العامري صاحب محل الجوالات، ومجموعة من العاملين والأصدقاء وهم؛ منيف قايد عبد الله، دليل شوعي محمد الجربة، عبد ناصر حسين السباعي، ومحمد عبد الواحد الحميدي.

روايات عدة وقتل واحد

وحسب "بي بي سي"، يتم تداول روايتين عن مقتل الأغبري، فهل عذب حتى الموت كما تقول إحدى الروايات، أم حاول الانتحار كما تزعم رواية أخرى.

وبعيدا عن هذه الآراء، أكد مدير مستشفى محمد العامري، أن "الأغبري" وصل إلى المستشفى على قيد الحياة، لكنه توفي بعد قليل من وصوله، وأن المستشفى أخبر المحقق الجنائي، فقام المحقق بالتحفظ على اثنين من المتهمين الخمسة الذين ظهروا في الفيديو، وبعدها تم القبض على باقي المتهمين.

وأظهرت الفيديوهات المتداولة الجناة الخمسة المقبوض عليهم، والذين أنكروا في البداية أنهم عذبوه، لتفضحهم تسجيلات الكاميرا، عندما ظهروا وهم ينهالون عليه بالضرب، بالكابلات الكهربائية.

هناك شبه إجماع في اليمن وعلى مواقع التواصل، أن عبدالله الأغبري عُذب حتى الموت، وأن المتهمين ظهروا في الفيديو، وهم يقومون بتقطيع شرايين يده اليسري، وأنهم تركوا ينزف، وتظهر صورة له وهو يجلس في ركن من الغرفة الخلفية للمحل، حيث تعرض للتعذيب.

سرقة أم ابتزاز نساء؟

حسب وسائل إعلام يمنية ودولية، يتداول اليمنيون روايتين عن السبب الذي أدى إلى تعذيب الشاب الأغبري حتى الموت على يد صاحب محل الجوالات وبقية المتهمين.

يقول موقع "أخبار اليمن": كشفت مصادر مطلعة، عن السر الذي كان يحتفظ به المغدور به "عبدالله الأغبري"، والذي دفع الجناة لقتله في العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع الماضي.

وبحسب المصادر فإن عبدالله الأغبري كان يحتفظ بذاكرة إلكترونية فيها أدلة ضد الجناة الذين ارتكبوا جريمة قتله.

وذكرت المصادر أن الذاكرة التي كانت بحوزة الأغبري تثبت أن المتهمين متورطين بجرائم ابتزاز نساء بعد تصويرهن واستغلالهن، وأشياء أخرى أيضاً.

وحسب "بي بي سي"، فهناك رواية أخرى رواها شخص يدعى أحمد الجراش، وهو خال صاحب المحل، حيث نشر على موقع فيسبوك رواية يتهم فيها "الأغبري" بالسرقة، ويقول: إن الهواتف اختفت من المحل، ثم تم ضبط "الأغبري" متلبساً بسرقة الهواتف، من خلال تسجيلات كاميرات المراقبة، فقام أصحاب المحل باحتجازه وضربه، فطلب دخول الحمام، ولما طال انتظاره داخل الحمام، كسروا باب الحمام فوجدوه ينزف وهو فاقد الوعي، بسبب محاولته الانتحار، وتبقى هذه رواية أثنين من شهود العيان على الواقعة.

حكاية الأغبري تلخص حالة الشعب اليمني مع الحوثي

وأخيراً يعلق المحامي اليمني أحمد المعيطي على قصة الأغبري ويقول: "إن حال المغدور به عبدالله الأغبري وحال اليمن سواء، فقد غدروا باليمن كما غدر أولئك المجرمون بعبد الله الأغبري، إن مقطع الفيديو ذاك، يختصر حكاية كل يمني وكل اليمن".

فيديو

فيديو

صحيفة سبق اﻹلكترونية