أخبار عاجلة

المفكر سعد الدين إبراهيم: أردوغان "بلطجي" وانتهازي.. والإخوان أوصلوا "تميم" للحكم

المفكر سعد الدين إبراهيم: أردوغان "بلطجي" وانتهازي.. والإخوان أوصلوا "تميم" للحكم المفكر سعد الدين إبراهيم: أردوغان "بلطجي" وانتهازي.. والإخوان أوصلوا "تميم" للحكم
قال في حديث لـ"إندبندنت عربية": حسن نصر الله أصابه الغرور.. وقطر تمول "هيومان رايتس ووتش"

المفكر سعد الدين إبراهيم: أردوغان

شبه المفكر وعالم الاجتماع السياسي الشهير سعد الدين إبراهيم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالزعيم النازي "هتلر"، مبيناً أن شعبيته تراجعت بشدة، ولفت إلى أن الإخوان أوصلوا "تميم" إلى الحكم في قطر، وهو ما حيد والدته الشيخة "موزة" في التعامل مع التيار الإخواني في قطر، مشيراً إلى أن قطر تغلغلت في بعض المنظمات الحقوقية العالمية وتؤثر على تقاريرها.

وفي حديث طويل مع صحيفة "اندبندنت عربية" أكد المفكر المصري أن زعيم حزب الله حسن نصر الله أصابه الغرور، وأن شعبيته تراجعت بشدة في أوساط اللبنانيين، مشيراً إلى أن "نصر الله" حمله رسالة إلى ومصر مفادها الدعم والتمويل مقابل التخلي عن حضن إيران.

تركيا وأردوغان

تصادف وجود سعد الدين إبراهيم في تركيا، نظراً لعمله أستاذاً زائراً في جامعة إسطنبول، أثناء الانقلاب "المزعوم" على حد تعبيره على "أردوغان"، وعن سبب زعمه بأن الانقلاب مزعوم، يقول: "كانت هناك أمور غير متوافقة أولها أن الانقلاب "المزعوم" حصل أثناء وجود أردوغان خارج أنقرة وخارج إسطنبول، أي أن من قاموا بالانقلاب لم يكن باستطاعتهم إلقاء القبض عليه. وانتهز الرئيس التركي الفرصة آنذاك لإلقاء خطاب ناري يطلب فيه من أتباعه الانتفاض ضد من قاموا بالانقلاب وإلقاء القبض عليهم".

ويضيف حول ذكرياته لتلك الليلة: "رأيت بنفسي ما حصل خلال الثماني ساعات التالية في شوارع إسطنبول، بعض قيادات الجيش والجنرالات المتقاعدين بلباس النوم في الشوارع وحولهم أنصار أردوغان، لا شرطة ولا قوات جيش بل أنصاره من الحزب (العدالة والتنمية)".

ويحلل عالم الاجتماع السياسي بخبرته العريضة الخط السياسي الذي ينتهجه الرئيس التركي، إذ يصف "أردوغان" بـ"البلطجي" والانتهازي، وأنه دبر ذلك الانقلاب للتخلص من أصدقائه وأعوانه ومن أوصلوه للزعامة مثل عبدالله جول وغيره، وإحكام قبضته على السلطة بدون مناوئة، وهو ما يذكره بما فعله الزعيم النازي "هتلر" في حقبة العشرينات والثلاثينات في ألمانيا، عندما تخلص من خصومه داخل الحزب النازي؛ بدعوى الانقلاب عليه.

ويرى الدكتور سعد الدين أن أردوغان تخلص من المناوئين له في ثلاث مؤسسات مهمة جداً في تركيا الكمالية (نسبة إلى الزعيم التركي كمال أتاتورك)، هي الجامعة والقضاء والجيش، وهي المؤسسات التي تشربت الأيديولوجية الكمالية، بينما هو – أي أردوغان – من خلفية تعتبر امتداداً لتنظيم الإخوان المسلمين وما فعله حسن البنا في ، وكل ما أراده ويريده هو الانقلاب على الكمالية وتفكيك المؤسسات التي أنشأها مصطفى كمال أتاتورك في تركيا.

ويلفت كذلك إلى أن العد التنازلي لقيادة أو زعامة "أردوغان" قد بدأ، وتراجعت شعبيته بشدة، وأنه كلما شعر بانخفاض شعبيته لجأ إلى تفسير ذلك بنظرية المؤامرة، قائلاً فقد كان: " لدى أردوغان دائماً شك في ولاء أهل إسطنبول والمدن الكبرى، بالتالي وعند إخفاق أنصاره في انتخابات المدن الكبرى أعتقد أن الأمر جزء من مؤامرة، فنظرية المؤامرة حاضرة دائماً بالنسبة إليه لتفسير ما يبدو أنه ضده أو ما يبدو أنه منطقي".

وقرر "إبراهيم" مغادرة تركيا بعد ما شاهده في ليلة الانقلاب "المزعوم"، وتخوفه من زملائه من أتباع "أردوغان" والمجندين كشرطة سرية في الجامعة، الذين كانوا يرفضون الحديث العلني عن الانقلاب ورأيهم فيه، ويلتزمون الصمت.

"الجزيرة" والإخوان

وتطرق عالم الاجتماع السياسي للحديث عن الجزيرة القطرية والإخوان المسلمون، قائلاً: "خلال السنوات الست أو السبع الأخيرة وقعت القناة في براثن الإخوان المسلمين المصريين الذين غادروا مصر أيام عبد الناصر، أو الإخوان الذين استطاعت الجماعة أن تجنّدهم في قطر".

مضيفاً أن الجزيرة هاجمته بسبب حديثه عن أردوغان، فالشبكة القطرية وغيرها من الأبواق الإعلامية للجماعة لا يحبون ما أكتبه في هذه الموضوعات لأن جزءاً منها معلومات مباشرة وجزءاً منها من قراءات وجزءاً منها استنتاجات وجزءاً من وحي الأحداث والتطورات الجارية، ويبدو أن تأثير ما أكتب يوجع الإخوان، وأنا أعرف الإخوان المسلمين جيداً كأحد الذين اقتربوا كثيراً منهم وأعرف طريقة تفكيرهم من الداخل.

ويقول الدكتور سعد الدين إن هناك وحدة حال بين النظامين الحاكمين في قطر وتركيا، لافتاً إلى أن قطر تشعر حالياً بالعزلة (في إشارة إلى ما بعد المقاطعة الرباعية منذ 2017) خليجياً، وإلى حد ما هي في عزلة عربية ومنذ عدة سنوات، ووزير الخارجية القطري السابق وحاكم قطر وبعده الشيخ تميم يبحثون عن حلفاء لقطر.

ويضيف: حينما هرب الإخوان المسلمين من مصر بعد ثورة يناير 2011، لجأ عدد كبير منهم إلى تركيا وماليزيا ولندن، ووجدوا في تركيا وفي أردوغان وفي الإخوان المسلمين الأتراك خير حليف وخير أنيس، زاعماً أنهم يساعدون أردوغان في التغلغل في بلاد عربية أخرى وبلاد أفريقية لديهم فيها فروع مثل: السودان وإريتريا والصومال وليبيا.

الازدواجية القطرية

ويروي المفكر الشهير عن إحدى جلساته مع الشيخة موزة بحضور أحد أعضاء الأسرة الحاكمة، حيث عبر الدكتور عن انزعاجه مما وصفه بالازدواجية القطرية، فالجزيرة تهاجم أمريكا طوال الوقت، وفي نفس الوقت لدى الدوحة أكبر قاعدة أمريكية، وهو ما فسره له عضو الأسرة الحاكمة بقوله: "نحن في قطر أعدادنا كقطريين لا يتجاوز ربع مليون ولكننا نسبح على بحر أو على بحيرة من الغاز والنفط، ونتمتع بأعلى دخل فردي في العالم - في ذلك الوقت – ونحن بهذه الثروة وبهذه الميزة وبعددنا المحدود وبالأطماع التي حولنا من 3 حيتان وهم إيران والعراق صدام، والسعودية، فأوقفته وسألته السعودية أيضاً؟ قال نعم وبين هؤلاء الثلاثة كان يجب أن يحمينا أحد".

ويتابع "إبراهيم": "كانت لي مقالة عنوانها البلطجي الأعظم والبلطجي الأصغر، واعتبرت فيها أن أمريكا هي البلطجي الأعظم وصدام حسين الأصغر، وقال لي (أحد أفراد الأسرة الحاكمة) أنت استخدمت كلمة البلطجي ونحنا قلنا لأنفسنا فلنذهب إلى البلطجي الأكبر ونرى ماذا يريد "ونأجره" ونستفيد من خدماته، وقال بدأت الاتصال مع الولايات المتحدة وقلت لهم نحن نريد حماية ما هي شروطكم وطلباتكم وكانت شروطهم ثلاثة:

1- وجود قاعدة تحل محل القواعد التي كانت في السعودية، التي طلبت الرياض إنهاء تأجيرها للأمريكيين.

2- أن تنفق قطر على أية قوات نأتي بها لأن الكونغرس ربما يعترض على زيادة الاعتمادات ويثير أسئلة تدخلنا في متاهات.

3- أن تكون قطر حليفة لأمريكا في أي تحرك ضد إيران مستقبلاً.

ويتابع سعد الدين إبراهيم ناقلاً كلام أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، "فقال لي أنا وافقت على الشروط، بالتالي هذا ما يفسر وجود قاعدة أمريكية هنا. أما هجوم الجزيرة على أمريكا فكان هجوماً كلامياً لفظياً، ولكن العلاقات التحالفية من خلال القواعد والبعثات الطلابية الدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية الأخرى قائمة".

العلاقات القطرية الإخوانية واختراق المنظمات الحقوقية

وعن العلاقة القطرية بالإخوان، يروي "إبراهيم" الذي عمل مستشاراً لوالدة أمير قطر الحالي الشيخة "موزة": "شرحت لي الشيخة موزة كيف تغلغل الإخوان المسلمون في قطر من خلال الشيخ يوسف القرضاوي في المساجد والمعاهد والإعلام القطري، وفي المؤسسات الاقتصادية القطرية من خلال شركات الصرافة، فوقعت كل الأعصاب الحية للدولة القطرية بما فيها الجزيرة في قبضة الإخوان المسلمين، سواء الإخوان المسلمين المصريين أو القطريين الذين ثم تجنيدهم في الـ30 سنة الأخيرة في قطر منذ استقلالها".

وأضاف سعد الدين إبراهيم أن "زوجة حاكم قطر السابق كان همها الأول وصول ابنها إلى الحكم وهو كان المرشح الأول لذلك، وقد علم الإخوان [برغبتها] فساعدوها في ذلك، وبالتالي حيدوها".

وينتقل الدكتور سعد الدين للحديث عن المنظمات الحقوقية العالمية، لافتاً إلى إنه تم اختراقها من الأنظمة الحكومية عبر تبرعات رجال الأعمال، مدعياً أن قطر أحد الممولين لمنظمة "هيومان رايتس ووتش"، وإنه أبدى أكثر من مرة انزعاجه من التعامل الحقوقي مع الكثير من الملفات ومن سوء أداء المنظمة أثناء توليه منصب عضو مجلس أمناء المنظمة العالمية، مشيراً إلى أنه أسهم بتعديل ظروف العمال عموماً في قطر بعد الانتهاكات الصارخة ضدهم في الإمارة الخليجية.

نصر الله والحضن الإيراني

ويروي عالم الاجتماع السياسي بعض تفاصيل لقاءه في عام 2006 مع زعيم حزب الله حسن نصر الله مشيراً إلى أن الرجل حمله رسالة إلى السعودية ومصر مفادها الدعم والتمويل في مقابل التخلي عن أحضان إيران.

ويلفت "إبراهيم" إلى "نصر الله" أصابه غرور القوة أو السلطة، مشيراً إلى أن شعبيته في تراجع، ويدلل على ذلك بقوله: "خلال آخر لقاءاتي بشخصيات لبنانية مختلفة وممثلة لجميع الطوائف في مؤتمر بواشنطن اتضح لي أن شعبية نصر الله في تناقص مستمر".

ويضيف: "هو وإيران أصبحا وجهين لنفس العملة، بالتالي فإن جلب نفوذ إيراني إلى لبنان استعدى كل الطوائف الأخرى باستثناء الطائفة الشيعية".الرئيس الأمريكي

صحيفة سبق اﻹلكترونية