أبرز العوامل التى تؤثر على أسعار الذهب فى البورصات العالمية

أثبتت العديد من الأزمات العالمية أن الذهب مخزن للقيمة واستثمار آمن، استحق أن يستحوذ على مكانة مهمة وسط مجالات الاستثمار المختلفة، وتنوعت آليات وأدوات الاستثمار في الذهب، حيث يتخذ المستثمرون أشكالاً عديدة، ويثقون بشكل كبير في الذهب كملاذ آمن للعديد من الأسباب.

فى السطور التالية سنستعرض تاريخ الذهب كأشهر ملاذ أمن منذ فجر التاريخ، وكذلك أبرز المتغيرات التى تؤثر على الاقبال على شراء الذهب فى البورصات العالمية.

تاريخ الذهب كملاذ آمن

ويعود تاريخ الذهب إلى العصور القديمة عندما كان جماله وقيمته الحقيقية مرتبطة بالناحية الكيميائية، وهي مقاومته للأكسدة، وبمرور الزمن أصبح آلية للمعاملات، و ومع تطور أنظمة العملات، تميز الذهب بعدم الكشف عن هويته، وامكانية تخزينه لفترات طويلة دون أن يفقد قيمته، مما جعله العملة المفضلة للكثيرين.

كيف أصبح الذهب الأصل المفضل؟

هناك مفاهيم مختلفة حول اعتبار الذهب "الملاذ الآمن"، ولكن في حقيقة الأمر،  تاريخ الذهب في التحوط ضد التضخم بشكل فعال، وقدرته على الصمود والاحتفاظ بقيمته، مع انخفاض قيمة العملات، في ظل الأحداث السياسية والحروب، والانهيارات الاقتصادية، مما جعل الذهب أحد الأصول المفضلة للمستثمرين.

والذهب هو أصل، و الملاذ الوحيد الذي يمكن الوصول إليه حقاً في أي وقت دون قيود مثلما هو الحال في توظيف الأموال في البنوك او شراء عقارات، وذلك بفضل استقراره على المدى الطويل وقيمته المعترف بها والمشتركة عالمياً، و الذهب كان مرجعاً رسمياً للعملات الوطنية خلال سنوات طويلة.

ويعد الاستثمار في الذهب استثمار آمن ومخاطره قليلة، فهو يتحمل فترات الأزمات والتقلبات والتضخم، وبالتالي يعتبر مؤمن فعلياً.

أسعار الذهب

أسعار الذهب ملموسة وقابل للقياس بأي عملة، وتخضع لقوى السوق، و قيمة الذهب هي مفهوم كبير ينعكس  في عدم الكشف عن هويته وإمكانية تخزينه وقلة مخاطره، بجانب ارتباطه المنخفض أو السلبي مع جميع فئات الأصول الأخرى تقريباً، بالإضافة إلى دوره كتحوط للتضخم، مما يجعلها مكوناً ذات قيمة عالية في المحفظة الاستثمارية، و لهذا السبب إذا كان المستثمر يتطلع إلى توزيع المخاطر عبر محفظته، فلا يهم السعر الذي يدفعه مقابل الذهب لأنه بمرور الوقت سوف يعوض من خلال قيمته.

أسعار الذهب في البورصات

مع انخفاض أسواق الأسهم بشكل كبير في الأيام الأخيرة، انخفض أسعار الذهب في البورصات، و الذي يعتبر ملاذاً آمناً، على عكس الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والودائع البنكية، وهناك بعض العوامل الرئيسية التي تؤثر على أسعار الذهب :

قيمة الدولار الأمريكي

بما أن أسعار الذهب يتم تحديدها في ضوء سعر الدولار الأمريكي، فإن قيمة العملة لها تأثير كبير على أسعار الذهب، و قوة الدولار الأمريكي تساعد على ضمان بقاء سعر الذهب منخفضاً، بينما ضعف الدولار الأمريكي يؤدي الى ارتفاع أسعار الذهب. 

البنوك المركزية

تشرف البنوك المركزية في الدول على السياسة النقدية والعملة، وتسيطر على المعروض من النقود، وتحدد أسعار الفائدة وتحاول إدارة التضخم، وعلى مدار التاريخ، ربطت العديد من الدول الغربية عملتها بالذهب، لكن معظم علماء الاقتصاد يوافقون على أن هذه الجهود باءت بالفشل إلى حد كبير، ومع ذلك، تواصل البنوك المركزية اليوم الاحتفاظ باحتياطيات كبيرة من الذهب، فعلى سبيل المثال تمتلك الولايات المتحدة أكبر احتياطي من الذهب بأكثر من 8000 طن.

التضخم

الدول  والمستثمرون الأذكياء، يشترون الذهب أيضاً بسبب المخاوف بشأن التضخم، و ذلك منذ أن أثبت الذهب تاريخياً أنه وسيلة وقائية فعالة ضد التضخم، وكشفت دراسات السوق أن التضخم هو أحد المؤشرات الرائدة للتنبؤ بسعر الذهب. 

العرض والطلب

يتم استخدام حوالي خمسين في المائة من الإنتاج السنوي للذهب في العالم في المجوهرات، و تمتلك الهند والصين واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية للمجوهرات الذهبية، و عندما يزداد الطلب على المجوهرات ويكون العرض محدوداً، يرتفع سعر الذهب تلقائياً، و بمجرد انخفاض الطلب على الذهب، ينخفض ​​سعر الذهب أيضاً.