أخبار عاجلة

هل نحتاج للخروج من جائحة النقد الثقافي والأدبي السعودي؟

هل نحتاج للخروج من جائحة النقد الثقافي والأدبي السعودي؟ هل نحتاج للخروج من جائحة النقد الثقافي والأدبي السعودي؟

هل نحتاج للخروج من جائحة النقد الثقافي والأدبي السعودي؟

الخوض في حركة النقد الثقافي والأدبي بحاجة إلى مكاشفة وتمحيص لواقع هزيل، يحتاج إلى تغيير جذري عميق، وتجديد مختلف لمنطلقاته واتجاهاته ومناهجه وزعاماته؛ لأن معظم الزعامات النقدية الثقافية والأدبية لدينا أصبحت هالات مستهلكة لعقل نمطي تراكمي وتقليدي، غير قادر على تقديم مشروع للنقد الثقافي والأدبي بشكل حديث وأكثر فاعلية، ولا استيعاب جيل شبابي تنافسي صاعد أكثر قوة ثقافية وأدبية. هذه الزعامات أصبحت عالة على حركة النقد الثقافي والأدبي. فعند الحديث عن الحركة النقدية الثقافية والأدبية بصورتها الحالية للمنتج الحديث يمكن تصنيفها بالنقد المستهلك؛ كون قواعدها ليست عميقة كما يتصور الكثير؛ فهي قواعد نقدية شخصية وهشة، تغلبها الشللية والعلاقات الشخصية ومكانية جغرافية؛ وهو ما جعلها حركة نقدية سطحية غارقة في النقد الثقافي والأدبي السعودي.

التكرار يرسخ أحادية الفكر والمنهج، وباتجاه متصاعد واحد؛ ما شكّل عائقًا في أفق حركة، بل ما هو الأسوأ عندما يظن الكثير من النقاد أنهم هم أرباب النقد والثقافة والأدب السعودي، والوجه الآخر للتعالي على كُتاب الثقافة والأدب والنقد من الجيل الشبابي الجديد؛ فهم يؤمنون بأنهم مَن يملكون الحق الحصري والخاص في تحديد مفاهيم التنظير والترميز للفكر الثقافي والأدبي والنقدي، وحق فرض الوصاية على المثقفين والأدباء؛ فحصروا كل مصطلحات "الناقد والمثقف والأديب والمفكر والمستشار الثقافي" كظاهرة محلية للتعريف النقدي الثقافي والأدبي، والتقديم النخبوي الذي لا يحقق ولا يؤسس إلى أي إنجاز أو إنتاج فاعل في المفهوم الثقافي والأدبي.

إن ما تحتاج إليه هذه المرحلة الجديدة في تاريخ حركة النقد الثقافي والأدبي السعودي بالتزامن مع دور وجهود وزارة الثقافة بهيئاتها المختصة هو مواكبة الحركة الإنتاجية للمنتج النقدي والثقافي والأدبي الشبابي، وإبراز جيل جديد ممارس في مجال التفكير النقدي، والتفكير الثقافي، والتفكير الأدبي، وفي مجال تداول المفاهيم والمصطلحات، والعمل على تطوير وتجديد أدوات النقد لتفكيك البنية التقليدية، إضافة إلى تأسيس منهج تغيري ودينامي، يسهم في تنامي الحركة النقدية للثقافة والأدب وتجديدها.

وأخيرًا: الخروج من جائحة النقد الثقافي والأدبي المعاصر ضرورة في ظل الزخم المعرفي والسجال الثقافي، ومطلب حضاري وثقافي ووطني وجمالي، يعيد للنقد والثقافة والأدب دورها ومكانتها في حركة المجتمع الثقافية، والإسهام في تنميته وتطوره، وخلق جيل جديد مبني على الإبداع والتجديد.

(لنعلم أن القارئ يريد منجزًا ثقافيًّا وأدبيًّا، من خلاله يستطيع تكوين فكر ورؤية وثقافة).

صحيفة سبق اﻹلكترونية